تماماً وكما كان متوقعاً بالضبط أتى مهرجان البحرين الدولي للأغنية المصورة هزيلاً وفاشلاً في كل شيء، تنظيم سيىء ومجاملات بالجملة وأحداث دراماتيكية لا يسعني إلا ان أقف قبالتها مبتسماً لهذه المأساة والسيناريو التراجيدي الذي حدثت فصوله بالمنامة. كل المهتمين بالفن والعاملين عليه في السعودية يدركون تماماً من يكون حلمي بكر وماذا يدخر في بطانته من حقد وكره على المبدعين السعوديين من فنانين وملحنين وممثلين وكتاب وخلافهم. وهذه الكراهية والحقد قد بانت وتكاملت فصولها تماماً في هذا المهرجان بعدم حصول أي فنان سعوي على جائزة من جوائز المهرجان وحتى لا اتهم بالعنصرية «الفجة» دعوني أعدد لكم فناني المملكة الذين فاقت شهرتهم المحيط الجغرافي ليصبحوا مطلباً في كل مهرجان عربي وأصبحنا نسمع أغانيهم الخاصة في كل دولة من بلاد وطننا العربي الكبير. وكم من مهرجان عربي شهدنا فيه ابداعات فناني المملكة بمشاركات فاعلة وقوية وكل مهرجان اقيم لا يخلو من فنانين اثنين في المتوسط من السعودية ألا يصب هذا كله في خانة النجاح والنجومية التي تستحق ولو جائزة واحدة من جوائز هذا المهرجان «الأعرج» الذي «عرّج» بقصد عن اضفاء الحيادية في توزيع الجوائز وقتل عن عمد روح التنافس الشريف الذي كنا نظن إلى وقت قريب بأنه هو السائد على أروقة الفنون وعلى القائمين بأمرها من منظمي المهرجانات العربية داخل نطاق وطننا العربي الحبيب. انني لا ألوم حلمي بكر وأمثاله الذين ما فتئوا يحملون من البغضاء والعداوة ما يحملون لمطربي هذا البلد المعطاء الذي انجب الراحل العملاق صوت الأرض طلال مداح ومن بعده فنان العرب محمد عبده وعبادي الجوهر وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد والقائمة حبلى بالكثير من المبدعين أمثالهم لا ألوم حلمي بكر وأمثاله الذين غيب عنهم «تعنصرهم» الأعمى أباطرة النغم واللحن من السعودية من ردهات الجوائز ولكنني فقط ألوم القائمين على امر هذه الكوارث التي تحدث ويسمونها مهرجانات يدفعهم في ذلك «درايكولا» سحناتهم وحبهم الباذخ للظهور. ولد هذا المهرجان أعرج حينما غاب عنه أساطين الطرب وحسنا فعل فنان العرب محمد عبده حينما لم يمرغ اسمه بالوحل بالحضور واكتشف في وقت مبكر «خبص الدعوة» وأهدافها الخبيثة، وحسنا فعل المبدع خالد الشيخ عندما كرر ذات السيناريو رغم ان المهرجان كان قد اقيم في موطنه وكذلك لم يحضر الفنان عبدالكريم عبدالقادر وعبدالوهاب الدوكالي وعبد المجيد عبد الله وراشد الماجد وغيرهم من النجوم. وأصاب المهرجان العمى والصمم حينما يشاهد الإبداع بعين صدئة.. أعماه عنه مجاملاته من جهة وحقده المزمن من جهة أخرى، وأصابه الصمم عندما لم يستمع لصوت العقل والمنطق وبات يوزع من جوائزه يمنة ويسرة مغلقاً اذنيه واحدة «بطينة» والأخرى «بعجينة» وتم لهم في الختام ما أرادوا فعليهم وعلى الفن السلام. وحلمي بكر الذي نصبوه على رئاسة تحكيم هذا المهرجان لم يكتف بمواقفه العدائية الفاضحة تجاه الفن السعودي بل تخطاها كثيراً في استفزاز واضح وتحد سافر لم نعهده من قبل ولم يجرؤ لأحد من قبله او بعده ان يجاهر به فحلمي هذا لم يختر أي فنان سعودي لأوبريت الحلم العربي الذي قام بالإشراف عليه وصرح لبعض المقربين منه بأنه لا يقتنع بالفنان السعودي، وثالثة الأثافي، انه حاول بكل ما أوتي من قوة من خلال حملة تصريحات صحفية منذ سنوات أن يجرد فنان العرب وعملاق الأغنية محمد عبده من لقبه الذي أصبغه عليه الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ورسخته فيما بعد الجماهير العربية من محبي الطرب الأصيل، فكيف لنا ان نأمن شره وهو رجل يسعى لهذه المصائب والكوارث؟