ضرب الله الذّلة والخوف على اليهود، بأعمالهم واستخفافهم بأوامر الله، وتحايلهم وظلمهم، فلا يعملون إلاّ في الخفاء، ولا يستأسدون إلاّ على الضعفاء، ولا يتحدثون إلاّ بالكذب، وتصوير الأمور بغير وقائعها.. جميع أعمالهم وتخطيطاتهم على العالم بأسره، سريَّة وخطيرة، لا وفاء عندهم، ولا مثل يركنون إليها، وإنما الغاية تبرر الوسيلة، غير مأمونين من الغدر، ولا يصدقون في موعد.. ولكي يعرف المسلمون والنصارى أعداءهم اليهود ونواياهم، نرجو قراءة هذه الحقائق. بيَّنت أعمالهم ونواياهم، بروتوكولات حكماء صهيون، التي تمثل أسساً رسموها، وقواعد وضعوها، لما يريدون تحقيقه في استعباد شعوب الأرض، والسيطرة عليهم فكرياً واقتصادياً، والتحكمّ في مصائرهم: إدارياً وقيادياً، وقهرهم بما يرونه قدرة فيهم وفي أعوانهم: عسكرياً وعلمياً. خرجت بروتوكولاتهم في عدة طبعات بالعربية منها طبعة وتعليق أحمد عبدالغفور عطار، وشوقي عبدالناصر وغيرهم. كشفت هذه البروتوكولات، التي ترسم خطوطهم العريضة الاستراتيجية، لمبادئهم الأساسية، التي وضعت في مؤتمر «بال» بسويسرا عام 1897م، الذي أقيم حول قبر أستاذهم الأعظم الرابي المقدس عندهم سيمون بن يهودا، الذي يعطي تعاليمه للصفوة من كل جيل، سيطرة على العالم، وسلطة على نسل يهودا.. حسب ما قال لهم الحاخام ريتشورن، في اجتماع سريّ عقده اليهود على قبر قديسهم هذا، في اجتماع سابق لهم في براغ عام 1869م. ثم كان أول من نشر هذه القرارات الخطيرة، هو العالم الروسي سيرجى نيلوسى، الذي وقعت البروتوكولات في يده عام 1901م أي بعد خمس سنوات من مؤتمر بال بسويسرا، الذي عقده اليهود برئاسة زعيمهم: تيودور هرتزل، وعضوية ثلاثمائة، وأكبر الحاخاميين، والأطباء والمحامين، ورجال المال والاقتصاد والأعمال، اليهود في العالم، والذين كانوا يمثّلون خمسين جمعية يهودية سريّة وعلنية في العالم. وفي المؤتمر: جرت مناقشات ودراسات لوضع خطّة سريّة مرعبة لاستعباد العالم، ثم سجّلوا قراراتهم أو خططهم، أو وصاياهم أو محاضر جلساتهم باسم: «بروتوكولات حكماء صهيون». وضربوا حولها سياجاً كثيفاً، وقاسياً من السّرية والكتمان، لا يقرأها أو يتداولها، أو يطّلع عليها، أو يعلم بأمرها، أو يعمل وفقاً لتعاليمها، إلا هؤلاء الشياطين «الحكماء». وسوف نسير مع القارىء الكريم قليلاً مع مسيرة كشف هذه «البروتوكولات»، كما أورد جزءاً منها شوقي عبدالناصر، وإلاّ فإن جميع الكاشفين لهذه التعليمات، قد تحدثوا عنها، مع اختلاف قليل، بين بعضهم، حيث اطلعت على أربع نسخ منها، خرجت في أزمنة متفاوتة. ثم يردف شوقي بالقول: وفي أحد المحافل الماسونية السّرية في فرنسا وما الماسونية إلا جمعية سريّة صهيونية، تخدم اليهود وفكرهم ونواياهم في كل مكان، ومثلها نوادي الركس روتاري، ونوادي القمار، والميرنز فقد تمكنت سيدة فرنسية، أثناء اجتماعها سراً، بزعيم من أكبر زعمائهم، أن تختلس منه بعض الوثائق السرية وتهريبها، ولم تكن هذه الوثائق إلاّ «بروتوكولات حكماء صهيون»، وهي جزء من مقررات مؤتمر بال المذكور، التي لم يكشف عنها النقاب حتى اليوم، لأن زعماء اليهود ازدادوا حرصاً في المحافظة عليها، وسرية لباقي مقرراتهم. وقد اهتزّ العالم بعد هذا الضّياع، ونشطت اليهودية العالمية، بكل أجهزتها السرية والعلنية، لاسترجاع النسخة المفقودة دون جدوى. ووصلت النسخة المسروقة، إلى أحد زعماء روسياالشرقية، وهو اليكسي نقولا فيتش، فذعر أشد الذعر، لما احتوته من خطط، شيطانية جهنميّة، لاستعباد العالم، شرقه وغربه، عن طريق المال اليهودي، والخلق اليهودي، فقدّمها إلى صديقه العالم الروسيّ الكبير سيرجي نيلوس، الذي درسها دراسة تحليلية كاملة ووافية، وقارن بينها وبين أحداث العالم الجارية آنذاك، وهاله التطابق التامّ بينهما، فطبعها بالروسية سنة 1902م. وكان من نتائج طبعها قيام حملة شعواء، على اليهود في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في روسيا القيصرية، كما جنّ جنون اليهود بعد أن استيقظ العالم، على جرائمهم الشيطانية، فوقعت مذابح في روسيا، قتل منهم في إحداها عشرة آلاف، وأقبل اليهود في جميع أنحاء العالم، على شراء كل نسخة، تمكنّوا من العثور عليها، من الكتاب حتى خفي أثره تماماً من الأسواق. وهذا شبيه بما حصل لكتاب ابن تيمية منهاج السنّة، فإن بعض الفرق التي ردّ عليها ابن تيمية، صاروا يشترون الكتاب ويحرّقونه. وبالنسبة للطبعة الروسية لكتاب اليهود، فقد وصلت نسخة منه إلى المتحف البريطاني، فختمها بختمه، ودوّن عليها تاريخ الاستلام: 10 اغسطس عام 1906م. ولما وقع الانقلاب الشيوعي في روسيا عام 1917م، الذي كان اكثرية المكتب السياسي فيه، ذلك الوقت من اليهود، وسماهم بأسمائهم، وفي مجلس الحرب والثورة منهم 6 يهود..، كما أن مجلس الثورة الذي تولى الحكم بعد نجاح الثورة الشيوعية في روسيا عام 1917م كان يتكون من 565 منهم 469 يهودياً. بعد ذلك الانقلاب أرسلت جريدة المورننج بوست، أحد كبار مراسليها «فيكتور مارسدن» إلى روسيا ليوافيها بأنباء الثورة البلشفيّة، فحرص قبل سفره أن يطالع بعض الكتب الروسية الموجودة في المتحف البريطاني، ومنها النسخة المذكورة من المقررات.. ولما شعر بقيمتها وخطورتها، ترجمها إلى اللغة الإنجليزية، وطبعها ونشرها، وقد طبعت خمس مرات حتى عام 1921م، إذ كان اليهود يجمعونها في خلال يوم أو يومين من ظهورها في الأسواق، وبهذا يقول شوقي عبدالناصر: «يكون فيكتور مارسدن أول من ترجمها في العالم أجمع». أما في عام 1905م، فقد كان نيلوس قد أعاد طبعها بالروسية، ثم عام 1911م ، ثم عام 1917م، وهي السّنة التي قامت فيها الثورة الشيوعية في روسيا، ولكن هذه النسخة صودرت كلها، لأن اكثرية المكتب السياسي في ذلك الوقت من اليهود. وفي عام 1919م ترجمت هذه البروتوكولات إلى اللغة الالمانية، ونشرت في برلين، ولكن الكتاب اختفى في بضعة أيام بنفس الأسلوب السابق.. أما الطبعة الوحيدة التي ظهرت باللغة العربية، فهي التي ترجمها الأستاذ محمد خليفة التونسي في كتاب باسم: «الخطر اليهوديّ وبروتوكولات حكماء صهيون» )43 46(. ولكن فيما يظهرلي ومما اطلعت عليه من الطبعات لهذا الكتاب باسم بروتوكولات حكماء صهيون.. أنها قد ترجمت عدة ترجمات، إلى اللغة العربية، وطبعت أيضاً في عدة دول عربية، حيث انتشرت أنتشاراً واسعاً، وخاصة بعد الحروب بين اليهود والعرب. هذا من جهة، ومن جهة أخرى: أن الصهيونية العالمية