الوقت هو حياة المسلم، والمسلم يحيا حياته بالاستثمار الأمثل للوقت، وكما قال عليه الصلاة و السلام «لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع.. وعن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه»..وفي زمن كثرت فيه الفتن والملهيات التي تصد المرء وتصرفه عن قضاء أوقاته كما يجب، ولكن العاقل وفي خضم معمعات هذه المغريات والملهيات، يدرك أن هناك مسؤولية تجاه نفسه ومجتمعه، فيعمد إلى النفع و الانتفاع، وهذا الحديث السابق ليس إلا بمناسبة الإجازة الصيفية التي يعيشها أبناؤنا هذه الأيام، والتي يزيد فيها الفراغ وتكثر فيها مسببات الفتن من أصحاب السوء وتسكع في الشوارع وسلوكيات خاطئة، ومن هذا المنطلق فإن «الرسالة» تتطرق إلى إحدى الوسائل الهامة لحفظ الوقت و استثمار طاقات الشباب، ألا وهي المراكز الصيفية التي جندت طاقاتها لاستقبال الأشبال والشباب ممن يريدون حفظ أوقاتهم وتسخيرها فيما يفيد، فإلى هذا الموضوع المهم: الوقت هو الحياة في بداية الحديث عن هذا الموضوع يتحدث لنا فضيلة مدير مركز عبدالله بن حبيب الصيفي، الشيخ إبراهيم العبدالله العيد، وذلك عن أهمية الوقت في حياة المسلم فيقول: لاشك أن الوقت وخاصة في مرحلة الشباب يعتبر من أفضل مايملكه الإنسان في هذه الحياة ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى به في الحديث بل وأكد عليه في قوله صلى الله عليه وسلم «لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع.. وذكر منها وعن عمره فيما أفناه» ثم أكد بعد ذلك «وعن شبابه فيما أبلاه» فلا شك أن هذا يعطي الدلالة الواضحة على أهمية هذا السن، وكما يسميه أهل العلم والسلف الصالح أنه هو «السن الذهبي» حيث تنمو فيها أفكار الشباب وتتبلور وتتفجر فيها طاقة وملكة الإبداع لديه..ونظراً لأهمية الوقت الآنفة الذكر فإنه يجب العناية به وبهذه المرحلة لأنها ستكون وبلا شك أساس مابعدها. ويمكن للشباب استغلال هذه الفترة المهمة وهذا الوقت في مناشط كثيرة، منها طلب العلم، رغم أن هناك من يقول إن الإنسان بحاجة الى راحة خصوصاً بعد خروجه من سنة دراسية، ولكن نحن نقول إن الإنسان المسلم حياته كلها جد واجتهاد وعلم وعمل وانتفاع ونفع، ولذلك فإن الوقت هو الحياة، ومن فضل الله تعالى أن هيأ لشبابنا وخاصة في هذا البلد الكريم من يعين الشباب ويهيئ له قضاء هذه الإجازة فيما يعود عليه بالنفع والفائدة، ومن هذه الأماكن التي هيأها المعنيون بهذا الأمر وفقهم الله، هذه المراكز الصيفية، ولا شك أن المراكز الصيفية تحتوي على كل مايمكن أن يستفيد منه الإنسان عموماً والشباب خصوصا، حيث تتنوع فيها البرامج من ثقافي الى رياضي الى اجتماعي الى فني الى مناشط أخرى جديدة متعددة في مهنية تنمية للقدرات وصقل للطاقات وتعود على أعمال جديدة واكتساب معارف جديدة عن طريق الدورات سواء مهنية أو فنية أو غيرها من الدورات فلا شك أن هذه نعمة من نعم الله عز وجل علينا في هذا البلد وهذه المراكز الصيفية كان لها النصيب الأوفر في رعاية الشباب في هذا العصر أو في هذا الوقت الذي في الحقيقة يكون فيه الإنسان