بعد سنوات من الترميم والتثبيت والحقن والحشو بالدعامات. أعلنت أخيرا براءة برج بيزا أشهر آثار إيطاليا من علة ميله. وكان المهندس مايكل جاميولكويسكي قد أمضى مع برج بيزا المائل ما يزيد عن عشرة أعوام تولى خلالها رعايته بصبر يحسد عليه. وقال جاميولكويسكي بعد مشروع الترميم الضخم الذي تكلف 55 مليار ليرة )24 مليون دولار( واستغرق 11 عاما )إن هذا البرج سوف يظل منتصبا ثلاثة قرون مقبلة.( وكان البرج قد بدأ في الميل خلال فترة بنائه التي استغرقت مائتي عام اعتبارا من عام 1173. وصمم البرج لكي يكون مكتمل الاستقامة.وقبل إغلاق البرج. تزايد معدل ميله الذي قدر بملليمتر واحد كل عام. وذكر الخبراء انه بعد مرور عشرين عاما أخرى أو نحوها واستمرار الانحراف على هذا المنوال. فلن يبقى أثر لبرج أريفاديتشي الشهير بعد سبعة قرون قضاها البرج وهو يطل على ميدان بيازا دي ماركولي بمدينة بيزا. كان هذا الاثر التاريخي سيختفي من على وجه الارض إلى الابد. وتمت دراسة أساليب عدة لاعادة البرج إلى استقامته من بينها خطة جريئة تقدمت بها مجموعة خبراء يابانيين اقترحوا تفكيك البرج الذي يبلغ ارتفاعه 58 مترا وإعادة تركيبه مرة أخرى. وفي حين يقول الخبراء إن البيروقراطية عرقلت إنقاذ البرج. فإن برج الجرس الذي بني على النمط الروماني قد تم تأمينه باستخدام دعامات عملاقة من الصلب يصل ارتفاعها إلى 110 أمتار. ويسترجع جون بيرلاند أحد أعضاء فريق الترميم لحظات الرعب التي مرت بالفريق في شهر سبتمبر عام 1995 عندما تزايد معدل ميل هذا الاثر التاريخي فجأة في أعقاب فشل محاولة لتثبيته. وقال بيرلاند إنني لا أرغب في استخدام لفظ الذعر ولكن دعونا نقول إننا كنا على قيد أنملة من وقوع كارثة. وأخيرا اختار الخبراء أكثر الحلول بداهة. فبما أن البرج يميل باتجاه الجنوب.فقد قدروا أن التربة يجب إزالتها على الجانب الشمالي من أساس البرج. وبعدحفر أطنان من التربة ووضع أحمال مضادة من مادة الرصاص على أساس البرج. تم بالفعل تخفيض معدل ميل الاثر بمقدار 44 سنتيمتراً تقريبا. وهي نفس زاوية الانحراف التي كان البرج يميل بها قبل مائتي عام. وعلى الرغم من أن هذا التخفيض في معدل الميل غير ملحوظ بالنسبة للعامة. لكنه كان أساسيا لمستقبل هذا الاثر التاريخي. وقال باولو فونتانيلي رئيس بلدية مدينة بيزا: لقد قمنا بعمل جيد حين أعدنا هذه القطعة الاثرية إلى العالم مرة أخرى . وسوف يكون فونتانيلي واحدا من بين عشرات السياسيين والشخصيات الهامة التي ستتدفق على ميدان بيازا دي ميراكولي لرؤية هذا البناء الذي شفي أخيرا.