إن إنجاز صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية المتمثل في تحقيق الاتفاقية الأمنية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية يعتبر إنجازاً تاريخياً.. ليس لأنه يؤطر المجال الأمني باتفاقية أمنية تعني التنسيق في المجالات الأمنية مثل الجريمة ومكافحة الإرهاب، والمخدرات، والتهريب، والتعاون فيما يتعلق بالنواحي الأمنية بصفة عامة مثل الحدود والمعلومات، ومستوى الشرط والتفاصيل الدقيقة الأمنية .. التي لا مجال لذكرها هنا.. بل إن الانجاز التاريخي يكمن في صياغة تلاحم انساني اسلامي بين دولتين من أقوى دول المنطقة .. لديهما من الامكانيات الطبيعية والثقافية والسياسية والعسكرية والتاريخ الحضاري الاسلامي ما يجعلهما قوة ضاربة في المنطقة أمام كل ضغط أجنبي أيّا كان .. وكما أشار سمو الأمير نايف بأن هناك أياد خفية أجنبية تحاول تفريق شمل هاتين الدولتين الضاربتين الجذور في الشرق الأوسط منذ زمن ليس باليسير .. وظروف بعض الدول العربية التي جعلت سموه يفصل بقوله: إن المملكة وقفت مع العراق لأن جنوبه مهدد بالاحتلال، وبموجب ميثاق الجامعة العربية الملزم بالوقوف مع العراق .. وقفت المملكة مع العراق .. والآن هناك متغيرات، ومعطيات جديدة ومنعطفات تدعو الى الاتفاق والنظر الى الأمور بعين الموضوعية والحكمة للوصول للاستقرار والهدوء الذي فعلا تحتاجه المنطقة لتنمو وتزدهر. ولقد كان اجتماع صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز مع الرئيس الايراني في السنغال خلال المؤتمر الاسلامي ثم مشاركة سموه في مؤتمر القمة الاسلامي في طهران، وبعد ذلك زيارة سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز لايران دوراً في الوصول الى هذه الاتفاقية التي سعت الى تسوية كثير من الأمور بين المملكة ودول الخليج العربي .. هذه الاتفاقية التاريخية التي توصل اليها سمو الأمير نايف مع الايرانيين خطوة كبيرة على جميع المستويات السياسية والثقافية والعسكرية والاقتصادية أتمنى ان يستفيد منها دول الخليج العربي .. حيث إن سموه لم يصل الى هذا الرأي الا بعد تفكير طويل، وحكمة، ودراسة واستشارة وصبر طويل على التعامل مع المعلومات المختلفة المشارب والمصادر. وهناك قضايا دولية واسلامية سوف يتم التعامل معها من منظور جديد بحكم الاتفاق بين هاتين الدولتين واقترابهما بلا شك يغني عن وجود آليات من خارج المنطقة!! إن سياسة الانفتاح التي انتهجتها ايران منذ مجيء الرئيس محمد خاتمي وافقت قبولاً سعودياً ينادي بالتضامن مع شعب ايران المسلم.. والايرانيون أنفسهم أقدموا على ذلك شعبا وقيادة.. لقد كان استقبال ايران لسمو الأمير نايف مؤشرا لفرحتهم بهذا التلاحم.. فلقد قابل سموه الرئيس خاتمي وأمين المجلس الأعلى القومي الدكتور حسن روحاني ووزير الخارجية الدكتور كمال خرازي ورئيس مجلس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني ورئيس مجلس الشورى مهدي كروبي، ونظيره وزير الداخلية الايراني عبد الواحد موسوي لاري.. وكان حديث صحف «همبستكي» و«انتخاب» و«الوفاق» و«حيات لو» و«كيهان العربي» وغيرها مثل صحف نورور الاصلاحية جميعها يبارك هذه الزيارة والاتفاقية وتجمع على ان هذا الاتفاق يصنع الاستقلال الاقليمي في منطقة الخليج، ولقطع الطرق على المتربصين بالمسلمين، والذين يصطادون في الماء العكر. بقي ان أشير الى ان حضارتنا الاسلامية تمتلك آدابا ايرانية فارسية وفكراً ايرانياً وحضارة ورسالة أشار اليها وزير الثقافة الايراني.. الذي تمنى ان يستفيد المسلمون منها في تناولاتهم للمعطيات الجديدة العالمية وفي تعاملهم مع القضية الفلسطينية واستعادة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وعودة القدس والتأثير على الموقف الدولي. ... الاتفاقية تحتاج الى الكثير من التفصيل لأنها تاريخية .. لذا شكراً صاحب السمو الملكي الأمير نايف على هذا الجهد التاريخي الكبير ونفع الله به الأمة. [email protected] ص ب 90155 رمز 11633 الرياض