مهما بلغ من العمر يخشى على نفسه فكيف بهذا الشاب الذي تتخطفه الشهوات يمنة ويسرة فالمراكز الصيفية فتحت يديها لكل من أراد أن يصقل موهبة أو ينمي فكراً أو يتعلم علما أو أن يقضي وقته بما يعود عليه بالفائدة، وهذه المراكز يقوم عليها إخوة أمناء ومن خيرة المجتمع حيث هم الذين بذلوا هذه الأوقات عندما نام الكثير ممن كان في مجال التعليم استعيض هؤلاء النخبة في تربية الشباب فلا شك أن هذه الأمور يشكرون عليها ونسأل الله ألا يحرمهم الأجر، فأعيد وأكرر على أن قضية المراكز كانت مراكز خير ومراكز رشد ومراكز توجيه ونسأل الله أن ينفع بها ولايحرم المسؤولين الذين دأبوا على إعدادها وتشجيعها الأجر والمثوبة. الفراغ خطر كبير ويضيف الشيخ العيد أمراً مهماً عن قضية ومشكلة الفراغ لدى الشباب فيقول: أما بالنسبة لقضية الفراغ فإن الفرغ شر للشباب وغير الشباب ولكنه للشباب أكثر شراً لأن الشباب في هذه المرحلة لايرتبط بمسؤولية حيث تخلى عن مسؤوليته وهو الدراسة فلا شك أنه سيجد في وقته متسعا وفراغا سيعاني منه وأن هذا الفراغ ولاشك سيجنح به إلى ان يجرب بعض الأمور التي يجد أنها ممنوعة عنه في وقت ما وهذا حب الاستطلاع الذي أوقع كثيرا من الشباب في هذه الشرور من مخدرات وسفر وسهر وغيرها مما يضيع الأوقات ولا شك أن الفراغ خطر كبير على الشباب وعلى الأمة بأكملها ولاشك كما هو الواقع أن الجرائم والسرقات وغيرها من الأمور التي تنافي الشرع المطهر تزداد في الإجازات وذلك بسبب هذا الفراغ الذي يعتبر شبحا وأمرا خطيرا يمر به الشاب في هذه المرحلة، وقد وصل عدد الطلاب المشاركين في المركز الى 540 والطاقة تصل الى 600 تقريباً. دقة وتنظيم وعن تنظيم المركز ولجانه وأنشطته يضيف الشيخ العيد قوله: المركز ينقسم الى عدة لجان كل لجنة لها مهمة محددة لها أهداف ولها طريقة لتطبق الأهداف نسميها وسائل لتطبيق الأهداف، وأعدت لكل لجنة خطة على مدار أوقات المركز هذه الخطة موزعة ولدى الإدارة نسخة لكل لجنة والتي بلغ عددها 13 لجنة فمثلاً لجنة الرحلات وتهتم بتنسيق الرحلات والزيارات ولجنة المسابقات تعتني بالمسابقات سواء الثقافية المهنية أو غيرها ولجنة الخدمة والنظام لضبط الطلاب داخل المركز ولجنة شؤون الأسر مسؤولة عن الأسر ومتابعتها ولجنة التنسيق والمتابعة مسؤولة عن الجدول وتعميم الأسر أسبوعياً واللجنة الفنية مسؤولة عن الأمور الفنية وإقامة الدورات في المجال الفني والفنون التشكيلية، ولجنة البرامج العامة مسؤولة عن إقامة البرامج العامة المنوعة للشباب وهم الذين يعدون البرامج تقوم بها كل أسرة على حدة وهذه اللجان مسؤولة عن تطبيق البرامج ومتابعتها.كما أن اللجنة الرياضية لها دور كبير جداً فهناك ثلاثة مدربين وكل واحد منهم مختص بقسم معين فأحدهم للقسم المتوسط وآخر للثانوي وآخر للابتدائي.