هي ركيزة دولة العدوان الإسرائيلي في فلسطين، رغم أن زعماءهم بعدما انفضحت بروتوكولات حكماء صهيون، قد نفوا علاقتهم بالصهيونية، وصار بعض الساسة في العالم العربي وغيره، يرون اليهودية غير الصهيونية.. لكن الأمر واحد، والخفايا المبيّتة واحدة، وإن تغيّرت المسميات. وهذا ما دفع بأثرياء اليهود، إلى التقّرب من الفاتيكان، ودفع الأموال الكبيرة، حتى أصدر البابا براءتهم من دم المسيح، ليخففوا بذلك ما في قلوب النصارى عليهم من حقد وعداوة.. مع ان هذه البروتوكولات تفضحهم وتدينهم، علاوة على الأعمال السريّة، وضلعهم في مقتل الرئيس الامريكي كندي وغيره.. وهذا ما خوّف الرئيس الامريكي بنيامين فرانكلين من أجله الشعب الامريكي من خطر اليهود وهجرتهم إلى أمريكا، وأعلن ذلك في المؤتمر الذي انعقد لإعلان الدستور الأمريكي سنة 1789م، وقد جاءت في عدة مصادر، وسوف نوردها إن شاء الله في هذا الحديث عن البروتوكولات الصهيونية، الذي يجب ان يعرف المسلمون والعرب، وحتى النصارى وغيرهم، ما تنطوي عليه ضمائر اليهود من أفكار خبيثة، وتخطيطات بعيدة سيئة، لعل الله يجعل في ذلك يقظة، تبطل كيدهم، ومعرفة يتولّد عنها تفكير يقضي على نواياهم. لقد ثارت عواطف اليهود في العالم، يحركها إعلام موجه، عندما زار البابا لأول مرة الجامع الأموي، ووقف على قبري زكريا ويحيا في دمشق وقفات الحزن، حيث تذكر أعمال اليهود نحوهما عليهما السلام، ثم لما خطب الرئيس السوري أمام البابا، مقارناً، ما يحصل في فلسطين ضد الأطفال والنساء، والمواطنين الأبرياء العزّل من قتل وارهاب يقوم به شارون وجنوده في حرب معلنة وبأسلحة فتّاكة، بما حصل للمسيح عليه السلام، من اليهود أنفسهم.. غضب اليهود لذلك غضبة صهيونية، وتوالت تنديداتهم، وتصريحات أعوانهم في وسائل الإعلام الموجهة، ضد الرئيس السوري وتصريحاته، متّهمين له بالعداء ضد السامية.. وكان ردّه في كلمة الوداع للبابا في مطار دمشق، أنهم يتهموننا بالعداء ضد السامية ونحن العرب كلنا ساميون... إن المسلمين يؤمنون بالنبي ّعيسى عليه السلام، لأنه رسول من عند الله، وأمه مريم، جاء بكلمة الله، فقال الله سبحانه «كن» فكان، ليس له أب، وأنه رسول الله إلى بني اسرائيل، مجدداً لرسالة موسى عليه السلام، ولا نقول فيه كما قالت بنو اسرائيل، وما تزعّمه كبار اليهود، في اتهامهم أمه العذراء، بالنّجّار، ولا نعاديه ونعادي أحداً من أنبياء الله ورسله، عليهم الصلاة والسلام، بل نؤمن بهم جميعاً وبما أنزل الله عليهم من كتب، وكلهم بشروا بمحمد صلى الله عليه وسلم. فقد حاول اليهود قتل عيسى عليه السلام وصلبه، وادّعوا كذباً انهم قتلوه وصلبوه، تفاخراً وتعاظماً بفعلتهم القبيحة، وقد قتلوا قبل عيسى عدداً من أنبياء الله، كزكريا ويحيى، ورسولنا صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله أخبرنا بأن شرّ الناس من قتل نبياً أو قتله نبيّ. هؤلاء اليهود الذين يتباكون على الساميّة، ويجعلون سلاحهم مع دموع التباكي، أمام الغرب في الاستعداء على الآخرين أيّاً كانوا: بأنهم أعداء السامية، وليس هذا بغريب، فأجدادهم، حقدوا على أخيهم يوسف نبي الله، ورموه في البئر مكراً وحسداً، وجاؤا أباهم عشاء يبكون