سؤال يطرح نفسه ويتكرر كل عام ماذا بعد هذه الامتحانات، وكيف يقضي أبناؤنا العطلة الصيفية؟ وبهذه المناسبة يسرني أن أوجه هاتين الرسالتين عبر صفحة )الرسالة( إلى الآباء والأبناء فالرسالة الأولى إليكم أيها الآباء الكرام. يا من تحملتم المسؤولية والأمانة والتربية والقوامة: اتقوا الله عز وجل في أولادكم واحفظوا عليهم أوقاتهم فيما ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم، كما أن عليكم معشر الآباء أن تلاحظوهم وتهتموا بتوجيههم فيما يعود عليهم بالنفع والخير وأن تجنبوهم قرناء السوء ومخالطة أهل الفساد، وأن تحرصوا على إلحاقهم بالمراكز الصيفية التي وفرتها الدولة وفقها الله وتشرف عليها وزارة المعارف وكذلك في المراكز التوجيهية التي تقيمها الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ففيها الخير والنفع الكثير وهي حافلة بالبرامج والمسابقات الثقافية والمحاضرات يقضون فيها وقتاً طيباً عامراً بطاعة الله بعيداً عن الفراغ واللهو واللعب وكذلك عن طريق المراكز والمعاهد التي تنظم دورات تدريبية في تعليم الحاسب الآلي. إن هناك أماكن للنزهة والسياحة قد هيأتها الدولة وأعدتها لاستقبال المصطافين كما يمكن للواحد منا أن يقضي فيها وقته في أي جزء من بلادنا الغالية محافظاً على دينه ملتزماً بآداب الإسلام وتعاليمه. كما أذكر بزيارة المسجد الحرام والمسجد النبي )فالصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة وفي المسجد النبوي بألف صلاة( فمن فعل هذا فقد عرف قيمة الوقت ووفق لاستغلاله. والرسالة الثانية: إليكم أيها الأبناء من شباب هذه البلاد المباركة أقول لكم أنتم أمل المستقبل وعدة الزمان وزينة الحياة الدنيا بصلاحكم يصلح المجتمع، بكم تستمد الأمة قوتها بعد الله عز وجل. فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل وأذكركم بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن عمه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما )احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده تجاهك. إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله.. الحديث(. إنها وصية عظيمة وتوجيهات نبوية كريمة فاحفظوا الله يحفظكم واستغلوا أوقاتكم في العطلة الصيفية فيما ينفعكم في أمور دينكم ودنياكم واعلموا أن الوقت أغلى من كل شيء وأن الوقت يمضي، والأعمار تطوى، والآجال تفنى، والأيام معدودة، والأفعال محسوبة، والأنفاس محدودة، وكل يوم مضى فإنما هو يقرب من الدار الآخرة. إنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم مضى يدني من الأجل فحافظ على وقتك الثمين : بقراءة القرآن الكريم، وقراءة الكتب النافعة، والمحافظة على الصلوات الخمس مع جماعة المسلمين في المساجد، وحضور المراكز التوجيهية ومجالس الذكر والابتعاد عن مواطن التهم والفساد، وجنب سمعك سماع الأغاني والمعازف وآلات اللهو فقد ورد الدليل بتحريمها، وإياك والسهر فإنه مضيعة لليل ومفسدة للنهار ومن نام مبكراً استيقظ مبكراً، وحذار من السفر إلى بلاد الكفار ففي بلادنا ما يغني عن السفر إلى تلك البلاد من مصائف جميلة ومنتزهات طبيعية هواؤها عليل وصيفها جميل. والعمر مزرعتك فإن زرعته بخير وعمل صالح جنيت ثمرة طيبة اكلها دائم وظلها في جنة عالية قطوفها دانية، وإن زرعته بالمعاصي والمخالفات ندمت يوم لا تنفع الندامة وجنيت حسرة وندامة وذلك في يوم القيامة )يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم(. جابر بن عبدالله الشهري