ذكرت دراسة علمية حديثة أن الرغبة في اللهو وقضاء وقت ممتع باتت تسيطر على الألمان لدرجة أفقدتهم الاهتمام بمساعدة الآخرين، وأوضحت الدراسة ان 77 بالمئة من الألمان الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و26 عاما لا يعتقدون بوجود أي متعة في مساعدة الآخرين، وحذر الباحث هورست أوباشوسكي الذي يقوم برصد السلوكيات الاجتماعية للألمان من أن برامج التسلية التي يقدمها التلفزيون تؤدي الى تآكل الضميرالاجتماعي الألماني، ، ودعا الى التخلي عن ثقافة اللهو وإلا فإن نوعية الحياة التي نعيشها في ألمانيا سوف تتدهور، وتوصلت الدراسة التي أجراها اوباشوسكي لصالح معهد دراسات أوقات الفراغ بمدينة هامبورج الى هذه النتائج بعد سؤال حوالي ألفي شخص تزيد أعمارهم عن 14 عاما حول مفهومهم عن اللهو، ، وكان الباحثون قد طرحوا السؤال ذاته على عدد مماثل من الشباب عام 1990م، وقال أوباشوسكي ان الشباب كانوا يرغبون قبل 11 عاما في اللهو كذلك ولكن هذا الاتجاه أصبح الآن ملحوظا لدى الشعب الألماني ككل، ، وأوضح أن الغالبية العظمى من الأفراد يفكرون في أنفسهم عندما يتحدثون عن رغبتهم في اللهو، ، وذكر أن هذه الحالة تنطبق على 55 بالمئة من الألمان الذين تزيد أعمارهم عن 29 سنة، ، وقال انه يمكن رصد هذه القيم لدى سائر أفراد المجتمع، وأظهر البحث أن الأفراد أصبحوا أقل اهتماما بالأنشطة التي يشتركون فيها مع غيرهم ويميلون الى عدم ربط هذه الأنشطة بمفهوم تمضية وقت طيب لديهم، وترتبط نتائج هذا البحث مع نتيجة إحدى الدراسات التي قام بها معهد النباخم لقياس اتجاهات الرأي العام والذي يحظى بمكانة عالية في ألمانيا، فقد أظهرت الدراسة أن الأفراد في ألمانيا أصبحوا أقل تأثرا هذه الأيام بالدوافع الاجتماعية مثل الجيرة الحسنة وتحمل مسؤولية الآخرين، ويلقى أوباشوسكي باللوم على البرامج التلفزيونية السخيفة، ويقول ان الناس يرغبون في اللهو كرد فعل للضغوط المتزايدة في الحياة الحديثة، ، غير انه يرى بارقة أمل في الأفق حيث يقول ان هناك مؤشرات على أن الرغبة في أن يستمتع الشخص بمفرده سوف تتقلص،