عندما تمرُّ بتجربة ما في حياتك، سواء كانت ناجحة أو فاشلة فإن هناك العديد من المعطيات الخاصة التي تقوم بتسجيلها في ذاكرتك تستعيدها مع مواقف أخرى مشابهة لها أو بعض الأحداث تستحثك على مطابقة بعض الوقائع بما مضى !! إنك أنت الكائن الذي تشكِّل حياتك في قالب من الاستقرار حينما ترغب ذلك، بل إنك أنت الكائن الذي يحلل نسق مشاعره وأحاسيسه بموضوعية فتفضي إلى واقع تعايشه بكل موضوعية فتنظر إلى التناقض كقضية قابلة للأخذ والرد.. بل إنها لغة طبيعية لكل البشر، فأنت تملك طبائع ليست بالضرورة يملكها الغير، لذلك اختلاف الغير عنك ليس وجود خطأ بهم بقدر ما أنت بحاجة إلى نقطة تآلف يجمع بين النقائض كحقائق واقعية، فالليل مختلف عن النهار ومع ذلك كلاهما موجود في الحياة، فالليل يأتي على ناس ويذهب من آخرين.. وهكذا الحياة نقيضان في الدنيا وكلاهما لا نستغني عنهما!! إن الصراع في كل الأشياء المتناقضة في حياتنا هو صراعنا مع أنفسنا أولاً بأن نجيد معرفة الإنسان.. نزعاته.. مطالبه.. احتياجاته مشاعره.. أحاسيسه.. أفراحه أتراحه.. مواطن مخاوفه ومواطن أمانه.. ذلك لأن الحياة أقصر مما نتصور فمتى نفهم أنفسنا ونفهم من حولنا لنستطيع العيش باستقرار!!