وهناك برامج خاصة بالمرحلة الثانوية كالدورات العلمية مثلاً وبرامج خاصة للمتوسط بل وقد قسّم القسم المتوسط الى قسمين قسم لمن كان حافظا لكثير من القرآن له دورة خاصة ودورة في الآداب أو دورة في أمور الطهارة وكذلك المرحلة الجامعية لهم دورة خاصة بهم وكذلك المركز يعتني بهذه الشريحة التي قد يغلفها الكثير من المراكز والعناية بالأخوة الجامعيين ويوجد في هذا المركز مايقارب 60 جامعيا لهم أعمالهم ودوراتهم الخاصة وإن كانت مشاركتهم ليست مباشرة بالأسر وإنما في اللجان وتنفيذ الأعمال إلا أننا لم نغفل هذا الجانب جانب تدريبهم وإفادتهم من هذا المركز. مسؤولية الآباء ويستطرد الشيخ العيد بقوله: وبهذه المناسبة أود أن أوجه كلمة الى الآباء لأن الأب هو المسؤول الأول عن ابنه حيث هو الذي يحمل اسمه فخيره خير له وشره شر عليه فعلى الأب دور كبير في توجيه أبنائه مثل هذه المناشط التي اشتهرت بين الناس بخيريتها وتوجيهها السليم فمن هنا أدعو الآباء بإلحاق أبنائهم بهذه المراكز ولايكفي ذلك بل يلزم زيارة الأخوة وتشجيعهم والسؤال عما يحتاجون وإعانتهم على مايمكن أن يقدموه له فياأيها الأب أنت المسؤول الأول تجاه أبنك ولاشك الأبناء يحتاجون في هذه المرحلة الى التوجيه ممن يقودهم ويأخذ بأيديهم الى هذا الأمر الخير. ومشاركتي ولله الحمد منذ عام 1401ه وأنا في الصف الأول المتوسط الى الآن ما أكسبني الخبرة وسهولة التعامل مع الطلبة والأخوة والمسؤولين وأكثر الأعمال يبادر إليها الأخوة مشكورين فقط مجرد إطلاع على بعض الأعمال قبل التنفيذ، ولا شك أن الخبرة اكسبتنا الكثير حيث تدرجنا في المراكز من عضو في أسرة الى مسؤول في أسرة الى نائب أسرة الى عدة لجان اجتماعية لجنة شؤون الأسر الى أن وصلنا إلى هذا المكان. آمال وأعمال العناية موجودة والحرص على إشغالها خاصة في هذا العام العناية الإعلامية على مستوى وسائل الإعلام، وإن كان هناك تقصير نطمع الى تدراكه فهناك استبانة أوضحت ان نسبة 46% لايعلمون عما تحتويه المراكز أو ماهي برامجها فلا شك أن هذا ناتج عن إهمال الإعلام وتوعية المواطن في هذه المراكز ودورها وإن كان ينصب على الأخوة القائمين لأنهم لو اجتهدوا في فتح مجالات الدعاية لهذا الإعلام دعاية هذه المراكز محصورة في محيطها فقط ومحيط الحي لكنها لا تستطيع توسيع نطاق دعايتها في وسائل الإعلام العامة ولعل هذه من الأماني ان تكون هناك عناية وقد طلبنا تخصيص صفحة واحدة يومية في إحدى المجلات الرسمية بحيث تعرف بالمناشط والأخبار فنحن نريد صفحة تعنى بهذا الأمر وإعطاء صورة طيبة ونجد معاناة في إخراج خبر للمركز قام على مستوى الحي إما يكون ذلك ناتجا عن إهمال المتابعين لهذه الأخبار كالمحلية في الصحف أو غيرها فنحن نرسل الفاكسات ولكن لانجد من يخرجها في أخبار الصحف إلا ماندر، او شيء مقتضب عنه، وهذه السنة لدينا إن شاء الله مناشط خارجية خارج المركز، منها «لقاء الحي» هذا يكون في الشارع وذلك بمشاركة ومساندة الدوريات الأمنية وقد ساهم هذا الناشط في الحفاظ على سيره دونما منغص، وهذا البرنامج أعجب أهل الحي وشكروا عليه المركز، وهذه هي المرة الأولى التي يخرج المركز بنشاطه ليشمل مناشط خارج اسواره، وبرنامج، لقاء الحي، هو عبارة عن برنامج إلقائي وفيه بعض الفقرات وبعض الأسئلة للجمهور، وفيه مفاجآت عروض للفتيان من أبناء المركز، وهناك كلمة لإمام المسجد بالحي وكلمة أخرى