الانفصام الذهاني هو أحد الأمراض المزمنة والمستعصية وفي بعض الأحيان يسميه الأطباء النفسيون بالسرطان.. (سرطان الأمراض النفسية) لما لهذا المرض من آثار على حياة الفرد المالية والاجتماعية والعائلية والعلمية وهذا بحد ذاته ينعكس على الناتج القومي. والانفصام الذهاني يصيب 1% من تعداد العالم ولا يفرق هذا المرض بين الطبقات الاجتماعية والعملية والدينية ويصيب الرجال والنساء بنسب متساوية وقد وجد حديثا أنه يصيب المراهقين والأطفال ويكون المرض في أشد حالته مقارنة بالبالغين وكبار السن وهذا المرض تظهر أعراضه في فترة زمنية غير قصيرة في حدود ستة أشهر حيث يبدأ الشخص المصاب بالانعزال عن أفراد أسرته وذويه ثم المجتمع والأصدقاء ثم يبدأ المصاب بفقدان الاهتمام بالنظافة الشخصية وإهمال الحالة الصحية وقد يصل به الحال إلى جمع القاذورات أو عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية وبعض المرضى يقوم بجمع القاذورات في غرفته أو منزله وقد يعتقد البعض أن هذا الشخص غريب الأطوار إلى حد ما ولكن عندما يبدأ المصاب بالشكوك في أصدقائه وذويه وزملائه وقد يصاحب ذلك هلاوس سمعية أو بصرية حدسية قد تؤدي بالمصاب إلى الاعتداء على غيره ظنا منه أنه يدافع عن نفسه وذويه. كما أن هناك أعراضا أخرى قد يصاب بها المريض يطلق عليها الأعراض السلبية وهي مثل تبلد الحس والشعور بالفراغ وعدم القدرة على التعبير عن الشعور الداخلي لدى الشخص أو تغيير تعابير الوجه إلى درجة يظن البعض ان هذا الشخص انما هو مومياء تمشي ويصبح كلام هذا الشخص المصاب مفزعا وغير مترابط وغير مفهوم تماما. وقد كان في السابق قبل 60 سنة يعالج المصاب ببعض الأعشاب والانسولين وحمام الثلج إلى أن اكتشفت العقاقير المضادة للذهان في عام 1950م حيث اصبح من الممكن علاج بعض الحالات. وان كان في بعضها ثلث المصابين لا يحصلون على العلاج، وكانت هذه العلاجات تؤدي إلى آثار جانبية غير محببة من قبل المرضى وذويهم إلى أن تم اكتشاف العقارات الحديثة في عام 1989م. وهذه العقاقير ذات قوة فعالة للحالات المستعصية للعلاجات السابقة وذات تأثيرات جانبية ضئيلة في معظمها وأصبح من الممكن علاج حالات الانفصام الذهاني، وقد نظم مستشفى الملك فهد للحرس الوطني أول مؤتمر يناقش هذا المرض ومسبباته وعلاجه حسب الأبحاث والدراسات الحديثة، حيث استقطب أشهر الأطباء في أمريكا الشمالية والنمسا لبحث الاستفادة من الخبرات العالمية والمحلية وناقش المؤتمر الدراسات العالمية التي أجريت في دول الخليج العربي والهند وافريقيا وغيرها بشأن أحد هذه العلاجات وفعاليته في علاج الانفصام الذهاني. د. جمال الطويرقي