السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. وبعد: شاب في العشرينيات من عمره.. كان طيباً في سيرته.. وحسناً في خلقه.. مستقيماً على دينه ومحافظاً على نفسه.. معروفاً بين أقرانه بالتميز والابداع.. واستمر على ذلك ردحاً من الزمن يوم ان كان يصحب النخبة.. وذوي العقول النيّرة ومصابيح الدجى في دهاليز الظلام أولئك الصفوة من الشباب اليافع ذوي الطموحات العالية والتطلعات المشرقة.. غير ان الذئب يأكل ما تقصى من الغنم.. فلقد لاحت له بيارق الفاشلين وبان له صنوء نورها والذي عما قريب سيؤول إلى ظلام دامس.. جاءوا إليه بلسان معسول.. وإغراء فاحش لانتشاله من بيئته الطاهرة.. وروضته الغناء والتي كان يتفيأ ظلالها آناء الليل وأطراف النهار.. فسولت له نفسه الأمارة بالسوء محبة الانغماس في الرذيلة.. واستشراف الخنا عن طريق المحاولة ومعرفة الضد.. حتى دارت الليالي وتقلبت الأيام.. وإذا بصاحبنا ذلك يمتهن الشر ويحترف الشر لتنقلب تلك السمات الحية إلى صفات جهل مقيتة ومميتة تحمل في قوالبها كل مقومات الفساد.. ومواطن الريبة.. كما قال الشاعر: وفي الجهل قبلَ الموتِ موتٌ لأهله وحياتهم قبل القبورِ قبورُ وبما ان طالب الحاجة يذهب حيث ما كانت رغبة فيها وطلبا لها.. فلقد وضع يده في أيدي أولئك الثلة الذين اوردوه المهالك وقادوه إلى الشر حتى اتفق اولئك على السفر عاجلا إلى تلك البقاع السوداء لإشباع رغباتهم المنحرفة.. والتي لم تكن متاحة لهم كما ارادوها في بلد الخير.. وموطن الشرف.. وبعد ان اخذوا مكانهم في تلك البلاد تأصل الفساد في نفوسهم ودب الشر في أرواحهم حتى استعذبوا المر.. واستحلوا الحرام في سبيل تحقيق مرادهم.. والحصول على مبتغاهم والتي لم تكن وليدة اليوم وحديثة الحال بل رواسب اللقاءات والجلسات السالفة.. حيث الاجتماع على ما حرم الله، وما كان مخالفاً للقيم الإسلامية والنظم المرعية.. عندها «سول لهم الشيطان واملى لهم» فوقعوا في شر مستطير حيث تناولوا أم الخبائث ومفتاح الجرائم والتي قادتهم إلى تعاطي المخدرات بأنواعها فوقعوا في بؤرة شر لا تحمد له عاقبة.. وفي إحدى تلك الليالي الحمراء قام صاحبنا مذعورا يتلفت يمنة ويسرة جراء ذلك التعاطي الخبيث حيث خرج مهووسا لا يدري أين يذهب ولا يدرك الحال التي هو عليها وبينما هو كذلك في أحد الشوارع هرع مسرعا تفادياً من التعرض لسيارة مسرعة كانت تشق طريقها صوبه.. إلا ان القدر كان له بالمرصاد فارتطمت به وألقت به بعيدا هناك في حادثة مؤلمة وحالة شنيعة.. أذهلت كل مرتادي ذلك الشارع.. وتداركا لما يمكن تداركه نقل على إثرها إلى أحد المشافي القريبة.. إلا انه لفظ انفاسه الأخيرة وهو في الطريق إليه.. وبعد مدة ليست بالقصيرة فقده أصحابه حتى علموا بأمره فأخذوا يكفكفون الدموع ويطلقون الزفرات وعلموا انهم باءوا بإثمه واثمهم فخيم عليهم القلق.. وساورهم الندم ولات حين مندم.. حيث أزفت الآزفة.. وحان الرحيل وختمت النهاية بقصة مأساوية تقشعر منها الأبدان وتشمئز لها النفوس.. فكانت النتيجة المرة.. والخاتمة السيئة والتي قام بها ومثل ادوارها اولئك الثلة والذين كانوا ضحايا للجهل المدقع وفتن الزمان المتجددة. وأخيراً عاد ذلك الشاب إلى بلده ومسقط رأسه جثة هامدة.. يحمله اولئك في صندوق أثقل كواهلهم.. وحرك مشاعرهم، لتستلمه الأيادي الرحيمة من الآباء والأقارب فتواريه الثرى.. وتدعو الله له بالغفران والصفح الجميل.. نسأل الله حسن الختام ولكم تحياتي. خالد بن عائض البشري - الرياض