انطلق من جدة مشيا على الأقدام قاصدا العاصمة مرورا بالساحل الشرقي لبلدنا فالمناطق الشمالية والجوف والوسطى والجنوبية ثم العودة الى محطة الانطلاق الأولى. الرحالة السعودي مخلد خالد العتيبي «مدرب رياضي بالحرس الوطني للقطاع الغربي» يحمل رسالة انسانية عظيمة حمل مشعلها المسؤولون في هذه البلاد، ورعاها فقيد الرياضة والشباب المرحوم الأمير فيصل بن فهد وخصص لها جل اهتمامه وهي الاهتمام بالمعاقين تلك الشريحة التي قدر الله لها ان تكون كذلك فاقدة احدى حواسها البشرية التي تعينها على الحياة مثل أقرانها السويين ولكنها لم تفقد إيمانها بدينها وولائها لوطنها وإخلاصها لمليكها .. فها هم أبناؤنا المعاقون يساهمون في بناء بلادهم متسلحين بالعلم والعمل. الرحالة العتيبي حمل كل ذلك ودار به أنحاء المملكة في رحلته الثالثة مشيا على الأقدام .. «الجزيرة» التقته في رفحا فتحدث عن صعوبة رحلته لأن هدفها عظيم وهو دعم المعاقين وجمعياتهم الخيرية في كافة أنحاء المملكة . ولم يخف العتيبي إعجابه بتفاعل أبناء هذا البلد الطيب مع رحلته وأهدافه الإنسانية مؤكدا ان فكرته انطلقت أساسا من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي . واليكم البداية: قال الرحالة مخلد بن خالد العتيبي «ثانوية تجارية لغة انجليزية متزوج وأب لخمسة أطفال» ان رحلته فكرتها من الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي ومن نائبه، وقد تلقيت الدعم والتشجيع واتفقنا على اختيار صورة فقيد الرياضة والشباب الأمير فيصل بن فهد آل سعود رحمه الله وهو يحمل طفلة معاقة شعاراً لرحلتنا الطويلة من أجل الإعاقة والمعاقين وهذه الصورة هي آخر صور المرحوم والتقطت قبل وفاته يرحمه الله بثلاثة أيام. ويضيف: وهدف الرحلة واحد وهو حشد الدعم والتأييد لجمعية الأطفال المعاقين في الرياض وفي باقي مناطق المملكة، والتعريف بمهام وأهداف وأعمال هذه الجمعيات التي تعنى بتلك الشريحة الغالية في المجتمع وهم فئة المعاقين، وقد تشرفت بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان آل سعود وأوصاني شخصيا بالتبليغ عن أية حالة إعاقة ربما خجل صاحبها أو أهله من إلحاقها بالجمعيات وبالدور التي ترعى المعاقين. أيضا عن هدف آخر وهو تخليد ذكرى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز يرحمه الله الذي قدم الكثير والكثير لهذه الفئة من داخل المملكة وخارجها. ü متى كانت بداية الرحلة؟ البداية والانطلاقة كانت من مدينة جدة بتاريخ 4/11/1421ه برعاية الأمير فيصل بن عبد الله ايضا قام بالمسيرة معنا وذلك للمساهمة والتشجيع لهذه الفكر وتم نقل الانطلاقة في معظم القنوات الفضائية. وتستمر الرحلة مشيا على الأقدام بمعدل خمسين كيلومترا لمدة خمسة أشهر. ü هل واجهتك صعوبات في رحلتك؟ لا توجد صعوبات حقيقية بفضل الله أولاً ثم بمتابعة المسؤولين وتشجيعهم وكذلك الاستقبال الحافل الذب غمرني به الأمراء والمحافظون في كافة المناطق ولكن واجهتني مشكلات خاصة مثل تعرضي لوعكات صحية نتيجة اختلاف المناخ والطقس في المملكة من مكان لآخر بحكم كبر مساحة بلادنا حماها الله، أيضا إصابتي ببعض الآلام والجروح في الأقدام لكثرة المشي مما أخرني عن البرنامج المحدد في بعض الأشياء. وأضاف ولا أخفيكم انني فوجئت ببرودة الجو ليلا في منطقة الحدود الشمالية ناهيك عن وجود بعض الثعابين والعقارب التي أجدها كلما نويت المبيت والإقامة!! ü حظيت رحلتكم هذه بدعم كبار المسؤولين في الدولة .. ما أثر ذلك على استمراركم وحماسكم؟ بلا شك أكسبني ذلك الكثير من الثقة بالنفس وبعظم الرسالة التي أحملها للمجتمع ولا أنسى مقابلة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز آل سعود مما أعطاني حماسا زائدا نظير التشجيع المستمر بعدما استمعت اى كلماتهما الحانية. كما لا أنكر الدور المعنوي الكبير الذي منحني إياه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل وتأييدهما للفكرة. أيضا أشكر صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وكيل الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية. ولأن الرحلة مرتبطة بالمعاقين فقد تشرفت ايضا بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الذي شجعني كثيرا مما ترك في نفسي أثراً كبيرا مثلما تركه السابقون من رجالات الدولة ومسؤوليها. ü كيف بدأت معك رياضة المشي بهذه المسافات الطويلة؟. هذه الهواية نشأت معي منذ الصغر وكنت أمارسها أثناء الدراسة في بريطانيا ولمسافات طويلة جدا ، وبلاد أوروبا عموماً تشجع رياضة المشي وتقيم لها الأندية الخاصة وأنا الآن مفرغ من وظيفتي لهذا الغرض الرياضي والانساني بفضل دعم ومتابعة الأب الروحي لأفراد الحرس الوطني في القطاع الغربي الأمير فيصل بن عبد الله . وقد أشركت ابني متعب معي في المسيرة من جدة الى مكة مشيا على الأقدام ثم عاد الى جدة لارتباطه بالمدرسة وقد أجريت فحوصا طبية على القلب والرئتين قبل الشروع في هذه الرحلة وسبق وأن قمت بمسيرات مماثلة الأولى بمناسبة شفاء مولاي خادم الحرمين الشريفين وذلك عام 1416ه واستغرقت سبعة وثلاثين يوما «37» يوما وكانت من البحر الأحمر الى الخليج العربي. والثانية كانت بتوجيه من سمو ولي العهد الأمين تحت شعار «نعم للسلام العادل» وكانت انطلاقتها من باب السلام بمكةالمكرمة الى باب السلام في المدينةالمنورة ثم الى القدس الشريف. ü ما برنامجك اليومي للرحلة؟ استيقظ في الرابعة صباحاً وانطلق مشيا على الأقدام حتى الحادية عشرة صباحاً ثم نستريح حتى الساعة الرابعة عصرا وننطلق منها الى العاشرة مساء وأقطع يوميا ما بين «50» الى «60» كيلومتراً ، أما الأكل فأكثره من التمر والبسكويت، ولم أتناول الكبسة منذ عدة أشهر مضت!!