قال مسؤول امريكي رفيع يوم الثلاثاء ان الولاياتالمتحدة اجرت اتصالات مبدئية جيدة مع السودان الذي اتهمته من قبل بإيواء اعوان لأسامة بن لادن ومع كوبا في اطار بحثها عن شركاء في مكافحة شبكات الارهابيين بعد هجمات على نيويوركوواشنطن الاسبوع الماضي. وتعهدت واشنطن بشن حرب طويلة على الارهاب بعد هجمات بطائرات مخطوفة قتل أو فقد خلالها ما يقرب من ستة آلاف شخص ودمرت مركز التجارة العالمي وألحقت اضرارا بمبنى وزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون». وأفاد تقرير حديث لمسؤولين امريكيين ان ابن لادن هو المشتبه به الرئيسي.وفضلا عن عبارات المواساة من 194 دولة للولايات المتحدة فقد فتحت الهجمات الباب أمام اتصالات مع دول مثل كوبا وهي عدو لامريكا منذ وقت طويل وسوريا وهي منتقد قوي لواشنطن. وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية يوم الثلاثاء ان الاتصالات انتعشت مع كوبا التي تخضع لحظر امريكي منذ الثورة التي قام بها الزعيم الكوبي فيدل كاسترو عام 1959. وقال باوتشر في بيان صحفي ان كولن باول وزير الخارجية الامريكي تحدث إلى وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل يوم الاثنين عن «نوع التعاون الذي يمكن ان نحصل عليه ضد الارهاب وضد الجماعات التي يعتقد انها دبرت هذا الفعل». وأضاف باوتشر «انا اقول ان هذه كانت بداية جيدة للمناقشات». وذكر تقرير وزارة الخارجية الامريكية لعام 2000 عن هذا الموضوع ان السودان «مستمر في توفير ملاذ آمن لأعضاء جماعات مختلفة منها تنظيم القاعدة لأسامة بن لادن والجماعة الاسلامية والجهاد الاسلامي المصريتان والجهاد الاسلامي وحماس الفلسطينيتان». والسودان موضوع على قائمة الدول التي ترعى (الارهاب) التي تضم ايضا كوبا وايران والعراق وليبيا وكوريا الشمالية وسوريا وهو ما يحرم هذه الدول من مختلف اشكال المعونة الامريكية». لكن الخرطوموواشنطن فتحا حوارا حول الارهاب في منتصف عام 2000 وهو ما وصفته الولاياتالمتحدة بأنه «بعض النتائج الايجابية». وفي ظل حكومة بوش تحسنت العلاقات مع واشنطن بتعيين مبعوث خاص هو السناتور الامريكي السابق جون دانفورث المسؤول عن قيادة مبادرة دبلوماسية تهدف للتوسط بين حكومة السودان الاسلامية والميليشيات المسيحية والوثنية في الجنوب. وفي 1996 فرض الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون عقوبات تجارية وعقوبات اخرى على السودان وأغلق السفارة الامريكية في الخرطوم، وكان رفع العقوبات مطروحا للمناقشة في الأممالمتحدة لكن دبلوماسيين قالوا ان رفع العقوبات تأجل بسبب الهجمات على امريكا الاسبوع الماضي. وقال باوتشر في البيان ان مسؤولين امريكيين كانوا على اتصال بكوبا من خلال قسم رعاية المصالح التابع لها في واشنطن الذي حل محل السفارة في غياب التمثيل الدبلوماسي الكامل. وأضاف باوتشر «طلبنا من الكوبيين عبر قنوات «اتصال».. أي معلومات قد يكونون يعرفونها عن الهجمات الارهابية». ويقول منتقدو القائمة السوداء «للدول التي ترعى الارهاب» ان كوبا كان يجب ان تخرج من القائمة منذ وقت طويل. وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان عددا من «الارهابيين» والهاربين الامريكيين لا يزالون يجدون ملجأ آمنا في الجزيرة العام الماضي وأن جماعتين «ارهابيتين» كولومبيتين موجودتان هناك.