أكد، إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أن أمن بلاد الحرمين خط أحمر لا يمكن تجاوزه ولا يتسامح مع كل من أراد النيل منه، في ظل الأحداث الراهنة التي رفعت فيها الفتن في اليمن أجيادها وجمعت للشر أجنادها، وظلم تراكمت مظالمه وظلمه، وعانى منه أشقاؤنا في اليمن أشد المعاناة بين قتل وترهيب، واعتداء أثيم وتخريب، أدى إلى الهجرة والتغريب، لم تكن بلاد الحرمين بمعزل عن هذا كله بل كانت تسدد وتقارب وتحاول جهدها رأب الصدع وجبر الكسر من خلال الحلول السلمية والمساعي الحوارية لعل هؤلاء القوم يرتدعون وعن ظلمهم وعدوانهم يكفون. وقال في خطبة الجمعة اليوم: وما الحيلة وقد حل القضاء ونزل الابتلاء وسنة الله في خلقه ماضية وحكمته في البرايا قاضية، فاشرأبت مرامي العزم فكانت فضل الله وعونه وتوفيقه عاصفة الحزم، التي كانت قرارا تاريخيا جاء في وقته وحينه بل إنه ضرورة شرعية ومصلحة وطنية وحاجة إقليمية وموقف شجاع ورمز وحدة وتكاتف وعزة وتحالف وشموخ وإباء ونصرة ووفاء في موضعه عين الحكمة والصواب". وأضاف قائلا: غير أن من الأهمية بمكان تأصيل هذه القضية بالرؤية الشرعية التي تبين الأسس والمنطلقات التي ترتكز عليها من النصوص والقواعد والمقاصد الشرعية؛ لقد جاء هذا القرار الشجاع درءا للمفاسد وتقليلها وتحقيقا للمصالح وتكثيرها ودفاعا للبغي الغادر ورفعا للضرر الحاصل مراعيا مقاصد الشريعة في حفظ الضرورات الخمس الدين والنفس والعقل والمال والعرض وتحقيق الأمن والاستقرار ولنصرة جار مظلوم وشعب مكلوم وشرعية مسلوبة ومقدرات منهوبة ورد على الانقلابيين الإرهابيين وصد للظالمين المعتدين المدعومين من أجندة خارجية وأطماع عدوانية في المنطقة بأسرها ". وتساءل السديس، كم هي الشرور والأخطار والآثار السلبية التي ستنتج وتحصل لبلاد الحرمين الشريفين واليمن الشقيق وللمنطقة العربية والإقليمية وحتى للعالم أجمع جراء زعزعة الأمن والاستقرار، ماذا سيحدث لو لم تقف المملكة العربية السعودية هذا الموقف الشجاع ضد من أعلنوا عن مكنون نواياهم من اختلال أمن الحرمين الشريفين في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ؟! . وأبان إمام وخطيب المسجد الحرام أن المملكة وإخوانها الذين شاركوها هذا الموقف الشجاع تأسوا بنبي الهدى صل الله عليه وسلم عندما بلغه أن الروم يعدون العدة لغزوه فلم ينتظرهم حتى يغزوه بل جهز جيش العسرة وخرج إليهم فألقى الله الرعب في قلوب أعدائه، مشيراً إلى أن المملكة بادرت مبادرة تاريخية لنصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم حتى يكف عن ظلمه أو يرتدع تحقيقاً لقول الرسول صل الله عليه وسلم (أنصر أخالك ظالما أو مظلوما) . وبين، أنه كان من أهم منطلقات هذا القرار الحكيم الموفق مد يد العون والغوث لإخواننا في اليمن الذين طلبوا العون والمساعدة من المسلمين في المشارق والمغارب، وتحقيقا لواجب الأخوة والنصرة، واليمن بلد شقيق غال في نفوس المسلمين جاءت نصوص الشريعة في بيان مكانته وحكمة أهله عبر التاريخ فأنَي لهؤلاء البغاة أن يعتدوا على أرق الناس أفئدة وألينهم قلوبا وقد خبر الجميع أنهم لا تكفهم المفاوضات عن الجهالات ولا الحوارات عن الضلالات ومن ثوابت بلاد الحرمين المحروسة أنها لاتدعو إلى الحرب والاعتداء ولا تنطلق من طائفية وأهواء بل تقف مواقف الحكمة والحلم وتسعى إلى تعزيز الأمن والسلم الدوليين وحينما يأتي دور العزم والحزم والجزم والحسم فإنها تبادر لإغاثة الملهوفين ورد البغاة الظالمين المعتدين مما يوجب على الجميع دعمه ومؤازرته. وأوضح