في حياة الأمم والشعوب أيام هي التاريخ.. واليوم الوطني لبلادنا المملكة العربية السعودية تاريخ بأكمله، إذ هو خاتمة مسيرة جهادية طويلة خاضها البطل الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، ومعه أبطال مجاهدون هم الآباء والأجداد رحمهم الله جميعا في سبيل ترسيخ أركان هذا الكيان وتوحيده تحت راية واحدة، ومثلما كان اليوم الوطني تتويجا لمسيرة الجهاد من أجل الوحدة والتوحيد فقد كان انطلاقة المسيرة لجهاد آخر، جهاد النمو والتطور والبناء والنماء للدولة الحديثة. وفي ذكرى هذا اليوم المجيد، ها نحن نعيش في ظلال هذه الدولة الوارف بعد أن أصبحت كيانا له وزنه على كل المستويات العربية والإسلامية، والدولية، وحققت في فترة وجيزة مالا يتحقق إلا في أضعاف هذا الزمن. يوم الوطن ذكرى عزيزة تمر علينا كل عام في الثالث والعشرين من سبتمبر ونستحضر خلالها صور البطولات والأمجاد التي تحققت على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ورفاقه. يوم الوطن.. مسيرة كفاح طويلة قادها الملك المؤسس على مدى 30 عاما . ليعلن بعدها قيام المملكة العربية السعودية , دولة عظيمة قوية على أساس من الدين، تطبق الشريعة وتحكم بما أنزل الله. يوم الوطن.. يوم الوحدة والتوحيد لهذه البلاد بعد أن عاشت ردحاً من الزمن ممزقة مختلفة متناحرة يوم الوطن.. يوم النهوض والتطور والنماء الذي انطلق بعد التأسيس وبلغ ذروته في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – حيث شهد هذا العهد الميمون نقلة حضارية وتنموية واصلاحية عملاقة، اختزلت عنصر الزمن وبشرت بحاضر ومستقبل زاهر بإذن الله . يوم الوطن إذاً هو يوم الوحدة الوطنية والاعتزاز بالمواطنة وتعزيز الانتماء وتنمية الشعور بالمسئولية والواجب نحو الوطن والامة .. الانتماء شعور وطني يتعزز في ظل الوحدة والحب والتلاحم. وقد سجل التاريخ في مثل هذا اليوم ميلاد هذه الدولة المترامية الأطراف وشهد مراحل تأسيسها ونموها ووقوفها في صفوف الامم القوية ولتتمكن خلال سنوات قلائل أن تكسب ثقة المجتمع الدولي بهيئاته ومنظماته ودوله المختلفة، مما جعلها إحدى الدول المؤثرة سياسيا واقتصاديا على المستوى العربي والاسلامي والدولي.