أثنى عدد من وكلاء وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على فكرة وأهداف معارض وسائل الدعوة إلى الله (كن داعياً) التي بدأت الوزارة في تنظميها منذ عام 1422ه متنقلة بين مختلف مدن ومحافظات المملكة ، مؤكدين أن اقامة هذه المعارض الدعوية وتعميهما على جميع مناطق المملكة خطوة في الاتجاه الصحيح من شأنها أن تعرف الناس على اختلاف فئآتهم وثقافاتهم بوسائل كثيرة من وسائل الدعوة إلى الله ، وتبصيرهم بها ، وتحفيزهم نحو خدمة الدعوة إلى الله بكافة مجالاتها. جاء ذلك في تصريحات لهم بمناسبة الدورة الثالثة عشرة للمعرض الذي يفتتح اليوم في محافظة خميس مشيط. ففي البداية، وصف فضيلة وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري معارض (كن داعيا) بأنها صورة صادقة لواقع الدعوة إلى الله في المملكة العربية السعودية وما تحظى به من دعم ومؤازرة من قبل ولاة الأمر فيها حفظهم الله في يسير أمورها وكبيرها. وقال : إن المعرض يكتسب أهميته من كونه سيتيح الفرصة للقاء الدعوة الكبير في هيئاتها والأشخاص المعنيين بها، كما يتيح للمجتمع كله في عرض الدعوة الثاني لتلقي الخبرات، وتعرض المساهمات، وتجسد العطاءات، وتشاهد المنجزات بالصوت والصورة. وبين فضيلته أن قيام الوزارة بتنظيم معارض وسائل الدعوة الى الله» يعد منشطاً دعوياً من مناشط الدعوة الى الله، إذ إن كل ما يبين للناس الطريق المستقيم، وسبيل الهدى والرشاد وفق الكتاب والسنة، فهو من سبيل الدعوة الى الله. وأن أساس الدعوة الى الله منهجها ثابت وفق المنهاج النبوي، أما الوسائل فمتغيرة ومتطورة، وتأخذ أشكالا عدة، منها اللسان، والكتابة، والطباعة، والمجلة، والكتاب، والمطوية، والسلوك، والشريط المسموع، والشريط المرئي، والمراسلة، والحاسب الآلي، والإنترنت» شبكة المعلومات الدولية. وأعتبر السديري رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز آل سعود للمعرض ، دفعاً ودعماً لأن يحقق هذا المعرض أهدافه ، وشكر المؤسسات الرسمية، وغير الرسمية العاملة في مجال الدعوة إلى الله ودعوتها للتنسيق مع الوزارة ، لتنظيم الجهود، وتنسيقها لأن الهدف واحد والغاية مشتركة. الاهتمام بالدعوة ومن جهته ، نوه وكيل الوزارة للشؤون الاسلامية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله العمار برعاية سمو أمير منطقة عسير لحفل افتتاح المعرض ، وفعالياته ونشاطاته المختلفة ، وقال : إن هذه الرعاية تأتي في إطار اهتمامه بالأعمال الدعوية التي تخدم المسلمين، وترشدهم أينما كانوا، وتمشيا مع ما تسير عليه المملكة من حرص متنام على الدعوة الى الله ونهج قائم على نشر العقيدة الإسلامية الصحيحة، وفضائل الإسلام في الداخل والخارج. وقال في تصريح مماثل إن الدعوة إلى الله تعالى من أشرف الأعمال وأفضلها، يقول الله سبحانه وتعالى: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية» وجاءت الآيات والأحاديث النبوية تبين فضل الدعوة، وشرف القائمين بها إذ هي مهمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فالدعوة هي طريق الرسل ومن اتبعهم الى يوم الدين، ويقول الله تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) فالدعوة الى الله حمل لهذه الأمانة التي أوجبها الله على خلقه من أجلها خلقهم، يقول سبحانه وتعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). وشرح الشيخ العمار أن الدعوة هي استسلام لأمر الله ، استسلام لأمر الله، والخضوع، له وتنفيذ تعاليم القرآن الكريم، وهي دعوة لتوحيد الله بأفعاله وبأفعال المخلوقين لله سبحانه وتعالى. كما أن الدعوة تهتم بأحوال المدعو من حيث اختيار الأساليب والوسائل المناسبة ومراعاة حال المخاطبين، يقول الله تعالى: (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)، ويقول