الدكتور السديس أن من بشائر النصر بحمد الله ما تحقق من وحدة الصف والقوة في الحق والتحالف والتوافق وقال: "إن من واجب الأمة جميعا في مواقف الفتن والنوازل أن نزرع الثقة في أنفسنا تجاه مواقف ولاة أمرنا وعلمائنا وأن يكون الجميع يداً واحدة وفي خندق واحد لخدمة الدين ثم الوطن والأخوة الإسلامية في كل مكان لنفوت الفرصة على العدو الذي يتربص بنا الدوائر"، داعيا علماء الأمة إلى استنهاض الهمم والعزائم والتبشير بالنصر الدائم وترسيخ العقيدة الإيمانية الصحيحة لدى النشء والأجيال . كما أهاب بالأشقاء في اليمن إلى الاتحاد واجتماع الكلمة ووحدة الصف وتفويت الفرصة على الأعداء المتربصين والانقلابيين والإرهابيين مهنئا في ذات الوقت الجنود البواسل بالجهاد والرباط في حماية الثغور وعظيم الأجور. كما دعا ذوي الشهداء إلى الصبر والاحتساب، والشباب إلى الالتفاف حول قادتهم وعلمائهم وإعداد العدة للذود عن العقيدة والوطن والحذر من الشائعات مطالبا وسائل الإعلام بالصدق في الكلمة وتحري الحقيقة. ..وفي المدينةالمنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم في خطبة الجمعة اليوم عن نعمة الأمن والإيمان، وأنهما لا تتحققان إلا بتوحيد الله وعبادته، والتوكل عليه في الأمن والرخاء، وفي حال الشدائد والكربات. وقال القاسم: إن الله استخلف آدم وذريته في الأرض ليعمروها بطاعته، وسخر لهم ما فيها فضلاً ورحمة ليستعينوا به على مرضاته، قال تعالى " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ" ولا قوام للحياة الطيبة إلا بعبادة الله وحده، واتباع سنته نبيه صل الله عليه وسلم، قال سبحانه: " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ". ونبه إلى أن الهداية واطمئنان القلوب لا تتحققان إلا بمرضاة الله، لقوله تعالى " وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ"، مبيناً أن توحيد الله أساس الأمن في المجتمعات، لقوله عز وجل: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون"، والله وعد المؤمنين بالعز والتمكين، فقال: " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً"، كما وعدهم بالدفاع عنهم فقال " إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ". وذكر قول ابن القيم رحمه الله : "فإن كان مؤمناً فالله يدافع عنه ولا بد وبحسن إيمانه يكون دفاع الله عنه". وأضاف القاسم " ومن يحفظ حدود الله فامتثل أوامره، واجتنب نواهيه حفظه الله، قال عليه الصلاة والسلام : "إحفظ الله يحفظك" رواه الترمذي، ومن حفظ الله حفظ له دينه ودنياه، قال ابن رجب رحمه الله : "حفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان، أحدهما حفظه له في مصالح دنياه كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله، والنوع الثاني من الحفظ وهو أشرف النوعين، حفظ الله للعبد في دينه وإيمانه فيحفظه في حياته، من الشبهات المضلة، ومن الشهوات المحرمة، ويحفظ عليه دينه عند موته فيتوفاه على الإيمان". وأكد الشيخ عبدالمحسن القاسم، أن الإيمان يجلب الأمن في كل شأن وبه تتوحّد النفوس، وتزدهر الحياة، وتغدق الأرزاق، وتتلقى العلوم من منابعها الصافية، ويزداد الحبل الوثيق بين الأمة وعلمائها، وتتوثق الروابط بين أفراد المجتمع، وتجتمع الكلمة، ويأنس الجميع، ويتبادل الناس المنافع، وتقام الشعائر بطمأنينة، ويكثر الخير في الأرض. محذراً، من خطر فقدان الأمن، الذي إذا اختل تبدّل الحال، ولم يهنأ أحد براحة البال، فيلحق الناس الفزع في عباداتهم، وتهجر المساجد، وتضعف الدعوة، وينضب وصول الخير