بعد تداول حفل بالعديد من المفاجآت وسيل جارف من الأنباء والتوقعات والتحليلات السلبية أنهت مؤشرات الاسهم الامريكية في وول ستريت تعاملات أمس على ارتفاع طفيف كان حدوثه اقرب للمعجزة بالنظر الى الكم الهائل من البيانات والتوقعات المتشائمة والذي كان أبرزه التحذير الذي أصدرته شركة Cisco sys عملاق شبكات الانترنت بعد اقفال الاثنين بخصوص تراجع أرباحها في الربع الثالث من العام 2001م وعزمها تخفيض مصروفاتها عن طريق إلغاء 8500 وظيفة وذلك بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي، وكان البيت الابيض قد أصدر تصريحا للرئيس الامريكي اثر هذه البيانات تضمن تلميحات باحتمال خفض الضرائب كحل أمثل لتخفيض الضغوط على الاقتصاد في المدى الطويل، ولعل ما يفسر صعود وول ستريت في اللحظات الأخيرة ان السوق كانت تنتظر اعلان Cisco بشغف حيث ان زيادة الضغوط الى حد معين على الأسهم والذي اكمله اعلان الشركة سيزيد احتمالات خفض الفائدة وربما تكون السوق قد شارفت على الخروج من عنق الزجاجة بتوقعات الشركة التي قد تكون أقل سوءا مما توقعه المستثمرون واستعدوا لاستقباله، تجدر الاشارة الى ان Cisco sys تعد إحدى الشركات العملاقة على مستوى العالم من شبكات الانترنت ويزيد رأس مالها على 125 مليار دولار فيما يبلغ عدد موظفيها نحو 34 ألف موظف، وتغلب مؤشر ناسداك على جميع الظروف بعد ان كان منخفضا طوال التعاملات وحتى قبل الإقفال بعشر دقائق تقريبا ليصعد قرابة 13 نقطة «أي بنسبة 7، 0 بالمائة» مسجلا 1923 نقطة في نهاية التعاملات، وصعد مؤشر داو جونز حوالي 58 نقطة «تعادل نسبة 5، 0 بالمائة» ليستقر على مستوى 10216 عند الإقفال، وكان من ضمن البيانات السلبية التي صدرت خلال التعاملات تقرير وزارة العمل الذي أظهر ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 1، 0 بالمائة خلال شهر مارس الماضي وهو ما يعني ارتفاع معدل التضخم بالمقدار نفسه، كما حذرت شركة كوداك احد عمالقة صناعة الآلات ومعدات التصوير في العالم أمس عن هبوط أرباح الربع الثاني بسبب تراجع الطلب على مبيعاتها من الأفلام وعن عزمها الغاء 3500 وظيفة، وهبط سهم شركة Cisco قرابة 5، 3 بالمائة مستقراً في نهاية التعاملات عند سعر 6، 16 دولاراً للسهم بتداول تجاوزت كميته 175 مليون سهم، وكان سهم مايكروسوفت منخفضاً حتى أواخر التعاملات حيث ارتفع 1، 1 بالمائة مسجلاً 61 دولاراً للسهم عند الاقفال،