إخوة الايمان: لقد لفت انتباهي في هذه الايام اقبال الناس على الاسواق ومعارض الاصواف جاهدين يبحثون عن الملابس الواقية والصالحة لاجسامهم من لسعة البرد القارص وتغير الاجواء والاحوال والكل خائف مستعد لشراء هذه الملابس مهما كان الثمن، وهذه وقاية مطلوبة لا بأس بها، إلا ان ذلك حرك في نفسي فقلت: ليتنا ونحن نحرص على شراء هذه الملابس الواقية لاجسامنا من لسعة البرد نحرص على الوقاية الحقيقية التي تقي الاجسام في اي وقت وفي كل زمن ليتنا نهتدي إليها فهي موجودة في كل الأوقات وهي، قال الله تعالى: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون) نعم إنها التقوى اللباس الحقيقي للقلوب والأرواح والأجساد في الدنيا والآخرة,, إنها ثياب الخلق الكامل والعمل الصالح، ثياب مكارم الأخلاق التي فقدت في عصرنا هذا إلا من رحم الله الذي صار فيه صغيرنا لا يحترم كبيرنا وكبيرنا لا يرحم صغيرنا, إنها ثياب العزة والإيمان ثياب الهدى والرضوان لن تبلى لأنها لم تصنعها يد مخلوق إنما هي توفيق وهداية من رب العالمين وليس من الصوف والديباج والحرير إنما هي من الطهر والنقاء والإخلاص ولا تشترى في الوقت نفسه بالدراهم والدنانير وإنما ثمنها التوحيد والتهليل والتسبيح والاستغفار يمنحها الله الغفار لمن شاء من عباده المؤمنين. * إشراقة : بعض الناس يعيش بجسمه وهو ميت عند الله بقلبه, وقد يموت المرء ويوارى التراب ولكن يبقى حياً عند الله ثم عند الناس بذكره الحسن وسلوكه الطيب وصفاته الحميدة. * فرع الرئاسة العامة بمنطقة الباحة