هل أكتب عن الإنجاز الجديد في كل معانيه، حسبما تفرضه المناسبة، وطلب الاخوة الاعزاء في «الجزيرة»؟ هل اكتب عن «زعامة» الزعيم؟ هل استثمر المناسبة لتوجيه رسالة الى كثيرين انفتحت لهم ابواب الشهرة بانتسابهم «رسميا» لهذا الكيان الشامخ، وأن عليهم تدارك انفسهم قبل مواجهة امواج النقد، وتقصي السلبيات؟ هل اتحدث عن نجوم حققوا ما لم ينله غيرههم بعد بزوغهم وأنهم آيلون للانكسار اذا ما حاولوا «اللعب» بسمعة النادي؟! اعتقد انني لن آتي بجديد من جهة، وربما ان المناسبة لا تحتمل من جهة اخرى، لكن «اللبيب بالاشارة يفهم». وفي المقام ذاته، ولأنني لست ممن يجيدون عبارات التمجيد، آثرت الحديث عن نجم «عملاق» أراه دائماً الأفضل، وزاد إعجابي به أكثر تطور مستواه بعد انتقاله لناد كبير يكتظ بالنجوم، بل اثبت انه يفوق مستوى التوقعات، وكلما ارتفع مستواه، ازداد تواضعا، واصرارا على تقديم الافضل، ومنذ عرفت محمد الدعيع عام 1989م في اسكوتلندا مع منتخب الناشئين ابطال كأس العالم لم يتغير في طباعه ودماثة اخلاقه، كما اعجبني اكثر في التصاقه بأبناء ناديه الاصلي «الطائي» ومعايشتهم في كثير من المواقف. إنه نجم نادر، وفي هذا المقام من حقي الاشارة الى ما سبق أن اكدته حينما وقّع للهلال بأن قيمة انتقاله طبيعية جدا، وخالفني كثيرون اعترفوا فيما بعد انه «يستحق اكثر مما نال». لا تقلقوا فهو ليس من اللاعبين الذين يؤثر فيهم المديح سلبا، والعكس صحيح. وهنا اشدد على عدم اغفاله حقه في غمرة الافراح بانجازات، يأكل الجو فيها «الهدافون»، وكي ادلل على مدى الدور الفاعل جدا الذي لعبه محمد الدعيع في عدد من الانجازات، انوّه بتألقه في مباراة الصفاقسي التونسي حينما صد ثلاثة اهداف في الشوط الاول والنتيجة «1/0» للصفاقسي، و«لو» ولج احداها لتلاشت آمال الهلال، ولاسيما ان المستوى كان متهالكاً، وفي النهاية فاز الهلال «4/1» وكسب كأس النخبة بعد ان تعادل النصر مع الجيش السوري «2/2». كما لعب الدعيع الدور ذاته بأسلوب مختلف في الدور نصف النهائى من مسابقة كأس ولي العهد امام الاتحاد، فزملاؤه، كانوا يضيّعون ضربات الجزاء، بينما هو يتصدى لما بعدها، محييا آمالهم، وزاد في ذلك بنجاح قوي عندما سدد احدى الضربات باتقان، بيد ان زملاءه لم يستوعبوا دروسه، فخسروا امام تألق الحارس الاتحادي الواعد مبروك زايد. عودوا لمواقف اخرى ليس العام الحالي فحسب، بل الموسم الماضي ايضا، وكلي يقين ان ذاكرتكم اقوى مما في جعبتي حال كتابة هذا الموضوع. وفي هذا الصدد، لا اقصر الابداع ولا تحقيق البطولات على الدعيع، الذي بالمناسبة ساهم في بقاء بعض المدربين، بينما آخرون «عقدوا» هجمات مرتدة، او حاولوا التفرد بالتهديف في مباريات حاسمة، ولم يطوعوا خبراتهم لصالح المجموعة. وأزيد في احقيته بالثناء «عدم تذرعه بعدم وجود مدرب حراس». اهداف ملعوبة الفتى الذهبي «نواف التمياط»، عاش لحظات متناقضة في السويد، وفي الوقت الذي كان يتجرع فيه مرارة عملية الرباط و«همْ» طول فترة الابتعاد عن الملاعب، كان اسمه يصدح في اكبر احتفالات القارة الصفراء «افضل لاعب آسيوي». اهنئه على مشاعر كثيرين في شتى منتديات «الانترنت»، فهو لم يكسب هذا الود الجماعي الا لأنه نجم استثمر شهرته في جوانب فاضلة اولاها تعاطفه مع المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة واهتمامه بهم. مبروك الافضلية، مبتهلين للمولى العلي القدير ان يعجل بعودتك كما كنت وأفضل على الملاعب الخضراء. الامير سعود بن تركي رئيس نادي الهلال: شاب حيوي، افكاره ممتازة، ويملك الكثير من العوامل التي تجعله يبز كثيرين، لكنه حيّر الجميع بتمسكه بالمدرب «سافيت» والاقوى حيرة عدم تعليقه على ما يحدث!! يطالب الهلاليون بمهاجمين وصانع لعب، في حين ان الدفاع مضطرب، وثمة امر مهم، بل عامل رئيسي ان لم يكن وحيدا في تدهور المستوى العام للفريق واللاعبين، وهو استمرار المدرب الحالي! تمسكوا بروني وتوليو فهما جيدان، ولكن المشكلة في طريقة التدريب اولا، والتكتيك ثانياً. الخطوة الاهم قبل مونديال اسبانيا الذي يعني «تشريف الوطن الغالي»، التعاقد مع مدرب معروف، يتكيف مع اسلوب اللاعبين، وليس مدربا «كبيرا»، كما ان الشهرة لا تكفي في مثل هذه المرحلة، يوازي ذلك التركيز على استفادة الفريق من المونديال «مستقبلا». الاهم والواجب فعله عاجلا، عقد اجتماع لأعضاء الشرف تُحدد فيه استراتيجية العمل والتعامل، ومناقشة متطلبات الطرفين «اعضاء الشرف والادارة». غدا .. في جدة .. بطولة من الصعب التفريط في كأسها، والمسؤولية تقع اكبر على اللاعبين ولا سيما نجوم الخبرة، وهذا ليس مطالبة بتهميش دور المدرب والادارة، بل لابد من تفعيل كل دواعي الاحترام والثقة، لكن الذي ارجحه ان يواصل المدرب خططه العكسية تشكيلا وتكتيكا، والمطلوب من اللاعبين مضاعفة الجهد واستثمار خبرتهم كي يظفروا بكأس جديدة في كل معانيها «كأس خادم الحرمين الشريفين»، آملين ان يقدموا مع اشقائهم في الاسماعيلي المصري نزالا ممتعاً. لا تلوموا بعض اللاعبين «لو» هبط مستواهم، فالسبب الرئيسي تدريبي! ختاماً .. المناسبة «احتفالية هلالية للوطن» ولابد من عدم الخروج عن النص. تحياتي ..