عليه، مدّعين أن الذئب أكله.. ومّوهوا بدم وضعوه على ثوبه.. هؤلاء اليهود الذين مهنتهم الكذب والمخادعة، قد فضحهم القرآن الكريم، حيث أخبر سبحانه عنهم بخصال سيئة كثيرة، ثابتة ومتأصلة فيهم، أعظمها الكذب على الله سبحانه، وتبديل كلام الله جل وعلا، والكذب على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وخيانة العهد، ومحاولة اطفاء نور الله بأفواههم، والتحايل على شرع الله. انظر كيف يفترون على الله مما جاء في القرآن الكريم: قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء، قالوا يد الله مغلولة، قالوا: عزير ابن الله. وزينوا للنصارى القول: إن عيسى ابن الله. قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه. قالوا لن يدخل الجنة إلا اليهود والنصارى وغير ذلك كثير. وجاء في تعاليم التّلمود: اعترف الله بخطئه في تصريحه بتخريب الهيكل، فصار يبكي قائلاً: تباً لي لأني صرّحت بخراب الهيكل واحراق بيتي ونهب أولادي «تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً».. وقالوا ايضا فيه ليس الله معصوماً من الطيش والغضب والكذب. وقالوا فيه ايضا: النعيم مأوى لأرواح اليهود، ولا يدخل الجنة الاّ اليهود.. أما الجحيم فمأوى الكفار مهما اختلفت أسماء دياناتهم ولا نصيب لهم فيها الا البكاء، لما فيها من الظلام والعفونة والطّين. ويقولون في العهد القديم التلمود نحن شعب الله في الأرض، وقد فرّقنا الله لمنفعتنا، ذلك لأن الله سخّر لنا الحيوان الانساني، وأهل كل الأمم والأجناس، سخّرهم لنا لأننا نحتاج نوعين من الحيوانات: نوع أخرس كالدواب والأنعام والطيور، ونوع ناطق كالمسيحيين والمسلمين والبوذيين، وغيرهم من أهل الشرق والغرب، وسخّر هؤلاء لخدمتنا، وفرّقنا في الأرض لنمتطي ظهورهم ونحركهم كما نشاء، نستغلَّ علومهم وفنونهم لمنفعتنا. لذا يجب علينا ان نزوّج بناتنا الجميلات للملوك والأمراء، والوزراء والعظماء، وان ندخل أبناءنا في الديانات المختلفة، لتكون لنا الكلمة العليا في الدول والحكومات، فنوقع بينهم، وندخل عليهم الخوف ليحارب بعضهم بعضا، ومن ذلك كله نجني اكبر الفوائد.. اذا كان هذا قولهم على الله فاستمع ما يقولون عن المسيح عيسى عليه السلام، وما يبرز عندهم من حقد على النصارى الذين هم محتضنون لهم، ويدافعون عنهم، كأنّهم ولد مدلّل عندهم.. وذلك ضمن تعاليم التلمود: إنّ يسوع الناصريّ موجود في لجان الجحيم، بين الرفث والقطران، والنّار وإن أمه مريم أتت به من العسكرى ناندارا بمباشرة الزنا «قاتلهم الله على هذا الافتراء، وقد برأها الله من ذلك». إنّ الكنائس النصرانية بمقام قاذورات، وإن الواعظين فيها، أشبه بالكلاب النابحة. يسوع المسيح ارتدّ عن الدين اليهودي، وعبد الأوثان، وكل مسيحيّ لم يتهوّد فهو وثنيّ عدوّ لله ولليهود، وليس من العدل ان يشفق الإنسان على أعدائه ويرحمهم، ومصرح لليهوديّ ان يوجه السلام للكفّار وهم من ليسوا يهوداً على شرط ان يهزأ بهم سراً. على اليهود ان يعاملوا المسيحيين كحيوانات دنيئة غير عاقلة.. كما يجوز لهم الحلف أيماناً كاذبة في معاملاتهم مع غير اليهود. على كل يهودي ان يلعن المسيحيين وغيرهم كل يوم ثلاث مرّات.. ويجوز له