الابداع سلوك لا يتميز به إلا النوادر من الأفراد في المجتمع، وكثيرا ما تكون عملية اكتشافه وتوجيهه وتنميته في غاية الأهمية وذلك لما وهب الله لهؤلاء المبدعين من قدرات لا بد لها وأن ترى النور وتستثمر في عالم الواقع وتستغل فيما يرفع من شأن أصحابها ومن ثم مجتمعاتهم التي ينتمون إليها وذلك لأنهم يشكلون مرفقا هاما من المرافق التي تستند إليها هذه المجتمعات وبالتالي تساعدها على النهوض والتطور في كافة المجالات فمؤشر تقدم وارتقاء أي مجتمع يتوقف على مدى الاستفادة من قدرات ومواهب وابداعات أفراده. ولنبدأ بالمجتمع المدرسي وخصوصا المراحل المتقدمة منه والتي تكتشف وتنمي وتصقل فيه مثل هذه المواهب والابداعات، بمعنى أنه يشكل واحدة من اللبنات الأساسية في بناء المجتمع عامة شريطة الاستفادة والاستغلال لما فيه من مواهب وابداعات لدى الطلاب. وقبل أن نبحث عن المبدعين والموهوبين فيه ونحاول اكتشافهم نحتاج الى معرفة الصفات التي يتصفون بها فكثيرا ما تفسر بعض السلوكيات والظواهر والسمات التي يتسم بها بعض الطلاب عند ملاحظتها من قبل المعلمين خلاف ما تدل عليه، فقد نخطئ أحيانا في الحكم على طالب ما بأنه موهوب ومبدع أو عكس ذلك وهذه مسألة خطيرة جدا قد تفقدنا كثيرا من القدرات والامكانات الكامنة في البعض منهم والتي كما ذكرت آنفا المجتمع بحاجة إليها هذا فضلا عن الآثار النفسية المحبطة والتي قد تتولد لدى الطالب نتيجة سوء تقديرنا لإمكاناته أحيانا وحكمنا المجحف على بعض سماته وتفسيرنا الخاطئ لسلوكياته وتصرفاته، فمثلا لو وجد لدينا طالب يتسم بالانعزال والانطواء والاضطراب أحيانا فيجب علينا ألا نتعجل في الحكم عليه من جانب، كما أنه وإن كانت لديه بعض المشاكل والاضطرابات والأمراض النفسية فلا يمنع ذلك من وجود مواهب وقدرات وابداعات لديه وخصوصا إذا علمنا ان الانعزال والاضطراب والتوتر سمات سائدة لدى المبدعين والموهوبين كما بين كثيرمن الدراسات والأبحاث في هذا المجال، كما أن التعبيرعن المواهب والقدرات والابداعات من جانبهم يخفف عنهم كثيرا مما يشعرون به من قلق وتوتر واضطراب. فعلينا ان نضع هذا الشيء في اعتبارنا قبل الحكم على أي طالب تتوفر فيه مثل هذه الصفات أو السمات أو الأعراض التي تبدو عليه. عمر بن سليمان الشلاش المرشد الطلابي بمجمع الأمير سلطان التعليمي ببريدة