الأسرة هي لبنة من لبنات المجتمع التي يتكون منها بناء المجتمع ولا يستطيع الانسان ان يعيش منفردا فهو مدني بطبعه، واستقرار المجتمعات مرهون باستقرار الاسرة فمتى كانت قائمة على اساس متين من الدين والخلق فان المجتمع يحيا حياة سعيدة. وقد حث الاسلام على النكاح وأمر به فقال تعالى )فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع( الآية. وقال صلى الله عليه وسلم )يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء(. ولم يشرع الزواج إلا لحكم عظيمة وغايات سامية وهنا اذكر امورا مغلوطة في امر الزواج وهي بالنقاط التالية: غلاء المهور: الناظر الى واقع مجتمعنا اليوم يرى ان غلاء المهور سبب في عزوف كثير من الشباب عن الزواج، فتجد الاب الذي منحه الله بنات هن في سن الزواج اذا قدم اليه شاب يريد اعفاف نفسه، وتكوين اسرة تحيط به من زوجة حانية، وابن يلاعبه، بدأ يساوم على الفتاة وكأنها سلعة تباع، فالذي يدفع أكثر يحصل عليها مما يجعل ذلك الشاب اما ان يصرف فكره عن الزواج ويجنح الى السفر الى الخارج، والا ذهب ليستدين اموالا طائلة لا يعلم متى سوف يقضيها ويؤديها، ولنتصور شابا لتوه متخرجا من الجامعة كيف يجمع مهراً قيمته قد تصل الى مائة وعشرين الف ريال، ثم حفل زواج، واستئجار شقة وتأثيثها بكذا من الأموال.. وبعد هذا نتساءل لماذا يعزف الشباب عن الزواج!! *بعض الآباء يطمع في راتب ابنته فيؤخر زواجها ليتمتع بهذا الراتب مما يجعل البنت تدعو على أبيها. * وكذلك بعض الآباء يجبر البنت على الزواج برجل لا ترغبه، بسبب ان هذا الرجل صاحب أموال يطمع بها الاب. * والبعض من الآباء يفرض على البنت الزواج من ابن العم فلا زواج من غيره. * والبعض الآخر اذا تقدم اليه من يريد الزواج من ابنته الصغيرة رفض ذلك بحجة حتى تتزوج الكبيرة مما قد يضيع على البنت الصغيرة فرصة الزواج. هذه امور مغلوطة تحتاج الى تصحيح ووفقه من طبقات المجتمع للحد منها وذكر آثارها على المجتمع. اننا اذا سهلنا ويسرنا امور الزواج استطعنا تكوين اسرة تعيش باذن الله في جو من المودة والرحمة. والله من وراء القصد. اشكركم على نشر المقالات السابقة لنا، وحقيقة ان الجريدة قد تغيرت جذرياً، حتى اصبح عليها إقبال من المجتمع. أسأل الله لكم التوفيق. غالب بن سليمان الحربي