ان يقسم عشرين مرّة كذباً، ولا يعرّض اليهودي للضرر. كنائس المسيحيين كبيوت الضالّين ومعابدهم، كمعابد الأصنام فيجب على اليهود تخريبها.. كما يجوز لليهوديّ ان يشهد زوراً وان يقسم أنّ ما يقوله صحيح، وان يؤوّل ذلك في سرّه.. )ينظر البروتوكولات لشوقي عبدالناصر الطبعة الثانية: من تعاليم التلمود ص 33 39(. وهذا قليل من كثير مما جاء في التلمود العهد القديم ضد النصارى والمسيح عيسى بن مريم عليهما السلام من افتراءات وأكاذيب، وحكمهم على من ليس بيهوديّ مهما كان في العالم وفي أي موقع كان.. مما يجب على النصارى ادراكه وأن هؤلاء اليهود أعداؤهم الألدّاء.. وأنهم يستغلونهم لصالحهم، وإذا تمكنوا انقلبوا عليهم.. فلا وفاء ولا صدق، ولا عهد لهم ولا إيمان، ولا أيمان. وفي الحديث نكمل بنماذج من كذبهم على أنبياء الله، كما رصدته كتبهم، مع كلمة بنيامين فرانكلين الرئيس الأمريكي الأسبق التحذيرية للشعب الأمريكي من تسلّط وهجرة اليهود الى امريكا وخطرهم. القاضي ابن عمران: كان محمد بن عمران الطلحي، على قضاء المدينة وصلاتها، وكان مشهوراً بالبخل ومن ذلك أنه أراد الخروج الى ضيعة له، وأراد أن يخرج بعجوز لهم، فأمر أن يستأجر لها دابّة فأبوا أن ينقصوا من ثمانية عشرة بها، في مسيرة يوم وبعض يوم، فقال: أعلم ان في بغلتي فضلاً، فجعل عليه محملاً، وركب معادلا للعجوز، ومرّ على مجالس المدينة يسلّم عليهم ولم يغرم ثمانية عشر درهماً. وله موقف مع أبي جعفر، قال نمير الشيباني: كنت كاتباً لمحمد بن عمران، وهو على قضاء المدينة، فحجّ أبوجعفر فأراد أن يمضي بالحمّالين إلى الشام، فاستعدوا عليه إلى ابن عمران، وكان قاضيه على المدينة، فقال لنمير: اكتب عليه عُدْوى. فقلت: إنه يعرف خطّي، قال: والله لا يكون الرسول غيرك. قال نمير: فمشيت إلى الربيع، فأوصلت إليه العُدْوى.. فقال: إن أمير المؤمنين مدعوّ إلى الحكم، فلا تقم له أحداً إذا خرج، فقال أبو جعفر: والله يا ربيع لئن دخَلْتُ المسجد فقام إليّ عمران ابن هيبة والله لا يلي لي عملاً أبدا، فدخل المسجد، وكان ابن عمران مختبياً، فلما رآه حلّ حبوته واتّكى: فقال له الذي على رأسه: بأي شيء أنادي بالخلافة، أو باسمه؟ قال: باسمه.. فناداه فتقدم إليه فقضى عليه، فلما أراد أن يقوم، قال: يا أمير المؤمنين : بنو فلان يتظلّمون منك، فإما أن تحضر معهم، أو توكّل وكيلاً يقوم مقامك، قال: هذا الربيع يوكّله أبوجعفر. فلما قام قال أبوجعفر: إذا فرغ قابلني به، فلما دخل عليه قال: ما حملك على ما بلغني عنك؟ قال: ما هي؟ قال: لا تسلم على الناس تيهاً، قال: وماذا؟ قال: ولك مكيال ناقص. قال: وماذا؟ قال: لا تشهد الصلاة في جماعة، قال: أو غير ذلك يا أمير المؤمنين؟. قال: لا. فقال: أما تركي السلام على الناس، فإن القاضي إذا سلّم على الناس ذهبت هيبته.. أخرجت من ذلك؟ قال: نعم. قال: وأما مكيالي الناقص.. فإني لا أبيع به ولا اشتري، وإنما أفرض به على عيالي.. أخرجت منها؟ قال: نعم.. قال: وأما تركي الصلاة في جماعة، فإني رجل مثقل البدن، فإذا صليت في جماعة، لم يتم لي إكمالها.. أخرجت منها؟ قال: نعم.. وأمر له بمال هو في أيدي ورثته إلى اليوم )أخبار القضاة لوكيع 1: 193 194(.