احتفلت جمعية النهضة بالرياض مؤخرًا بتخرج أول دفعة من برنامج «مستقبلي» للإرشاد الأكاديمي والتوجيه المهني لطالبات الصف الثالث الثانوي، الذي يعمل على تنمية قدرات الطالبة في اكتشاف ذاتها، وتحديد أهدافها المستقبلية الأكاديمية والمهنية، بمساعدة فريق عمل متخصص يقوم بتدريب وتوجيه وإرشاد الطالبة، ليتم بعدها تحديد نوع الدراسة أو المهنة التي تناسب ميولها وقدراتها وتتوافق مع احتياجات سوق العمل، وبالتالي يُحدِث نمو في معدلات مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل لزيادة فرص التمكين الاقتصادي لها وبناء مستقبل أفضل.. وتقوم الجمعية أيضا بالإضافة إلى برنامج «مستقبلي» بتوفير برنامج «الصحة النفسية» بالتعاون مع مراكز نفسية واختصاصيات لتوفير الإرشادات والرعاية النفسية للبنات والأمهات اللاتي مررن بظروف قاسية، كن هن ضحية الظروف، فيشددن بأزرهن ويساعدنهن على التغلب على هذه الضغوط المتراكمة. وأخيرًا تضم الجمعية أيضا برنامج «المنح»، حيث يقمن بتقديم فرص دراسية للطالبات منهن في مختلف الجامعات الأهلية منها والخاصة. وقد تغيرت عقلية هؤلاء الفتيات اللاتي قدمن حفل التخرج من مشروع «مستقبلي» وزادت ثقتهن بأنفسهن وعزمهن وإصرارهن على إكمال دراستهن. بدأت إحداهن قائلة: إنها كانت تريد أن تسحب ملفها من الثانوية العامة، لم يكن لديها أي حافز أو طموح مع أن والدتها كانت تشجعها على إكمال دراستها لتلتحق بالجامعة من أجل أن تكون لديها حياة أفضل ولكنها اعترفت بجرأة أن أعلى طموحها هو أن تساعد والدتها في تنظيف المنزل، وبأنها لم تنوِ الالتحاق بالجامعة، فلم ترَ أي فائدة من إكمال الثانوية العامة. وبعد أن أقنعتها أمها بالالتحاق ببرنامج «مستقبلي» وأخذ دورات مختلفة وزيارة مختلف الجامعات الحكومية والخاصة في مدينة الرياض والاستماع إلى قصص نجاح لبعض الشخصيات النسائية السعودية، بدأت نقطة التحول من فتاة لم ترد أي شيء في الدنيا سوى تنظيف المنزل إلى طالبة تُفكِّر الآن عما قد تكون رسالتها في الدكتوراه، فأخذت تستشير المرشدات في الجمعية عن التخصصات الجامعية والماجستير، وأصبح حب وطلب العلم هاجسها فتعدى طموحها عنان السماء. هذه التجربة المحزنة المفرحة تدل على أهمية الاستثمار في الموارد البشرية. هذه الطاقة الحقيقية التي إن وُجهت توجيهًا حقيقيًا ستكون جيلًا متعلمًا مثقفًا لديه الطموح والرغبة في العطاء وبناء وخدمة الوطن وربما الإنسانية جمعاء.