لأولياء الأمور إضافة الى توزيع الهدايا على أهل الحي، وتناول طعام العشاء بعد ذلك والحمدلله فقد كان لقاءً طيباً، وهناك أيضاً منشط آخر أقيم في أحد الشوارع العامة وهو «القافلة الإرشادية» وكانت عبارة عن عربة سير، ومسيرة جماعية لأبناء المركز يحملون لوحات توجيهية عن عدة مواضيع مثل كبر الوالدين، وعدم الإسراف في الماء وضرر التدخين والمخدرات وخطورة السرعة أثناء القيادة، ونحن سنقيمها هذا العام بإذن الله. وفي كلمة أخيرة للشيخ العيد قال فيها: أشكر الله تعالى أولاً ثم للقائمين والعاملين والمساندين لهذه المراكز نظير اهتمامهم، وعنايتهم. شواهد عطاء وبعد ذلك تحدث الشاب عبدالرحمن الشبيب مشرف إحدى الأسر عن هذه المراكز قائلاً: الحقيقة أن المرء عندما يتحدث عن المراكز الصيفية فإنه يتحدث عن حفظ الشباب المسلم لوقته، وذلك خلال الإجازة، والشاب المسلم ليست إجازته توقفا عن العمل بل هي فسحة للأعمال الدعوية، وكما هو معلوم أن الفراغ للشباب يعد مشكلة وخطراً عليه، إن لم يستغلها فيما يفيد وذلك بالاشتراك في المراكز الصيفية والبرامج الدعوية خلال الإجازة، )والنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية( فالإنسان حتماً سيكون مشتغلاً بما لا فائدة فيه إن هو لم يشغل نفسه بالمفيد. أما برامج المراكز الصيفية فهي ولله الحمد شافية كافية فيها حفظ كتاب الله واكتشاف المواهب وتنمية القدرات وتعلم الجديد من خلال دورات المركز المختلفة وكذلك تطوير الشاب وتدريبه على طرح الأفكار وتنشيط العقل لإخراج مابداخله من أفكار وإبداعات قد لايكون يعلم بها صاحبها. ويقول محمد الفايز أحد أشبال المركز وبراعمه: المراكز الصيفية ولله الحمد تكثر في هذه البلاد والذي هو من ميزات هذه البلاد المباركة، لأن العطل الصيفية ولكثرة الفراغ عند الشباب فإنه يكثر بينهم التصرفات غير الحميدة فهذه المراكز ولله الحمد تشغل الشاب المسلم في طاعة الله سبحانه وتعالى والابتعاد عن الشر وما حوله. لا بد لأي شخص دخل هذه المراكز أن يستفيد منها فهناك دورات علمية متعددة في مجالات مثل: حفظ كتاب الله ودورات الخط ودورات الصيانة، كما أقيم في هذا المركز مسابقة لحفظ كتاب الله ورصدت لها جوائز قيمة.أنصح إخواني بالإلتحاق بهذه المراكز وأقول جرب ولو مرة واحدة ولن تخسر شيئا بإذن الله.وفي حديث آخر تحدث الشاب محمد بن عبدالله العبدالكريم رائد إحدى أسر المركز بقوله: لاشك أن الإخوان قد سبقوني بذكر بعض فوائد المراكز الصيفية فكونها تحفظ وقت الشاب من الضياع لايعني أنها مجرد اجتماع من غير فائدة فالمركز ينفس ويصقل الكثير من مواهب الشاب فالشاب الذي له موهبة في الخطابة يجد في المركز دورات تنمي هذه الموهبة وتصقلها، او الخط او غيرها من المواهب التي يتميز فيها الشاب. تأصيل وإبداع ثم كان هناك حديث من نوع آخر مع الأستاذ عبدالملك بن سليمان السراء المشرف على أسر الفتيان والذي قال: لاريب أن المسلم يعرف ما للوقت من أهمية في حياته فقد أقسم الله تعالى به في غير موضع من كتابه وأوضح أن الإنسان في خسر إلا من استثمر هذه الوقت في طاعة الله قال