شاعر سخّر المفردة الشعبية المطوّرة لحمل رؤاه ورؤيته كشاعر شاب لما يختلج في نفسه من آلام وآمال حيث يقول في هذه المقطوعة الجميلة: ليلة ظلام وكل ما حولي ترابٍ في تراب والضيف يمحيني وأحس أنفاسي بصدري ذنوب أمد كفي للسحاب وينحني وجه السحاب حتى وأنا في رحمة أكفاني يجي عندي ويذوب!! هالرجم.. ظلي.. شرهة أيامي على مر الغياب هالرجم: صوتي.. لو غدا صوتي بكفيه محجوب للذاكرة يأخذ يديني.. يفتح الحرمان باب يقتاتني من مبتدأ شمسي.. لموتي..للغروب وأشوفني طفلٍ يتيمٍ ما حضن همي كتاب أسير بشحوبي لمدرستي وتنفيني الدروب!! وأكبر مع حزني ويسألني ولا نلقى جواب هوأينا اللي صار للثاني مع الأيام: ثوب؟! أحلامي آلامي وحظي عاش في كفي غراب اجمّعْ سنيني وارتبها: شحوبٍ في شحوب واسمع صدى جدي يقول: الدرب في عينك عذاب مرحوم.. ما علمتني كيف أسرق أحلامي وأتوب كم قلت لي: لا ينثني عزمك ولا ترجي ثواب كم قلت لي: لا تنتظر غيثٍ تذريه الهبوب كم قلت لي: ما طاول الغيم الندي مثل الرقاب وأنا تعديت الغيوم ولا لبست إلا العيوب!! فتش معاي الذاكرة.. شف وش خذيت من الصعاب واسمع خطا «خلي» على قبري تجي من كل صوب فجأة.. تطيح الشمس في قبري وينفضّ التراب اثر الضيا: خلي وخلي منتهى كل الدروب!!!