الله عز وجل: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة). مبينا أن الدعوة تحتاج للحكمة والرفق واللين ومراعاة أحوال المخاطبين والتدرج في دعوتهم بالعقيدة ابتداء عملا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه حين أرسله الى اليمن: فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فبدأ بالتوحيد ثم بالصلاة وهكذا.. فلابد للداعية أن يلاحظ أن هناك تأثيرات نفسية، وميولاً، وعقائد، وثقافة، ومفاهيم خاصة للمدعو لابد أن يراعيها في وسيلته سواء الحسية التي تستثير الأحاسيس الطبيعية في الإنسان أو العقلية التي يستعمل فيها الكتاب الجيد، والحجة البينة، والاقناع العقلي من خلال الحوار والندوات والمحاضرات المعدة إعدادا جيدا. واستهل وكيل الوزارة للشؤون الادارية والنفية سعود بن عبدالله بن طالب بالتأكيد على أن هذه البلاد المباركة ومنذ تأسيسها قامت على الكتاب والسنة ، وعلى خدمة شرع الله ونصرة الدين واعلاء كلمة التوحيد ، وخدمة الدعوة إلى الله ، ونشر دينه في جميع الأرجاء بالحكمة والموعظة الحسنة قال تعالى : (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال سعادته: عندما وفق الله - عز وجل - الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - إلى توحيد أجزاء المملكة تحت راية الاسلام اتنى بالدعوة إلى الله تعالى عناية تامة ، واتخذ في سبيل ذلك جميع الوسائل والامكانات ما كان موجودا من قبل، وما استجد منها، فبالإضافة الى منبر الجمعة، والخطابة والشعر والأدب، استغل في الدعوة الله تعالى الجرائد، والمنشورات والمذياع والهاتف، وغير ذلك. وواصل سعود بن طالب قائلاً: وقد استمر أبناء الملك المؤسس رحمه الله على هذا المنهج الرشيد في العناية بالدعوة الى الله، وتسخير جميع الوسائل والإمكانات في نشر الإسلام بين العالمين، بقيادة خادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله ورعاهم وكان من أعظم الوسائل في ذلك إنشاء وزارة تعنى بالشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وهي الوزارة التي تعنى بتوجيه سديد ومتابعة حثيثة من لدن معالي الوزير باستخدام جميع الوسائل المتاحة، واستثمار كل السبل المشروعة في خدمة واجب الدعوة الى الله تعالى، وخاصة أننا نعيش في عصر تطورت فيه وسائل الاتصالات، وبلغت درجة كبيرة من التعدد والرقي، حتى صار العالم كله يشبه قرية صغيرة، وذلك يستوجب من المسلمين أن يستغلوا جميع تلك الوسائل في الدعوة الى الله، ونشر الإسلام. وأبرز أن تنظيم الوزارة لمعارض (كن داعياً) ، وتعميمه على جميع مناطق المملكة، يأتي إدراكا منها بأهمية وسائل الدعوة المسموعة والمقروءة والمرئية، وما يرجى استخدامه مستقبلا، وتعريفهم بمختلف تلك الوسائل، والتشجيع على الاستفادة منها،وكيفية ذلك. مؤكداً أن رعاية سمو الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز للمعرض ، دليل ناطق على ما تلقاها الدعوة إلى الله تعالى، ونشر الاسلام من عظيم الاهتمام ، وبالغ الدعم والمؤازرة من لدن ولاة الأمر في بلد الدعوة، وموطن المقدسات ، ومهبط الوحي ، ومهد الرسالة. وأعرب وكلاء وزارة الشؤون الاسلامية - في ختام تصريحاتهم - عن شكرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين ، وسمو ولي عهده الأمين ، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - على ما يولونه لأحوال المسلمين من اهتمام ، وعلى الدعم غير المحدود الذي تلقاه الجمعيات والمؤسسات والمراكز الاسلامية والدعاة إلى الله في كل مكان ، داعين الله تعالى أن يوفقهم لخدمة الاسلام والمسلمين، وأن يجعلهم دعاة صلاح و هداية وأن يمدهم بالعون والسداد ، ويديم على هذه البلاد المباركة نعمة العقيدة والتمسك بالإسلام والرخاء والاطمئنان.