لقد كان يدرس في الصف الخامس الابتدائي.. انتهى من اختباره وتحدد موعد استلامه لشهادته في يوم )...( الساعة )...( لقد أخبر والده بذلك فرحاً بذلك اليوم وسرعان ما أخبر أيضا والدته واخوته في المنزل ولكنه ما لبث أن جاء يوم )...( إلا وقد ذهب مع السائق وحده لاستلام شهادته.. دخل على والده تغمره الفرحة بنجاحه وتحقيقه درجة «ممتازة» تبسم الأب ابتسامة عابرة وقبله وبادر بقوله )شاطر حبيبي( خرج الأب وأقفل الباب خلفه لأن لديه موعداً هاماً هو مضطر لترك المنزل من أجله أما والدته فهي منشغلة كل الانشغال بإخوته الذين يختبرون ولم ينتهوا من الامتحانات بعد!! ردة فعل باردة .. بل باردة جدا استقبل بها الطفل الناجح فهو لا يزال في الصف الخامس الابتدائي وقد نجح منه للسادس إلا أن الهم كله يدور حول أولئك الذين يدرسون في «التوجيهي» و«الجامعة» ونتائجهم وأسئلتهم واختباراتهم؟! قد يكون الأبوان معذورين أحيانا في بذل الكثيرمن الجهد النفسي تجاه أبنائهم الكبار إلا أنهم لابد وألا يهملوا نفسية أولئك الأطفال وفرحتهم بنتائجهم ودرجاتهم فكل عمر وله فرحته وكل شخص وله حدث يحركه ويفرح له بناء على عمره وظروفه وإدراكه ونحن إن كنا أبوين ولنا اطفال لابد وان نشاركهم فرحتهم بل ونجعل لهم منها موقفا يهز وجدانهم ليرسخ في ذاكرتهم كي نجعله دعماً لمواقف لاحقة فيما بعد فهذا الطفل إذا أهملنا إيجابيته فهو بالتالي ربما ينحرف عن مساره الايجابي ويتجه الى سلوك آخر يجد له من يدعمه وربما كان هذا السلوك سلبيا وحتى إن كان لدينا أولاد أو لنقل أبناء في مراحل متقدمة عليا فإننا لابد ألا نحبط الأصغر سنا بل حتى طفل الروضة لابد وأن نعطيه القيمة الإيجابية لنجاحه. إن القيمة لا تعني فقط أن أشتري للطالب «سيارة» لأنه نجح الى الثانوية بل لابد وأن أشعره بقيمة النجاح في هدية تتناسب مع التفكير وتطوير الوعي والادراك وتفتح آفاق التفكير ولا تتعجل في دفع الابن الى مافيه من المخاطر الشيء العظيم فشراء السيارة سيكون فيه مصيره مصير أي شاب مراهق )يفحط( بها هنا وهناك ولا شك أن الله بعزته وجلالته هو الحامي ولكن لا أضع «البنزين مع النار» وأنتظر؟! إن القيمة لابد وأن أترجمها بإيجابية تدعم السلوك السوي وفي الوقت ذاته تعلم الطفل وتجعله يشيد بحقيقة الإنجاز الذي قام به ولا ننسى إطلاقا ان الاستجابة للضغوط النفسية الناتجة عن الأبناء في تلبية هدايا معينة قد تكون خطرا عليهم إنما تحتاج الى السيارة في التملص من شراء هذه الهدية السلبية وإبدالها بما هو أكثر فائدة. صحيح أن الأمر قد لا يكون سهلا ولكن العنف أيضا مرفوض وإصرار المربي دائما يقابل بعناد المراهق بالذات فيجب ألا يكون المربي عنيفا بل لابد وأن يحقق الحزم مع التروي في كل خطوة من خطوات شراء ما يريد خاصة المراهق ومن كان مثلا قد حقق علاقة قوية بأبنائه وهو لا يحتاج الى ذلك المجهود الجبار إطلاقا!! E-mail:[email protected]