في ديوان ابن شهيد واسمه أحمد بن أبي مروان عبدالملك بن أحمد بن شهيد بن عيسى بن الوضاح الأشجعي رواية تحقق أنه مرض مرضاً شديداً أقعده وأنه لم يبق في جسمه شيء لم يصب بالشلل عدا ذاكرته وحواسه، وأنه سئم وملَّ من الحياة وتمنى الموت حيث طال به الزمن في المرض.. بل انه أخذ يفكر في شيء يريحه مما يعاني فلم يجد وسيلة للتخلص من ثقل الحياة وألم المرض إلا التفكير في الانتحار.. وقد عزم على أن ينتحر.. لكنه رأي أن يرثي نفسه قبل أن ينفذ جريمة قتل نفسه فقال قصيدة منها قوله: أنوح على نفسي وأندب نُبْلها إذا أنا في الضراء أزمعتُ قتلها رضيتُ قضاء الله في كل حالة عليّ وأحكاماً تيقنتُ عدلها أظلّ قعيد الدار تجنبني العصا على ضعف ساقٍ أوهن السقم رجلها وأنعى خسيسات ابن آدم عاملا براحة طفلٍ أحكم الضر نصلها ألا رُبَّ خصمٍ قد كفيت وكربةٍ كشفتُ ودارٍ كنت في المحل وبلها ورُبّ قريض كالجريضٍ بعثته إلى خطبةٍ لا ينكرُ الجمع فضلها فمن مبلغ الفتيان أن أخاهُم أخو فتكةٍ شنعاء ما كان شكلها عليكم سلام من فتى عضّه الردى ولم ينس عيناً أثبتت فيه نَبْلَها وبعد هذه القصيدة كتب بن شهيد وصية حدد فيها المقبرة التي يرغب أن يدفن فيها وأوصى بأن يهال التراب على جثمانه ولا يقام فوق قبره قبو من طوب أو حاجز من خشب.. وسمى الشخص الذي رغب إليه أن يقوم بمراسيم دفنه.. لكنه وكما جاء في الرواية تخلص من تفكيره في الانتحار بعد نزاع شديد مع نفسه وأخذ يصارع المرض إلى أن مات. .. وقد روى عن ابن بسام قوله: كان ابن شهيد كثيراً ما يخشى صعوبة الموت وشدة السوق فيسَّر الله عليه وما زال يتكلم ويرغب إلى الله أن يرفق به ويكثر من ذكره. وقد قبض الله نفسه ضحى الجمعة 29 جمادى الأولى عام 426ه الموافق 12 ابريل عام 1035 وكان في الثالثة والأربعين من عمره.