ولكن تفعيل دور الاسرة في مهمة التربية التي انيطت بها مهم جداً لمنع الكارثة لقد ثبت مما لا يدع مجالاً للشك ان التدخين وسيلة من وسائل الموت البطيء فهناك تقارير عدة جاءت عن مضار التدخين ومن ابرز هذه التقارير تقرير المضار التي يحدثها للمرأة بدرجة اكبر وكذلك على الاحداث من الشباب وقد اشارت الارقام ان حالات الوفيات بين النساء بسبب سرطان الرئة قد زاد اضعافا عما كانت عليه في السابق فمما اثبتته الدراسات العلمية الحديثة الاثار الضارة للتدخين على صحة الشارب وعلى الصحة العامة خاصة في الاماكن المغلقة التي يتجمع فيها الناس مما ادى ببعض الدول غير المسلمة إلى تحريمها في هذه الاماكن محافظة على صحة المواطنين وحذت حذوها كثير من الدول الاسلامية والزمت شركات الانتاج بكتابة تحذيرات تبين اضرارها على منتوجاتها. فالاسلام حرم الخمور والمسكرات لضررها البالغ على عقل الانسان وجسمه. ولذلك افتى بعض الفقهاء بكراهية التدخين وافتى البعض الاخر بتحريمه لما يحدثه من اضرار على جسم الانسان ، فبدء الفرد بسيجارة ربما ينتهي به المطاف الى ادمان المخدرات بدءاً بالحشيش والقات وما يشابهها الى ادمان انواع المخدرات وعن اكسيد الكربون ، الزيوت الضارة، وغاز النشادر والمواد المشعة وعن النيكوتين والقطران التي تحتويها السيجارة واثر هذا التدخين على الصحة يشير لنا الدكتور عبدالرحمن محمد القريشي استاذ مساعد واستشاري الميكروبات الطبية السريرية. ورئيس قسم الاحياء الدقيقة، ووكيل عمادة القبول والتسجيل بجامعة الملك فيصل ، كلية الطب والعلوم الطبية بالمنطقة الشرقية، يقول : ان النيكوتين مادة سامة وتستخدم كمبيد حشري والجرعة القاتلة للانسان ملغم/كغم وهذه المادة تؤدي الى انتشار الخلايا السرطانية وهي المادة المسؤولة عن ادمان التدخين كما يسبب النيكوتين الذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة وتصلب الشرايين وتكوين الجلطات الشريانية وفي النهاية توقف القلب الفجائي والوفاة، اما مادة القطران فهي مادة صمغية سوداء تستخدم في صناعة المتفجرات وسفلتة الطرق وهي المادة المسؤولة عن اسوداد رئتي المدخن وتصلبهما وانتفاخهما كما تسبب السرطان لاحتوائها على )البنزيارابين( وبذلك يصاب المدخن بسرطان الرئة والحنجرة، وعن اول اكسيد الكربون يقول هو غاز سام جداً يستخدم للانتحار والقتل والتسمم التراكمي يؤدي الى تلف الدماغ تدريجيا مما ينتج عنه تغيرات عقلية اما الزيوت الطيارة فبعضها سام يسبب الوفاة وذلك بعد تلف الكلى وتورم الرئتين والدماغ وجميعها تسبب تهييج الانسجة وعن غاز النشادر يقول انه غاز قلوي يهيج الانسجة المخاطية في الفم والحلق والقصبات الهوائية، وعن المواد المشعة )البولو نيوم( فيرجع اليه التأثير السرطاني للتدخين. وفي النهاية يقول الدكتور القرشي. ان هناك اعتقاداً خاطئاً بين المدخنين. وهو ان دخان السيجارة الذي يدخل الى القصبة الهوائية والرئتين يخرج كما هو. وهذا مخالف للواقع حيث يمتص الجسم ويترسب داخله جزء كبير من السموم التي تسبب الدمار والهلاك والموت البطيء. فللتدخين اثر بالغ الضرر على الصحة. فهو اخطر وباء عالمي حيث ان هذه العادة تقضي على الملايين كل عام. والتدخين من اكثر العادات السيئة والمضرة بالصحة انتشارا وهو سم يشتريه الانسان في العالم بماله ويتلذذ في تناوله فيميته موتا بطيئا.وتدخين التبغ هو الاكثر انتشاراً بالنسبة للمواطنين للادمان وهو يصيب كل اجهزة الجسم والاعضاء من قمة الرأس الى اطراف القدمين بأمراض بالغة ليس لها عدد ولا حصر. ونختم هذه الاسطر برأي مدير مستشفى الامل محمد الزهراني عن اهم الخصائص النفسية السائدة داخل الاسرة المسلمة والمتمثلة في العلاقات المميزة للاسرة المسلمة وهي القائمة على العلاقة بين الزوج والزوجة والعلاقة بين الاباء والابناء، والعلاقة القائمة بين الاباء بالابناء والتماسك داخل الاسرة والتفاعل داخل الاسرة وبناء العادات السليمة الترويح الايجابي الاهتمام بالقيم الدينية والخلقية الضبط والتنظيم داخل الاسرة الاسلامية ويواصل الزهراني حديثه قائلا: ويعتبر الدين الاسلامي اقوى الاديان ضبطاً وتنظيماً للاسرة، حيث تشتمل تعاليم الدين الاسلامي على العبادات والمعاملات تتعلق العبادات بالصلة بين العبد وربه. بينما ترتبط المعاملات بالعلاقات بين الافراد، فالعبادات تخدم المعاملات فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والصوم يهذب النفس ويدفعها الى الجود والزكاة اساس التكافل الاجتماعي. فالعلاقات المميزة للاسرة المسلمة والقائمة على المودة والرحمة وفق ما جاء في الكتاب والسنة وفي التماسك والتفاعل السائدين بين افراد الاسرة الواحدة والتي كلما تجدها في المجتمعات الاخرى غير الاسلامية ونجد ان التعاليم الاسلامية كانت واضحة وصريحة في بناء العادات السليمة في الفرد المسلم. والتي تتناسب مع فطرته التي فطره الله عليها. وتنسجم مع المجتمع الاسلامي )فبدء بناء هذه العادات من الاسرة اولاً( )ومن الوالدين على وجه الخصوص ثم من بقية اعضاء الاسرة( واختتم حديثه قائلا نجد ان الاخلاق والقيم الدينية هي اهم الركائز في بناء المجتمع والاهتمام بها ايضاً ببدأ من الاسرة اولاً ولذلك كانت من اهم الخصائص التي تميز الاسرة المسلمة عن غيرها ونجد ان الدين الاسلامي لم يترك صغيرة ولا كبيرة الا وحدد لها الضوابط ووضع لها الانظمة التي تكفل لكل ذي حق حقه سواء داخل الاسرة الواحدة او في المجتمع بصفة عامة. فبهذه القيم والاخلاق السابق ذكرها نستطيع حفظ الذات وحفظ النوع. من الدمار والهلاك بداية بالاقلاع عن التدخين.