سعادة الأخ الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة «الجزيرة»وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فقد اطلعت على ما أوضحه سعادة مدير عام التعليم بمنطقة القصيم الأستاذ صالح بن عبدالله التويجري في جريدة «الجزيرة» عدد «10507» في 14/4/1422ه «شؤون محلية» من أن الأمن مسؤولية الجميع وليس رجال الأمن وحدهم وذكر اهتمامهم بهذا الأمر في حقل التربية والتعليم الخ.. والواقع أن ما أشار إليه هو عين الصواب وهو الذي يجب أن يربى عليه الشباب وغير الشباب فلا بد أن يدرك الجميع هذه الحقيقة وأن يتحمل كل مواطن بل وكل مقيم على هذه الأرض مسؤوليته تجاه حفظ الأمن سواء كانوا مكلفين من قبل ولاة الأمر أم لم يكلفوا تحقيقاً لقول الله عز وجل «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله» وكل عمل من شأنه توفير الأمن للمسلمين وحماية معايشهم وكف الشر عن بلادهم فالكل مأمور به كل حسب قدرته. قال سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : «يجب أن نكون عوناً وعيناً لولاة أمرنا» انتهى عوناً لهم في كل ما يخدم مصالح المسلمين في معاشهم ومعادهم وعيناً لهم على كل من يريد المساس بأمن هذه البلاد وتعكير صفوها، ومن المعلوم أن تحقيق الأمن لن يتم بالشكل المطلوب إلا بتطبيق شرع الله قولاً وعملاً وتنزيه العقيدة من كل شائبة قال الله عز وجل: «الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون» ويقصد هنا «بظلم» أي بشرك قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله في تفسيره للآية: «الأمن من المخاوف والعذاب والشقاء والهداية إلى الصراط المستقيم فإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقاً لا بشرك ولا بمعاصٍ حصل لهم الأمن التام والهداية التامة وان كانوا لم يلبسوا إيمانهم بالشرك وحده ولكنهم يعملون السيئات حصل لهم أصل الهداية وأصل الأمن وان لم يحصل لهم كمالهما ومفهوم الآية الكريمة ان الذين لم يحصل لهم الأمران لم يحصل لهم هداية ولا أمن بل حظهم الضلال والشقاء». إن هذه البلاد قامت بفضل الله على التوحيد ونبذ الشرك على يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله ولا تزال كذلك تدعو لنصرة هذا الدين والدعوة إليه والكمال لله مما حقق لها الأمن ورغد العيش وهو ما أدركه ولاة الأمر حفظهم الله قال سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله : «إن ما تشهده بعض المجتمعات المعاصرة من اختلال أمني أضر باستقلالها ومصالحها ومواطنيها بسبب الابتعاد عن الدين والأخلاق والقيم الاجتماعية والمثل العليا ونحن في هذه البلاد الطاهرة نعيش بفضل الله ثم بفضل جهود القيادة الحكيمة أمناً يقوم على الالتزام بالشريعة الإسلامية والاحتكام إلى الأخلاق الاجتماعية الفاضلة وصدق الفعل في الضبط والانضباط». )المصدر الجزيرة «عدد 9757» في 12/3/1420ه( هذا وأسأل الله جل وعلا أن يحفظ هذه البلاد وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه ويزيدها صلاحاً وإصلاحاً إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. محمد الناصر العريني