يعتبر مرض السكر من الامراض المنتشرة في المملكة وقد يكون معدل نسبة الاصابة به عالياً بالنسبة لبعض الدول الاخرى. ولكن هل الاصابة بهذا المرض تعني بداية النهاية للمريض؟ الاجابة بالطبع لا.. فعندما يصيب هذا المرض شخصاً ما، فما الواجب عليه عمله لكي يعيش معه حياة عادية وسعيدة. اولاً وقبل كل شيء على المريض ان يعرف ان الله سبحانه وتعالى قد كتب عليه ان يصاب بهذا المرض لذا عليه ان ويحتسب الاجر ويصبر ثم يعمل على التقليل من مضاعفاته لاقصى حد ممكن ومرض السكر كما هو معروف ينتج اما عن نقص من هرمون الانسولين المفرز من خلايا (بيتا) من البنكرياس او عدم استجابة الانسجة لهذا الهرمون. ونحن نعلم ان الهرمون مهم جداً في عمله وهو يتعامل مع السكريات والبروتينات والدهون في الجسم ونقصه او عدم الاستجابة له قد يؤدي الى اختلال كبير في التعامل مع هذه المواد داخل الجسم. لذلك يؤدي الى ارتفاع في نسبة السكر في الدم والى احتراق الدهون. والارتفاع الحاد في نسبة السكر في الدم قد يؤدي الى الغيبوبة اما الارتفاع المزمن ولفترات طويلة لنسبة السكر في الدم فقد يؤدي الى تأثيرات كبيرة على الشعيرات الدموية والاعصاب وبذلك يؤثر على اعضاء مهمة وحساسة في الجسم كالعيون والكلى والقلب والمخ والاعصاب. هذا وقد يفاجأ المريض بما لهذا المرض من مضاعفات خطيرة لكن اذا عمل بكل حرص على التحكم في نسبة السكر في دمه فبمشيئة الله قد يتأخر ظهور المضاعفات او تتوقف عن التقدم وربما تختفي بعض المضاعفات. فكيف يتحكم الانسان في نسبة السكر في دمه؟ هناك نوعان من مرض السكر النوع الاول عن نقص حاد في هرمون الانسولين اما النوع الثاني فهو الناتج عن عدم استجابة الانسجة لهذا الهرمون وهو النوع الاكثر شيوعاً وسوف اتكلم عن النوع الثاني من مرض السكر وهو ما يطلق عليه سكر الكبار لانه يصيب الاشخاص البالغين وقد تصل نسبته من 80% من مرض السكر بشكل عام. وطرق التحكم في نسبة السكر في الدم تكون كالتالي: 1 تخفيف الوزن: لان معظم المصابين بهذا النوع يكونون من ذوي الاوزان العالية فزيادة الوزن تقلل من حساسية الانسولين والوزن الطبيعي والمثالي يحسب كالتالي: الوزن المثالي (Body Mass Index)= الوزن كجم/(الطول سم)2 وتكون النسبة المثالية اذا كان الناتج عن 20 25كجم/سم2 اما اذا كانت من 2530 كجم/سم2 فيعتبر زائد الوزن. واكثر من 30 كجم/سم2 فيعتبر بديناً. لذا يجب ان يكون الوزن في المعدل الطبيعي. 2 الرياضة وهي مهمة جداً في زيادة تحسس الانسجة للانسولين وبذلك يعمل الانسولين بشكل افضل وتقل نسبة السكر في الدم. والرياضة قد لا تعني ممارسة كرة القدم او الجري او السباحة ولكن المشي وحده فقط قد يؤدي الى نتائج ممتازة جداً ولكن اذا كان بانتظام مثل ان يكون من 2030 دقيقة يوماً بعد يوم. 3 الالتزام بالحمية وهي اساسية جداً ويجب ان تحسب بطريقة صحيحة حسب العمر والوزن على ان تكون قليلة الدهون والسكريات خصوصاً (السكريات المكررة) كسكر المائدة العادي ولكن يستعاض عنه بالمحليات الطبيعية. وحساب كمية السعرات الحرارية ونوعية الاكل قد تحتاج الى اخصائي تغذية لحسابها. 4 الاهتمام بالقدمين وفحصهما يومياً من قبل المريض ولبس الحذاء المناسب وتقليم الاظافر بطريقة منتظمة. 5 التقيد بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب واتباع تعليماته ومتابعة المواعيد بانتظام. 6 الابتعاد عن التدخين لانه قد يضاعف احتمالية الاصابة ببعض المضاعفات كامراض القلب والشرايين. 7 التحكم في الامراض المزمنة التي ان اجتمعت مع مرض السكر فقد تتسارع المضاعفات كالضغط وزيادة نسبة الدهون في الدم. وهكذا نرى ان لم يتمسك المريض بهذه النصائح فقد يسبب له مرض السكر عواقب وخيمة. ولكن لا ننسى اخيراً انه بالايمان الكامل بالله والرضا النفسي بما كتبه لنا والتوكل عليه سبحانه وتعالى ثم العمل بالنصائح الطبية سوف يعيش مريض السكر كغيره من الناس الاصحاء حياة سعيدة تبعد عنه كوابيس مضاعفات هذا المرض. د. أحمد غرم الله الغامدي طب الأسرة والمجتمع