قدم مدرب النصر العالمي البرتغالي آرثر جورج خلال الموسم المنصرم عملا جبارا استحق على اثره الإشادة من معظم المنتمين للوسط الرياضي وبالرغم من عدم تتويجه لمجهوده الجباربتحقيق إحدى البطولات الأربع التي تأهل إليها إلا ان بلوغ اللقاءات الختامية بحد ذاته نجاح لأي مدرب كما هو معروف في كل المسابقات الكروية، ومدرب النصر الذي لم يحسم أمره بعد لم يكن وصوله لأكثر من نهائي هو كل ما حققه في العام الماضي بل منحه للعناصر الشابة الصاعدة الواعدة التي قدمت نفسها بصورة رائعة ومميزة هو من أكبر الثمار التي جناها النصر والكرة السعودية من تواجد المدرب المثقف مع النصر في العام الماضي. وآرثر جورج الذي نظم خطوط وصفوف النصر بدرجة بارعة وبنفس الدرجة عندما كان ينظم قصائده وأشعاره بجميع اللغات السبع أو أكثر التي يجيد التحدث بها بمهارة كان بحاجة فقط الى قليل من الحظ والدعم لصفوف النصر بلاعب أجنبي يتواجد في خط المقدمة يكون قادرا على استثمار الفرص الكثيرة التي سنحت للفريق ولو قدر له أن يتعاقد النصر مع مهاجم أجنبي جيد لكانت النتيجة أفضل مما آلت إليه. ومما لا شك فيه أن المدرب الجيد في الوقت الراهن عملة نادرة قد يتعذر الحصول عليها وعندما ينجح أي فريق في جلب مدرب أو لاعب مميز فإن المحافظة عليه من أهم الأمور التي يجب حسمها لأن فيها مصلحة النادي العليا ومن دون شك فإن آرثر جورج من هذه النوعية التي يجب المحافظة عليها وتحقيق كل السبل وتسهيل كل الصعاب من أجل عودته لمواصلة ما بدأه في العام الماضي وإكمال مشوار البناء بعد أن عرف عناصر الفريق ليس فقط المفيدين للفريق الأول بل حتى لدرجة الشباب. ففي العام الماضي أوضح جورج لكل المقربين له أن الصاعد بندر تميم سيكون من أفضل اللاعبين على المستوى المحلي وهو يحتاج فقط للتدريب والتغذية ليقدم كل ما لديه وتتفجر موهبته الكروية ولا ريب أن هناك أكثر من موهبة كروية نصراوية بحاجة الى الصقل والدعم ومنح الفرصة حتى تنطلق وتدافع عن ألوانه كما هو حادث لعلي يزيد والبيشي وماجد الدوسري ونجوم صاعدة أخرى. إن الاستقرار التدريبي من أهم الركائز في بناء فريق جيد قادر على تحقيق البطولات ومن هنا يأمل كافة عشاق النصر ان تسارع الإدارة وتعلن عن تجديد عقد آرثر جورج ليس لموسم رياضي واحد فقط بل لعدة أعوام لا تقل عن ثلاثة لأن في استمراره لفترة كافية الفسحة الكاملة لإكمال ما بناه خلال الموسم الماضي حيث ان التعاقد مع مدرب آخر يتطلب وقتا للتعرف على إمكانيات اللاعبين وفترة التجربة قد تفقد الفريق الاستقرار الفني والانسجام وهما أمران مهمان في بناء أي فريق ولا أظن ذلك غائبا عن ذهن الإدارة النصراوية الخبيرة التي قادت الفريق في العام الماضي لمرحلة التطور والتجديد. وإنطلاقا من ذلك أعتقد أنه من المهم والضروري للنصر فنيا استمرار السيد آرثر جورج لمواسم عدة فعمله أكد أنه مدرب رائع ومتمكن وهو يتبع استراتيجية واضحة تعتمد على التجديد ومنح الفرصة للاعب الجيد لتقديم كل ما لديه من فنون الكرة داخل الملعب والجميع شاهد إبداعات الدوسري وفيصل سيف وعلي يزيد والخوجلي مع المدرب المثقف آرثر جورج والتي نالت اعجاب كل من شاهدها وتابعها. وجورج لا يجامل على حساب النصر فقد أبعد أصحاب المستوى المتوقف ولم ينظر الى أسمائهم ونفوذهم بل أشرك الأجدر والأفضل وهو ما زاد من أسهمه لدى كل من تواجد معه أو تابع عمله. إن النصر اليوم أصبح فريقا منظما قادرا على الوصول الى النهائيات من جميع الطرق سهلها وصعبها وسيكون في الموسم القادم قادرا على تحقيقها ومواصلة المنافسة عليها شريطة المحافظة على الجهاز الفني بقيادة آرثر جورج لإكمال برامجه التطويرية التي ستعود بالنفع على النصر في المستقبل المنظور. إن المتابع لمعظم الفرق العالمية يلاحظ أن مدربيها يمضون سنوات طوالا مع أنديتهم ولا يتم التفريط بهم بسهولة حتى في حالة ضياع البطولات فإدارات الأندية الأوروبية تقيّم عمل المدرب من خلال أدائه الصحيح طوال الموسم الرياضي وليس من مباراة واحدة فقط لذلك فإنها سرعان ما تعود الى تحقيق الألقاب وأجواء المنافسات بفضل الاستقرار الفني المدعوم إداريا ولهذا ينبغي ألا يكون معيارنا الوحيد لعمل المدرب هو تحقيق البطولات فاللقب قد يضيع بخطأ تحكيمي أو فردي من مهاجم أو مدافع وكل هذا حدث فعلا للنصر في الموسم المنصرم. فهل يسأل آرثر جورج عن إهدار رونالدو لضربة جزاء أو اخفاق الحارثي في إبعاد الكرة داخل منطقة الخطر ليستفيد منها مهاجم الاتحاد حمزة إدريس أو عدم احتساب يوسف العقيلي لضربة جزاء ماطر في الوقت بدل الضائع من نهائي الكأس؟ إن المعايير الحقيقية التي يمكن أن يقاس بها أداء المدرب هي: - أسلوبه في التعامل مع اللاعبين. - عدد المواهب التي قدمها خلال الموسم. - الأسلوب الفني الذي كان يتبعه. - اخلاصه في عمله ومنح اللاعب الجرعات التدريبية الكافية. - اهتمامه ومتابعته لتغذية اللاعب وصحته. وإذا ما تم تطبيق هذه المعايير بكل دقة على أداء المدرب آرثر جورج نجد أنه يستحق درجات عالية تشفع له بأن يواصل عمله مع النصر لسنوات قادمة مع تقديرنا الكامل لإدارة النصر بأنها دعمت المدرب حتى نهاية عقده في العام الماضي ولم تسمع لأصوات البعض التي نادت بإلغاء عقده بعد خسارته للنهائي العربي مثلا!! الى اللقاء غداً لنتحدث عن حاجة النصر الماسة الى عناصر أجنبية مؤثرة في الهجوم بالذات!