تعلمون ما للقراءة من أثر على الفرد وأنها تصنع الرجل الكامل كما يقال وبلادنا قد أدركت منذ وقت مبكر أهمية الكتاب والمكتبة ففتحت العديد من المكتبات العامة في مختلف المناطق وأمدتها بالكتب وعينت لها في وزارة المعارف إدارة خاصة تهتم بشؤون المكتبات هي «الإدارة العامة للثقافة والمكتبات بوزارة المعارف» ومكتبة خميس مشيط العامة هي واحدة من عشرات المكتبات العامة المنتشرة في كل مدن المملكة الكبيرة وإليكم هذه اللمحة الموجزة عن تاريخ نشأة المكتبة. مدينة خميس مشيط من أكبر مدن منطقة عسير مدينة نشطة تجارياً يتسارع نموها كل يوم شرقاً وغرباً ويتسابق عمرانها شمالاً وجنوباً وتتسم بكثافة سكانية وكثافة طلابية تأسست مكتبة خميس مشيط العامة عام 1399ه وقد مرت بمحطات مكانية ثلاث فموقعها الأول كان في حي المدرب بعمارة الشيخ ابن عيدان وكانت تشغل دوراً كاملاً فيه وقد قسمت إلى قاعتين ومجموعة غرف ثم انتقلت إلى موقعها الثاني في جنوبالمدينة غرب مستشفى خميس مشيط المدني ثم انتقلت مؤخراً إلى مبنى مدرسة مسلمة بن عبدالملك الواقع جنوب قمير وسط السوق وهي في هذا المبنى منذ عام 1417ه حتى تاريحه. كانت المكتبة محدودة الكتب والتنظيم عند تأسيسها ولم تكن تشغل مباني جيدة تعمل على ابراز دورها الهام، كانت في بداياتها تفتح مساء ثم تقرر في عهد الأستاذ محمد صالح الفواز مدير تعليم منطقة عسير رحمه الله أن تفتح أبوابها صباحاً ومساء أمام جمهور الثقافة. ولقد وجدت المكتبة بعد ذلك دعم وزارة المعارف ممثلاً في إدارة الثقافة والمكتبات في الإدارة العامة للتعليم بمنطقة عسير وبمتابعة شخصية من مديري التعليم الذين تولوا إدارة تعليم أبها بداية بالأستاذ محمد صالح الفواز ثم الأستاذ عبدالله عبدالعزيز السلوم ثم الأستاذ محمد ناصر الخزيم ثم الدكتور حمد بن محمد الشغرود والآن هي محل اهتمام ورعاية سعادة الأستاذ سياف بن عامر آل خشيل مدير عام التعليم بمنطقة عسير. عمل بها مجموعة من الأساتدة أذكر منهم سعود عبدالرحمن فايع وعون سعيد القحطاني وأحمد معبر القحطاني وغيرهم. ومن خلال زيارتي لها مؤخراً سعدت باللمسات الجديدة التي أدخلها على المكتبة العامة مدير المكتبة الأستاذ عبدالعزيز معيض الشميخ ويساعده في ذلك زميلان الأستاذ صالح الغامدي ومحمد مثيب. المكتبة بها الآن حوالي 17 ألف كتاب تقدم خدمة متنوعة حسب تخصصاتها للباحثين وقد لمست لدى الأخ عبدالعزيز بعض الأفكار التي يود ادخالها إلى المكتبة ومنها ايجاد مكتبة سمعية ومرئية وغرفة خاصة للدوريات وقاعة خاصة للطفل وحقيقة كلها جهود عظيمة متى ما وجدت السبل والامكانات التي تعين على تحقيقها وأنا هنا أود أن أسجل بعض الملحوظات والتي تهدف إلى النهوض بالمكتبة والكتاب والدور المعول عليهما لا سيما وأن خميس مشيط بها أكثر من 216 مدرسة: 1- أتمنى أن تجد موقعاً يليق بها على أن يكون بعيداً عن صخب الحياة اليومية فموقعها الحالي وسط السوق وتعلمون أن من متطلبات القراءة الهدوء. 2- آمل أن تمتد يد القطاع الخاص لتزود المكتبة بأجهزة الحاسب الآلي وتمدها بالكتب وهي تعتبر من أعمال الخير الدائمة. 3- أن تعمل المدارس على توثيق صلات طلابها بالمكتبة وتدفعهم إلى زيارتها والاطلاع على كتبها من أجل الدراسة والبحث. أخيراً أذكركم بأن الكتاب له دور مهم في صقل المعرفة وانضاج التجربة وابناؤنا التلاميذ هم أحوج إليه بعد أن كثرت الملهيات والخوف كل الخوف إذا لم نشغلهم بالقراءة وحب الكتب أن ينشغلوا بغيرها. محمد إبراهيم محمد فايع خميس مشيط