تعالى «والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر» يبقى ان الإنسان يجب أن يحافظ على وقته فيما ينفعه وينفع الناس والمسلمين منه وفي هذه المراكز عدد من خيرة أبناء هذا البلد الذين وهبوا أوقاتهم من أجل خدمة أبناء هذا البلد، ولذلك فالأمم تعتمد على قوة شبابها فهم مقياس قوة الأمة فمهما زرعت الأمة من مفاخر وأمجاد فإن الجيل الثاني هم الذين سيحكمون على هذه الأمة هل تستمر أم لا، ولذلك هذه المراكز التي تأتي في أوقات الإجازة التي يكون الشباب فيها يقضون أغلب أوقاتهم في فراغ قد يجرهم الى مهاوي الجريمة.لذلك كل القائمين على هذه المراكز يعتبرون على ثغر من ثغور الإسلام في توجيه هذا الشباب. ونحن نعرف أنه في المدارس توجد طاقات عظيمة من المدرسين الذين يتقنون فنونا عديدة من البرامج التي تشد الشباب ولا يخفى عليكم ماهو موجود في المدارس من تفرغ كامل لمشرف النشاط، مثل هذه الطاقات هي التي تحتاج اليها المراكز الصيفية بحاجة الى مثل هذه القدرات والنشاطات التي هي في جو المراكز افضل منها في جو الدراسة. والشيء المؤسف الآخر أن الوالدين أو أحدهما لايعرف ماهو المركز الصيفي ولذلك يفاجأ عندما يأتيه أحد أبنائه ويقول إني سأشارك في المركز الصيفي هنا يبدأ سؤال الوالدين ماهو المركز ماذا تتعلمون فيه وهذا فعلاً أمر مؤسف يرجع الى قلة التثقيف الإعلامي بهذا المنشط المهم من مناشط الصيف في هذه البلاد. وهذا يرجع الى وسائل الإعلام ودورها في التثقيف ونشر أكبر عدد من الإعلانات المشجعة على الالتحاق بالمراكز أيضاً المعلمون يجب عليهم في نهاية العام الدراسي أن يبلغوا الطلاب بمواقع هذه المراكز ونشاطاتها، أيضاً أولياء الأمور يجب عليهم أن يعلموا أولادهم عن أهمية هذه المراكز ويتعرفوا على مناشطها أما كونهم يبقون مكتوفي الأيدي، فوزارة المعارف قامت مشكورة بنشر هذه المناشط للمراكز الصيفية على شكل لوحات ونشرات وغيرها. فالواجب على أولياء الأمور أن يحثوا أبناءهم على الاشتراك في هذه المراكز حيث أنهم عمادها وهي مفيدة لهم منمية لمواهبهم. ويواصل الأستاذ السراء حديثه قائلاً: والمراكز الصيفية تحتاج الى تطوير في شتى المجالات فقد كانت في وقت سابق بشكل ضعيف وبشكل محدود والبرامج رتيبة أما الآن فالأشكال أخذت تتخذ مجالا آخر، في هذه السنة قامت إدارة التعليم بإعداد نشرات تحتوي علي برامج المراكز وقامت بإعداد برامج جماهيرية تقوم بإعدادها لكل الناس سواء داخل المركز أو خارجه ايضا مما تحتاج اليه هذه البرامج الصيفية القوة الإعلامية لأن اشكال الدعاية الى المركز أشكال محدودة تحتاج الى تطوير بشكل أكبر ايضا تحتاج الى تطوير البرامج الجماهيرية ايضا من ناحية الدورات المقدمة يجب ان تكون اكثر كثافة ونحتاج الى متخصصين في هذه الدورات، ايضا من ناحية العدد غير كاف نجد بعض المراكز تقوم بإغلاق التسجيل من الأسبوع الثاني لأن العدد يفوق العدد المحدد للمدرسة اصلاً وهذا يدل على ان الاعداد المتوافدة الى المراكز أعداد كبيرة والمراكز الصيفية تحتاج الى تخصيص فلو كان هناك مراكز بجميع المراحل مثل الابتدائية والمتوسطة