إلى الآخرين، وينقطع تحصيل العلم، وتختل المعايش، وتهجر الديار، وتفارق الأوطان، وتتفرق الأسر، وتبور التجارة، ويتعسّر طلب الرزق، وتتبدل طباع الخلق، ويحل الخوف بلباس الفقر والجوع، ولن تجد مجتمعاً ناهضاً وحبال الخوف تهزّ كيانه. ونبه القاسم، إلى أن أحداً لن يصل إلى غاية كمال الأمر إلا بالأمن والإيمان، فحق هذه النعمة حفظها والتذكير بها، ومن شكرها كثرة الطاعة، قال تعالى : " فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ". وأضاف، أن صلاح الأرض يحصل بالعبادة، إذ قال عز وجل: " وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا " ومن أعظم الإفساد دعوة غيره معه، وظلم العباد كقتل النفس المحرمة بغير حق واستباحة الأعراض، وترويع الآمنين، ونكث العهود والمواثيق، وقد نفى الله الفلاح والسيادة عن الظالم، فقال:"إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ"، وسنة الله في الأولين والآخرين هلاك الظالمين، لقوله سبحانه: " فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَة الظَّالِمِينَ". وأردف إمام وخطيب المسجد النبوي، أن تأخر هلاك الظالم يكون لحكمة أرادها الله، قال عليه الصلاة والسلام: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ :"وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد" . رواه البخاري وقال: إن الله أمر بزجر الظالم وردعه عن طغيانه، وكفّ بلائه وشره عمّن تحته، قال تعالى: "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ ". وذكر أمر المؤمنين بنصرة المظلوم، قال عليه الصلاة والسلام : "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" رواه البخاري . وأكد أن ذلك من حق الأخوة: قال صل الله عليه وسلم: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم، وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" رواه مسلم وهو التعاون على البر والتقوى، قال تعالى :" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى". وبيّن، أن إغاثة المظلوم من شيم الرجال، وبذلك عرف نبينا صل الله عليه وسلم قبل بعثته، قالت خديجة رضي الله عنها: "فوالله لا يخزينك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلّ، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" متفق عليه. وأمر صل الله عليه وسلم بذلك فقال: "أغيثوا المظلوم"، وبهذا يندفع الباطل ويقل الفساد في الأرض، قال سبحانه، :" وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ". واستطرد القاسم، وبفضل الله ومنته استجاب قادة هذه البلاد لغوث المظلومين في أرض اليمن، فعصفت رياح الحزم والخير على أهل الظلم والجور، وتكاتف فيه الإمام مع رعيته، ولاح النصر، واستبشر المظلوم، وتمام النصر وكماله وجماله بالفزع إلى الله وحده، قال ابن القيم رحمه الله: "ما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد". وبيّن الشيخ عبدالمحسن القاسم، أن الطاعات تعجل بالنصر، قال تعالى:"إن تنصروا الله ينصركم"، والدعاء مفتاحه، قال تعالى: " إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ"، كما أورد قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "قال العلماء: يجب على كل مكلف أن يعلم أن لا غياث ولا مغيث على الإطلاق إلا الله تعالى، وأن كل غوث فمن عنده". وأوضح، أن أعظم الخلق لجوءاً إلى الله أنبياؤه ورسله، إذ ناشد نبينا صل الله عليه وسلم ربه يوم بدر حتى سقط ردائه، كان دعاؤه يوم الأحزاب: "اللهم منزل الكتاب سريع الحساب