يأتي مسرعاً اليها .. يمنحها شيئاً من الحركة ثم السكون ثم الحركة ثم السكون وهكذا تارة تشعر بالاستقرار وتارة أخرى تشعر بتلك التحولات الغريبة بين الصراعات والتناقضات للرضا والسخط في العديد من المواقف والظروف الحياتية!! انه يتكشف وجوده الأمثل في كيانها القائم بذاته وتتراءى أمامه مسافات طويلة فيعتزم السير ليمارس قوة سلام على أرض واقعها المجهد بصراع الاسلحة في ميدان اللاءات وليس هذا فحسب بل يعتزم ان يعقد اتفاقا مع نفسه بأنه جدير في التعايش مع نموذجها الأمثل وبالتالي لابد من اختيارات تشير الى أهميتها وصدارتها على مختلف أموره المعيشية! وتبدأ حدة بين النقيضين في كل شيء ما عدا ان هناك شيئا مجهولاً يوجد نوعاً من التكافؤ النفسي في ملاءمة الظروف والتعايش السلمي بينهما، ولم تكن التجربة تختفي عند الانكسارات والعجز عن التواصل في المجمل الكلي للسمات الانسانية والعقلية التي ينفرد بها كل واحد منهما إلا ان هناك نوعا من المنفعة المتبادلة كاللغة التي تساعد على تسوية الصراعات حينما تلح الحاجة الى التفاهم المتبادل والثقة التي تولد الاحترام وتلغي جميع أنواع الشك وسوء الظن!! ان طريقته التي تظهر على أفعاله تجعلها في محك يصرعها بين ما أنتجته الظروف المحيطة به وتربيته التي تشربت شخصيته وواقعه الذي يجعلها بين مصدق ومكذب في الكيفية التي تتبدى على طبعه والتي تكشف لها العمليات العقلية التي تؤثر على تعبيره وطريقة تفكيره..! فهو يمارس النزعة الانسانية في السيطرة «عليها» ويضع جميع الاحتجاجات لكل ما يشعره بأنها قد تنشغل عنه او قد يحتل مساحات اهتمامها شيئا آخرغيره وبالتالي يبدأ بتقريعها تارة ثم يضعها في صراع مرير .. مؤلم مؤسف .. قاس وموجع حينما يلفظ عباراته بدون اعتبارات لمشاعرها وأحاسيسها .. بل يشعر بنوع من الانتصار الذي يمنحه القوة في قدرته على استلال الدموع من عينيها. انه يتيح لنفسه امكانية النفاذ الى أعماقها ليس تفهما ومساندة ودفعاً الى الأمام بقدر ما هو رغبة في السيطرة الى الحد الذي يفقدها استطاعتها على التميز بين الأشياء!! انه يأتي الى عالمها مسرعاً يختفي بنوع من الهروب الذي يجعلها تدرك ان الروابط بين الاحساسات والادراكات تخضع للتفاعل بين الذات أولاً وان ما يحيط بهذا قد يكون محيطاً بذاك وان ما قد تلفظه في هذا قد لا يكون موجوداً بذاك!!