تقول العرب: إذا انتهى الشهر ظهر «الدولار»، وكثر عند الصرّاف الممر، وبدأ جوّال الديّانة «يدّهر»، وهذه حياتنا الى نهاية العمر. ومعنى قولهم ظهر الدولار: ان رواتب الموظفين لدى الدولة وغيرها من القطاعات تصرف أواخر كل شهر، واختصوا الدولار بالذكر لأنه عملة العصر الذي أوجد هذا النظام الاقتصادي الأشر. أما قولهم كثر عند الصراف الممر: فإن أصحاب الرواتب والمداخيل المحدودة يصطفون بسياراتهم خلف أجهزة وضعتها البنوك لصرف البنكنوت.. فيمر المرء على هذا الصراف حتى ينفد ما به أو ينفذ الشهر. وقولهم بدأ جوال الديانة يدهر فهذه مقولة يعرفها المقسِّطون ومن لف لفهم وهو نظام يجعلك مخنوقاً بين يدي صاحب «ونيت» أو «معرض» أو «عقار» يلف حبلا حول عنقك بإرادتك، بل انت الذي تأتي له بالحبل ساعياً متوسلاً، جريا وراء شهواتك الاستهلاكية المتزايدة التي لا يكفيها ما تدره عليك الصرافات من دولارات.. فتدفع الأقساط مرغماً آخر كل شهر وإن لم تدفع اتصل ليذكرك، والا فعند الحقوق المدنية الخبر. أما كلمة «يدَّهر» فلم أجد لها أصلا، وربما يكون لها أصل قد تحور، وهي معبِّرة على كل حال. أما مقولة وهذه حياتنا.. الخ فهي زيادة من المحرر وربما هي اشارة الى الرتابة التي يعيشها محدودو الدخل وأصحاب الرواتب والمعاشات ممن ينتظرون ويصرفون حتى يأخذ الله أرواحهم.