إن العام 1319ه عام هجري يحمل بين طياته حدثا عظيما وقد نقشه الملك عبدالعزيز يرحمه الله بذاكرة التاريخ عندما فتح مدينة الرياض وأعلن أن الملك لله ثم أقام دولته وأسسها على مناهج الدين القويم بعد أعوام جاهد فيها جهادا عظيما حتى استرد ملك آبائه وأجداده ثم أكمل مسيرة البناء والتأسيس في الدولة المترامية الأطراف ذات التضاريس القاسية فاستطاع الملك عبدالعزيز بإخلاصه وحنكته السياسية ان يوحد البلاد تحت اسم «المملكة العربية السعودية» ويجمع شتات القبائل ويؤلف بين هذه القلوب المتناحرة بعد كفاح عظيم وجهاد مرير حتى أرسى المملكة العربية السعودية على أصول وقواعد ثابتة فازدهرت الدولة ووثبت وثبة كبرى في جميع المجالات دينية كانت أو إدارية أو عسكرية أو اقتصادية أو النواحي التعليمية والصحية. ثم أكمل مسيرته المباركة أبناؤه البررة من بعده وخطوا خطى والدهم الملك عبدالعزيز في البناء والنماء والتطور والازدهار وها هي المملكة العربية السعودية تتحلى بوشاح العز والمجد والرفعة والعلا في العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) سيرة طيبة ومسيرة مباركة حتى بلغت المملكة حضارة زاهية عانقت الجوزاء وقد أسبغ الله عليها نعمة الأمن والأمان والألفة والرخاء بعد الخوف والجوع والفرقة. وها هو الوطن وقد مر عليه ما يربو على قرن من الزمان وهو يتبوأ مكانة عظيمة وازدهارا رائدا تحت ظل العقيدة الإسلامية وهذا كله بفضل الله تعالى ثم جهود «صقر الجزيرة» طيب الله ثراه.