هازم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم"، رواه أحمد. وزاد، ومن دعاء المؤمنين: " ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ". وقال: إن حسن الظن بالله عز وجل، إيمان وتوحيد، لقوله عز وجل: " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي". وأضاف، ومن نصره سبحانه قذف الرعب في قلوب الأعداء، لقوله عليه الصلاة والسلام: "نصرت بالرعب مسيرة شهر" متفق عليه وأن التوكل على الله مع فعل الأسباب نصر وفلاح، وذلك جماع الإيمان، قال تعالى: " وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ". وأورد إمام وخطيب المسجد النبوي، ما ذكره ابن القيم رحمه الله في التوكل على الله، " التوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم". وأضاف، أن قول حسبنا الله ونعم الوكيل، مفزع عند الشدائد، قالها الخليلان فأتم الله لهما نصره، مشدداً على أن المسلم يظل قلبه معلقاْ بربه، حذراً من العجب بنفسه أو قوته، لقوله تعالى: " وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً". وقال، المؤمن يثبت فيما يسمعه ويحذر شائعات الأعداء، فبئس مطية الرجل زعموا،قال عليه الصلاة والسلام:" كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع" رواه مسلم. واستطرد، إمام وخطيب المسجد النبوي، قائلا: هنيئاً لمن فدى نفسه ودمه حفاظاً على الحرمين الشريفين، ونصرة للمظلومين، قال عليه الصلاة والسلام: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض". وأضاف، أن العزة والرفعة تكون مع الصبر والتقوى، لقوله سبحانه:" وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا"، مذكراً بأن من أعظم أسباب الثبات ما ورد في قوله تبارك وتعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، وبيّن أن المرابط موعود بالأجر العظيم لقوله عليه الصلاة والسلام، "رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها" رواه مسلم وأوضح أن من صدقت نيته بالمشاركة في تلك الطاعات، نال الثواب وإن لم يعملها، لقوله صل الله عليه وسلم: "إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً، ولا قطعتم وادياً إلا شاركوكم الأجر حبسهم المرض" رواه مسلم. وقال القاسم، مخاطباً أهل اليمن بقوله: "وعلى المغاثين في ديار اليمن أن يتذكروا سابق مجدهم في الإسلام، وأن يحفظوا ما أثنى به عليهم النبي عليه الصلاة والسلام، في قوله: "أتاكم أهل اليمن هم أرقّ أفئدة، وألين قلوباً، الإيمان يمان، والحكمة يمانية". متفق عليه. مضيفاً، وعليهم أن يوحدوا كلمتهم على الحق والدين، وأن يحذروا الفرقة والاختلاف، وليضعوا أيديهم في كفّ من نصرهم وأغاثهم، ليجتمعوا تحت راية إمامهم، وعلى الفئة الباغية أن تفيء إلى أمر الله وتعود إلى رشدها. وقال: مذكراً أن القوى لله جميعاً، وهو غالب على أمره، وسنته سبحانه نصر الحق وأهله، ودحر الباطل وحزبه، وكتب العزة لأوليائه، والذلة والخذلان لأعدائه، ولا يكتمل الابتهاج والسرور بعد النصر إلا بشكر الله وتسبيحه وحمده، لقول الله عز وجل: "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً. مبيناً في نهاية الخطبة، أن الله شرف هذه البلاد بقبلة المسلمين بيت الله الحرام، وبمسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقد قامت الدولة على الكتاب والسنة، ورسالتها حفظ الدين ونشره والعدل وإقامته وحمل راية المسلمين في الآفاق والذبّ عنهم، وبهذا تحققت لهم الريادة وحفظها الله بقوته، وأحلّ فيها الأمن والأيمان، وجعل قلوب المسلمين معها، وهذا من منة الله وفضله عليها.