والثانوية لكان أجدى ايضا مايخصص لهذه المراكز من ميزانيات يجب ان يكون بقدر البرامج المطروحة كذلك المناشط الإعلامية المراكز لها مناشط كثيرة يجب ان يكون بها من وسائل الإعلام نصيب مثل التلفاز والصحف من أجل أن يتعرف الناس على المراكز الصيفية التي هي جزء مهم جداً من المجتمع هذه بعض الأمور التي تحتاجها المراكز الصيفية والحديث في هذا الباب ذو شجون ولعل المسؤولين لديهم تصور عن هذه المتطلبات. إبداعات ومواهب وفي حديث تفصيلي مع أمين مركز بدر الصيفي الأستاذ أحمد الفايز والذي تناول في معرض كلامه أهم المحاور والمرتكزات التي يدور حولها الكلام عن المراكز الصيفية حيث يقول: مما لايخفى على كل ولي أمر وكل مطلع في هذا المجتمع بعدما تغلق المدارس ابوابها إيذاناً بإجازة صيفية يخيم على الطلاب فرح من ناحية وحزن من زاوية وهو كابوس الفراغ ولايخفى على أحد من الناس قوله صلى الله عليه وسلم «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ»، فالفراغ في حقيقة الأمر نعمة لكنه إذا لم يستغل في الخير فهو نقمة وهذا هو حال كثير من شبابنا في هذا الوقت إذ أغلب أوقاتهم مهدرة فيما لا فائدة فيه ولذا أصبح الفراغ يشكل خطرا علميا وخطرا سلوكيا وخطرا أخلاقيا يجعل ولي الأمر والمسؤول ينظر الى الأمر نظرة واسعة فالفراغ لابد ان يكون استغلاله استغلالا مهما ويسخر هذا الفراغ في امور ايجابية لا ان يسد الفراغ بأي شيء بل لابد ان يكون طموحنا أكبر من استثمار الفراغ. حقيقة الأشياء الواضحة والجميلة التي نلمسها في هذه المراكز سنة بعد سنة أن هذه المراكز أصبحت مصانع تخرج أجيالا فكم رأينا شاعرا ومبدعا بدأ خطواته الشعرية والأدبية من خلال مهرجان أدبي أقيم أو من خلال أمسية شعرية، وكم من خطيب يهز أعواد المنابر لم يعرف طريقه الى الإلقاء إلا بعد دورات الإلقاء في هذه المراكز أو مشاركة في حفل إلقاء الكاتب المبدع تجد كثيرا منهم لم يبدأ إلا من خلال الكتابة في المجلات التي تنتشر في المراكز بين الأسر، وبعد ذلك ترقى في سلم الكتابة شيئا فشيئاً فهذا أستاذ يصوب له وهذا زميل يوجهه الى أن أصبح معروفا والمواهب في المراكز الصيفية لها مجال في الأنماء لأن في المراكز المجالات متاحة لاختيار الطالب فلا يجبر على الرياضيات أو غيرها وإنما يكون له حرية الاختيار يختار مايشاء من البرامج أياً كان نوعها ولذا كلما كان الإنسان يختار ميوله بنفسه فسوف يبدع في ميوله. أصبح هناك علم يسمى فن إدارة الوقت وأصبحت تكتب فيه الكتب وتقام لأجله الدورات والمراكز الصيفية مدعاة لإحياء هذا المبدأ وهو تنظيم الوقت فالطالب يضيع وقته في النوم وهذه مشكلة يشكو منها أولياء الأمور كثيراً ففي الساعة الخامسة والنصف ينطلق بطوعه واختياره ليس مجبراً يجد الفترة الأولى قد تكون علمية وقد تكون رياضية أو فنية حتى المغرب ويكون برنامج آخر في العشاء ببرامجه العامة وبمثل ذلك يتربى الطالب على حسن التنظيم وحسن استثمار الوقت المتاح له في حياته ويستفيد بأن تنظيم الوقت مبدأ لا بد له في حياته. نستكمل الحديث عن المراكز الصيفية في العدد القادم بإذن الله .