كلاهما آفة ومصيبة، يجران التعاسة والبلاء على من حل به، فمن نافق كذب وخدع وخادع ودلس وقال زوراً وشهد زوراً وتعبد رياء ولبس وأكل وشرب، بل وربما نام، فأفسد العباد وخرب البلاد، باع الباقية بالفانية فصارت السياسة إلى خراب، والاقتصاد إلى دمار، والاخلاق إلى فساد، ومن تمادى في نفاقه قاده إلى سوء المصير فحل أو أوشك أن يكون في درك جهنم الأسفل. والنفوق الموت المفاجئ للماشية يقولون نفقت الإبل إذا ماتت، نفق ينفق فهو نافق ومن ذلك إنفاق المال، {والَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ} ونفوق الماشية مخيف مرعب فهو لا يترك لها فرصة يمكن معها التطبب أو محاولة العلاج فهو يأتي مسرعاً ويذهب بها مسرعاً فلا يبقي لها أثر إلا أثر المصيبة وفاجعة الفاقة، حل بأكثر من مكان آفة نفوق مخيف لمخلوق من أعظم مخلوقات الله فأصبحت أثراً بعد عين، وحل بأناس النفاق فصاروا مثالاً سيئًا لمن أرد أن يعتبر، يظهرون مالا يبطنون، ويقولون مالا يفعلون، يتظاهرون بالمحبة والمودة وهم يمكرون، ولكن مثل هؤلاء غالباً ما يعود مكرهم على أنفسهم، ولو حاولوا الاختفاء والمراوغة، ومن أنواع النفاق الحديث التمظهر بالمظاهر المبالغ فيها، والتي تسبب التبذير المنهي عنه بنص الكتاب {وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} وهذه الصفة الذميمة يقع فيها النساء بشكل لافت ومحزن فيوم زفافها تقترفها، ويوم مولودها ترتكبها وبشكل تشمئز منه النفوس السوية، تجاوزن الإسراف واقترفن التبذير، فخشي عليهن من الوعيد الشديد، حولن غرف المستشفيات إلى غرف للمفاخرة، بدل أن تكون لشكر المتفضل الذي رزقها بعد عدم بهذا المولود السوي وأنقذها ومن عليها بحياة جديدة بعد عناء ذاقت فيه ما ذاقت من عناء حمل وألم طلق، ودموع كانت تكفكفها وهي ترى حالها ولا تعلم هل لها في الحياة من نصيب، وهل لها في مولود سوي يبهج حياتها ويملؤها فرحاً وسروراً، هؤلاء النسوة لا ينفع معهن نصح ناصح ولا نقد ناقد، فقد بلغن من المباهاة أشدها إلا من شاء الله، ولذا فإن ما يخشى عليهن منه أن يصيبهن نفوق.. ولات حين مندم. [email protected]