* كل نفس ذائقة الموت، ونحن مؤمنون بقضاء الله وقدره، والحمد لله ولي كل نعمة وكاشف كل كربة، ومهما كانت المصيبة ومهما كان الخطب فما لنا إلا الصبر والتسليم بقضاء الله وقدره وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر. لقد ترجل فهد بن سلمان الأمير الإنسان من صهوة جواد الدنيا الجامح وخلّف كنزاً عظيماً شهد عليه وصدقه تاريخ ذلك الإنسان مع المحتاجين والموسرين وتجلى ذلك في تلك المشاعر الفياضة والدموع الرقراقة التي تثبت للملأ أن الإنسان يموت ولا يموت ذكره ويرحل ولا ترحل مآثره. سقطت تلك الورقة الزكية من دوحة المجد الوارفة التي طالما تفيأ ظلالها كثيرون، غابت تلك النبتة التي غرستها المدرسة السلمانية وأسقتها غابت بعدما أثمرت وقطف ثمارها الأرامل والمحتاجون. رحمك الله أيها الأمير الشاب وأسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان، و«إنا لله وإنا إليه راجعون». وعزاؤنا الكبير نقدمه لأبي الجميع أبي فهد سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز فمصابه هو مصابنا وما تلك الجموع الغفيرة التي جاءت تعزي أميرها إلا شهداء الله في أرضه فهم يرسمون لوحة من الوفاء ورد الجميل لهذا الأمير النادر الذي نذر وقته وجهده لخدمتهم وراحتهم. لم تكن تلك المشاعر العفوية مصطنعة ولم تكن تلك الأحاسيس باردة وإنما كانت وقفات صادقة مع أميرها المحبوب في مصابه الجلل، ولقد كانت تجسيداً لسلوك أصيل يسري في دمائها ويسكن بين جوانحها فمصيبة أميرها مصيبة لها.. فهي صورة واقعية للتلاحم بين الراعي والرعية. والحمد لله على كل حال. * المستشار الشرعي بإمارة الرياض