السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد فأقدم لسعادتكم مشاركتي هذه حول تطوير الذات وتأهيلها التأهيل الكامل والشامل آمل ان تحوز على رضاكم واستحسانكم. مازن.. شاب في ريعان شبابه يتقد حيوية ونشاطاً لم يتجاوز العقد الثاني بعد.. تبدو على تقاسيم وجهه ملامح البشر.. وعلامات الفرح حيث انه قد تسلم وثيقة التخرج من الثانوية العامة.. تراه متأبطاً ذلك الملف الأخضر «البدائي» والذي مافتئ متأثراً بجراحه ابان تلك الصولات الدائمة والجولات المستمرة بل الرحلات «الماجلانية» بحثاً عن مجالات خصبة تتيح له مواصلة العلم واكمال المشوار فهو في شغل شاغل ونزيل دوامة لاتقف.. اليوم هنا.. وغداً هناك.. من جامعة لأخرى ومن كليةيعشقها ويحبها الى تلك التي لاتتوافق و رغباته الدراسية وطموحاته المستقبلية.. حيث سأله احدهم.. كيف تتقدم الى شيء لاتستهويه ولا رغبة لك فيه.. فأجابه على استحياء بكلمات «مشلولة» مملوءة بمهمشات الذات ومحبطات الأمل «وين أروح؟ يعني أجلس في البيت!! يا اخي بصيص العين ولا عماها» انتظر مازن اياما قليلة.. واذا بالمفاجأة المحزنة والخبر المفزع ينزل عليه كالصاعقة حيث لم يحالفه حظ القبول في تلك الكلية رغم انه كرر المحاولات عدة مرات.. عندها فكر وقدّر.. واعمل فكره واستشار رأيه.. وبما انه يتصف بالمثابرة ومن طبعه الجد.. وسجيته النجاح والتطلع لغد مشرق.. فطموحاته لاتعرف الحدود وآماله تدعوه دوماً الى تطوير ذاته وتأهيل نفسه.. فانسحب قليلاً فقرر مواصلة العلم من خلال شحذ همته.. وتنمية مداركه وتوسيع ثقافته لذا فقد وجد نفسه حيث وضعها فشمر عن ساعد الجد.. ونفض غبار الكسل والتثاقل.. وبدأ حياة اخرى تختلف تماما عما كان سائداً في منهجه الحياتي عموما.. والذي ربما كان حائلاً بينه وبين مبتغاه.. فأخذ بتأهيل نفسه، التأهيل الشامل والمتكامل حيث التحق بالعديد من الدورات التعليمية والبرامج التدريبية في شتى العلوم والمعارف الأساسية والركائز المهمة لتأسيس الوظيفة الملائمة لرغباته وطموحاته.. عندها عرف ذاته وأحس بوجوده بل ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقام بتجارب حية وممارسة فاعلة من خلال سبر أغوار العمل ومكامن الانتاجية فلقد التحق بوظيفة مساندة تتناسب وما يصبو اليه رغم تدني الأجرة ومشقة العمل الا ان هذا لم يثنه عن تطلعاته المستقبلية فلكل شخص طموحاته وآماله التي يسعى لتحقيقها.. والحصول عليها.. والتي ربما لاتقبل التنازل وانصاف الحلول من خلال تغيير المسار.. وابدال الهدف تحقيقا لرغبات الآخرين، واستجابة لنداءاتهم المتكررة.. وآرائهم المتفاوتة والتي تمت «بحمد الله» عن طريق التخمين والتوقعات المجردة.. ختاماً فان النتيجة التي سيؤول اليها مازن ومن على شاكلته هي بلا ريب نتائج مُرضية ومخرجات قيمة ستؤتي ثمارها يانعة بإذن الله فالنجاح رهين التضحيات.. وثمرة الكدح ولن يتأتى ذلك ويحصل في ظل الخمول والدعة والاستجابة لدواعي الفشل واصداء الجهالات العمياء بل لا بد من الخروج من مواطن الجهل ومحبطات الذات الى قمة العلم، وسماء المعرفة، شريطة الرغبة والالحاح المستمر للتميز والابداع فان الارادة سر النجاح. خالد بن عائض البشري - الرياض