دائماً ما تكون بداية كثير من الأعمال وخاصة الدراسة صعبة، فاذا ما استمر العمل واستقرت الاوضاع سارت الحال على ما يرام. ويواجه ابناؤنا الطلاب وهم المعنيون بالأمر هنا صعوبة وضعفا في الاقبال على الدراسة والاندماج فيها بل وحتى تقبلها، لذا فمن المفيد كثيرا ان تبدأ المدرسة مشوارها الدراسي مع الطلاب ببعض البرامج والانشطة التي تسهل امر اندماجهم وانخراطهم في الدراسة وتكيفهم مع الجو الدراسي عموماً بعدم الشروع مباشرة في الدروس والحصص النظامية وتخصيص جزء من اليوم الدراسي الاول لممارسة بعض تلك الانشطة والبرامج ومن ثم اكمال واستئناف اليوم الدراسي او ما تبقى منه ببعض الحصص، لما لذلك من فوائد في تحبيب الطالب وترغيبه في الدراسة، ومساعدته على الدخول في جوها، وكذلك تقوية روابطه مع اعضاء المدرسة من ادارة ومعلمين وبالتالي احترامهم وتقديرهم، وعدم الاثقال عليه بمجهود فكري كبير مع اليوم الاول من الدراسة. ومن تلك البرامج والانشطة مثلاً: 1 السلام والتعارف بين الطلاب واعضاء المدرسة، لما لذلك من اثر بالغ في التحاب بينهم وازالة كثير من الحواجز التي قد تكون بين الطالب ومعلمه او بين الطالب ومدير المدرسة او بين الطالب ووكيل المدرسة او المرشد الطلابي. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا أدلكم على امر اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم). 2 تقديم كلمات ارشادية وتوعوية للطلاب تتعلق بمدى تمسكهم بتعاليم دينهم وتذكيرهم بها، وكذلك فيما يتعلق ببداية الدراسة ومدى الاستفادة من الاجازة. 3 عمل مسابقات خفيفة ومشاهد فكاهية للطلاب تضفي عليهم جوا من المرح والدعابة. 4 الاستفادة مما لدى بعض الطلاب من مواهب والاستعانة ببعضهم بقراءة آيات من القرآن الكريم، وإلقاء بعض الكلمات، والقصائد الشعرية، وكلنا يعرف ما لذلك من فوائد في تحفيز همم الطالب واعطائه الثقة بنفسه وتفريغ ما لديه من طاقات و ايضا التنفيس عما يكنه من انفعالات والتعبير من مشاعر واحاسيس. 5 لا يمنع الامر من تناول وجبة خفيفة بمشاركة الطلاب تزيل كثيرا من الجمود والغموض في العلاقة والذي قد يكون احيانا بين الطالب ومعلميه، كما تجعل من المعلم نموذجا سلوكيا حيا في الاقتداء به وابداء التقدير والاحترام له. 6 البدء بالحصص الدراسية لاكمال اليوم الاول بعد ان يكون الطلاب قد قضوا ذلك الوقت الممتع مع معلميهم وزملائهم الطلاب وبالتالي يكونون قد تهيأوا نفسياً لتلقي الدروس فيها. عمر بن سليمان الشلاش المرشد الطلابي بمجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة القسم المتوسط عبدالله بن عبدالعزيز العريفي' إلى جنة الخلد يا أم ماجد قال تعالى «كل نفس ذائقة الموت..» الآية. لقد فجع خالي العزيز الأستاذ عبدالله بن علي التويجري واولاده وبناته وفجعنا جميعاً معه صباح يوم الأربعاء 10/6/1422ه بوفاة زوجته الغالية والعزيزة على الجميع «أم ماجد» والتي كانت نعم البنت لوالديها.. ونعم الزوجة لزوجها.. ونعم الأم لأبنائها.. ونعم الاخت لاخوانها واخواتها.. كانت تحب الجميع.. وهي محبوبة من الجميع.. كان قلبها أبيض ولسانها عفيفا.. وروحها طيبة وتعاملها إنسانيا وحديثها عذبا وأخلاقها كريمة.. ربّت أولادها وبناتها على الإسلام والخصال الحميدة.. عوّدتهم على معالي الأمور.. وكل الأفعال والأقوال الخيرة.. ذهبت تلك المرأة الطيبة.. والزوجة الصالحة.. والأم الحنون.. وودعت هذه الدنيا الفانية.. إلى الدار الباقية.. رحلت هذه الإنسانة الرائعة بكل معاني الكلمة بعد ان عانت مع المرض الخبيث.. وكانت تقاسي وتتألم داخلياً، ومع ذلك فهي لا تظهر الألم ولا توضح المعاناة ولا تتشكى أو تشتكي فقد كانت بعض القريبات يسألنها عن صحتها فتقول «الحمد لله انا بخير» والله وحده يعلم ما كانت تقاسيه وتشعر به من الآلام والأوجاع. ولكن عزاءنا جميعا فيها تلك الجموع الغفيرة التي أدت الصلاة عليها ووارت جثمانها، وأولئك الناس الذين قدموا من كل مكان لتقديم العزاء فيها وكانت النساء يذكرنها بالخير والسيرة العطرة.. نسأل المولى عز وجل ان يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته وان يلهم خالي عبدالله وأبناءه ماجد ومنصور ومازن وعلي وعبدالرحمن وبناته منال ومشاعل وعبير العزاء والصبر والسلوان. عبدالعزيز بن صالح الدباسي