ما زالت كلمة معالي وزير المعارف الدكتور محمد الاحمد الرشيد مع بداية هذا العام الدراسي يتردد صداها تلك الكلمة التي نشرتها جريدة الجزيرة العدد 10201 في اول ايام دراسي 3 جمادى الآخرة 1421ه على شكل مقال مطور، وقد قرأها كل من له اهتمام بالعملية التعليمية، واشار فيها إلى ان الازمة التعليمية هي في جوهرها ازمة معلم لان المنهج لايمكن توصيله الا بمعلم وبين ان شعارنا الدراسي اقرأ اقرأ اقرأ في زمن قوة العلم وعلم القوة ووضح ان ابناء متعلمين يعنون وطناً قوياً يعلون جانب الحرية والعدالة واعمال العقل. من هذا يتبين اهمية المعلم الفاعل المطلع في بناء اجيال تسهم في رفعة الوطن وقوته فاذا كان المتعلم هو محور العملية التربوية فان المعلم هو عمادها وركيزه اساسية من ركائزها وحجر الزاوية في تطويرها، وهذا يتطلب رفع كفايته بعمله، ووعيه له واخلاصه فيه. كان ينظر قديما الى المعلم على انه مجرد وسيط لنقل المعلومات فحسب، ولكنه اصبح الآن هو القائم على عملية التغيير في المجتمع وبصورة ديناميكية فللمعلم تأثير كبير على طلبته وقد يمتد لسنوات طويلة من عمرهم فقد يعود بعضهم اليه بعد سنوات عديدة من تدريسهم ليقول احدهم مثلا: لقد غيرت مجرى حياتي بدروس لم تعد تذكرها لطول عهدك بها. ويمكن ان تذكر بعض صفات يتمتع بها المعلم الناجح: * يستهل كل حصة بحديث قصير يجذب به انتباه الطلاب ويثير اهتمامهم، ويتحدث معهم في امر ممتع يجذب الانتباه و يشيع جواً اسرياً واحداً يحترم بعضهم بعضا، يقومون بكل مايوجهه اليهم المعلم بنفوس راضية. * يخاطب الطلاب باسمائهم ويستخدم العبارات اللطيفة معهم، ويمتدح اعمالهم او سلوكهم ويشجعهم بالإطراء والمدح. * يسعى الى خلق مناخ ايجابي في الصف، فهو يستمتع بالتعليم مما يجعل وقت الحصة ممتعاً شكلاً ومضموناً للتلاميذ. ومما يفضي الى افضل تعلم حيث توجد الراحة النفسية لدى المعلم والفكاهة والمرح والمعنويات العالية، ويجعل صفه مكاناً يجد فيه الطلاب المتعة، وتسوده روح الود والتعاون لا الفوضى او الانشغال بامور اخرى غير التعلم او السرحان او التسرب الفكريDay Dreaming . * لايعتمد كثيراً في التدريس على اسلوب المحاضرة التي تؤدي الى عدم المشاركة الصفية او محدوديتها، والرجاء من كل معلم مسؤول عن تعليم ابنائنا ترك طريقة الإلقاء في التدريس لعدم جدواها تربوياً ونفسيا، فهذه الطريقة تدفع التلاميذ الى الصمت و تحفز قسما غير قليل منهم على التسرب الفكري والانشغال بأمور جاذبية * وعلى المعلم الفاعل ان ينوع اساليب وانشطة التدريس وعدم الاعتماد على المحاضرة او الالقاء الا عند الضرورة. * في الشرح يستعمل تعبيرات الوجه واليدين والجسم كله. فالمعلم الجيد ممثل جيد. * يقدم المكافآت ويستخدم اساليب التعزيز المناسبة والإثابة بدلاً من التجاهل والعقاب،. * يراعي الفروق الفردية فيهتم بالتلاميذ الاقل مشاركة وببطء التعلم. * في حالة توجيه الاسئلة يحرص على توزيعها على اكبر عدد ممكن من التلاميذ، وقبل طرح السؤال لا يحدد اسم التلميذ الذي يجيب بل يجعل جميع التلاميذ يفكرون في الاجابة ثم يختار احدهم ليجيب، فيوفر لتلاميذه فرصاً اكبر للمشاركة والتفاعل. فؤاد احمد البراهيم