هناك رجال يعملون بجد وتفانٍ واخلاص وبصمت لا يرجون جزاء لأعمالهم سوى مرضاة الله سبحانه وتعالى فالعمل عندهم عبادة مثلى لا تقارن والتفاني فيه متعة فائقة لا تعادلها متع الدنيا إلا رضا الله سبحانه وتعالى وهو هدفهم فهم اخلصوا لدينهم ولوطنهم ولولاة أمرهم فهؤلاء يستحقون الثناء والشكر والذكر الطيب فجهد العامل بإخلاص لن يفنى ولن يزول مهما يكن فالله سبحانه وتعالى وعد اولئك العاملين بإخلاص بخير الوعود، ولعل أحد اولئك الرجال المحمودي الذكر الفقيد الغالي الأستاذ صاهود المطيري أحد رجالات الجوف المخلصين لدينهم ومليكهم ووطنهم عرفته عن كثب رجلاً احبه الناس لتواضعه وطريقته في التعامل بسلاسة معهم حيث كان يرحمه الله يشغل مدير عام مكتب أمير منطقة الجوف وكان هذا العمل المباشر في مواجهة الكثير من المواطنين في مختلف أفكارهم ومشاعرهم واتجاهاتهم.. لكن أبا خالد استطاع بفطنته ودرايته وخبرته ان يحوز على اعجاب ورضا كثير ممن قابلوه فكان صديق «المراجع» لقد شاهدت بأم عيني ابا خالد وكثير من كبار السن يلتفون حوله كأنه أحد أبنائهم يستشيرونه في كثير من أمورهم الخاصة والعامة وقد استطاع ان يستحوذ على اعجابهم وحبهم وثقتهم بما كان يسديه من نصح وتوجيه وكانت أفكاره نيرة وكانت أعماله خيرة فكان بيته مفتوحاً رحباً كمكتبه كان يعمل رحمه الله اكثر من عشرين ساعة لا يكل ولا يمل ولا ترى في وجهه تذمراً فابتسامته المميزة التي كانت لا تفارق وجهه رحمه الله كانت السر الذي جعل ابا خالد محبوباً عند كل من عرفوه فلم اسمع له أعداء فكل من يقابلهم يناديهم بأصدقائه، تواصله رحمه الله ميزة يذكره بها الكثير، كان رحمه الله إنساناً يحمل في قلبه حب الجميع فأحبه الجميع رحمه الله رحمة واسعة.. إنا لله وإنا إليه راجعون. سليمان الأفنس الشراري