ما هي الأشياء التي تساعد الإنسان على احراز معرفة عميقة بالعالم المحيط به؟! بل ما هي الممارسات الاجتماعية التي تهيئ له القدرة على تكوين المفاهيم حول ملامح التفكير وبالتالي توجد لديه الامكانات الخاصة في التعرف على القضايا والتعايش معها والسعي إلى حلها!! إن هناك العديد من الظواهر التي ترتبط بالواقع كما ترتبط بالمعرفة وتتصل بالممارسة الاجتماعية عبر التطور التاريخي للمعرفة والحضارة وبذلك فالإنسان في كل زمان وفي كل مكان رغم اختلاف لونه وجنسيته فهو يخضع لتنظيم كوني كما أنه مرتبط بالمسافات الزمنية في نضال مستمر نحو إنشاء علاقات اجتماعية قائمة على نظام مستقر يؤدي إلى استقرار الحياة، وبالتالي فإن التأكيد على المبادئ الأخلاقية من احترام وحب الغير يؤدي إلى تأسيس مشاعر فياضة نحو المجتمع والوطن وتكون بمثابة البذرة التي تزرع في أرض ثم ترعاها بالسقيا حتى تكبر وتثمر!! إن العديد من الناس تتشكل القدرات لديهم وفق ما يوجد الأبوان من تربية وما يتخلق به المجتمع من قيم وعادات وتقاليد تشكل ثقافة الشعب وتميز الوعي وأثره على سلوكيات الجميع في مختلف المواقف الحياتية لتظهر صورة الرقي في العديد من النماذج التي تكون شكلا من أشكال التفاعل بين جميع الأفراد سواء متعلمين أو غير متعلمين أغنياء أو فقراء فالثقافة شكل من أشكال المعرفة والوعي والعلم أيضاً وهي أيضاً واجهة لمن استطاع المجتمع تعديل سلوكه عبر سنوات وسنوات فأنت جزء من مجتمعك وأنت أيضا صورة معبرة عن واقعك!! في طريقة حديثك أو «مشيك» أو أكلك حتى عندما تستمع للغير وتحاور وتحاول أن تقنع تكون أنت إناء تنضح بما فيك من أخلاقيات وسلوكيات يختلط في إيجادها تربيتك داخل الأسرة وكونك فرداً من أفراد المجتمع.