للكلام فضله وللسكوت فضله ولكنّ المشكلة بين الصمت والكلام تقول لي رباب: الى متى يا والدي نستمطر الضباب؟ الى متى نعاقر الهوى ونحتسي العذاب؟ يا والدي الى متى نعالج الهمومَ بالهموم ونحتملُ الظلامَ في السلال؟ الى متى يظل في أعماقنا سؤال؟ تقول لي رباب: الى متى يا والدي ندوِّن الأسماء في الظلال؟ الى متى حروفنا تظل في غياب؟ وتسأل الرباب الى متى نكاشف الضياء بالظلام؟ فنقصر الطريق عن فضائلها وننكر الصواب الى متى نقيّد اللسان ونمضغُ الكلام؟ تموت في سمائنا النجومُ ونلعق السراب الى متى يظل صامتاً في غمده الحسام؟ تقول لي رباب: حلمتُ في طفولتي بهاجسٍ عُجاب حلمت أنني أطيرُ في سماء أمتي وامطتي السحاب فما الذي يا والدي يحطّم الإباء في أعماقنا ويدفن الأحلام في التراب؟ من الذي يحطم الرؤى ويسحق الرِّغاب تقول لي رباب: قرأت في سطور أمتي حكاية تقول: الحقُّ في ثباته لا يعرف الأفول فما الذي يا والدي يغيّر التاريخ في صفائه ويحرق الكتاب؟ من الذي يا والدي يبيعنا التراب بالتراب؟ يا والدي من الذي يغيّر الدماء في العروق ويسرقُ الدموعَ في انهمالِها ويقبض الحساب؟ تقول لي رباب: يا والدي من الذي؟.. الى متى؟ الى متى؟ من الذي؟... وتسكت الرباب لم تقتنع رباب في إجابتي