لا تبخل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين بجهد او مال لمساندة الجامعات لأداء رسالتها. فما هي رسالة الجامعة؟ هل هي تنشئة أجيال من الموظفين الذين تحتاج اليهم اجهزة الدولة ومؤسساتها؟ هل رسالة الجامعة هي تسليح الشباب بالعلم من أجل العلم؟ هل رسالة الجامعة هي تحقيق طموح المجتمع للتحديث والتقدم والمنافسة في عالم يندفع بسرعة مذهلة في كل المجالات؟ اسئلة تتردد بلا نهاية، تعكس جميعها خطورة وأهمية دور الجامعات لخدمة أهداف المجتمع وهي تستحق من كل مواطن التأمل والمراجعة. اولا: فاننا مجتمع ملتزم بتراث حضاري أصيل متمسك بقيم ديننا الاسلامي الحنيف، لذا فان مهمة الجامعة الأهم هي تعميق احترام هذا التراث وتأكيد التمسك به، خصوصا ان هذا العصر يشهد ثورة معلومات هائلة تعرض شبابنا لأفكار ومعتقدات يتناقض بعضها مع جوهر عقيدتنا وميراثنا الحضاري. لذا فان شبابنا يحتاج الى اكتساب القدرة على صد ومواجهة كل ما يتعارض مع نقاء وطهارة العقيدة الاسلامية، وذلك بعقد ندوات دورية مع طلاب الجامعات لفهم هذه الأخطار وكيفية كشفها واكساب الشباب الثقة التامة بقيم المجتمع الأصيلة وكشف زيف تلك الأفكار الغريبة عن المجتمع وخطورتها. ثانيا: فاننا في مواجهة ثورة العلوم وسرعة مجالات التقدم في العالم الآن نحتاج الى شحذ طاقات شبابنا للمنافسة والمشاركة الايجابية في ركب الحضارة المتسارع بدور يستحقه شبابنا لما يتميز به من ذكاء وهمة، ويستحقه مجتمعنا لما له من أصول حضارية وانسانية عميقة الجذور، وذلك بان توفر الجامعات لطلابها احدث ما وصلت اليه المعارف والمهارات التي تضع شبابنا على قدم المساواة مع غيره من الشباب في البلاد المتقدمة، وان تتوفر الأساليب التربوية السليمة التي تحفز الشباب على التفكير السليم وذلك بتنقية المناهج وطرق التدريس من التلقين والحفظ، وتدعيمها بأحدث ما وصلت اليه طرق اكتساب المعرفة وأساليب البحث العلمي والاستقلال الفكري. ثالثا: فاننا في مواجهة احتياجات اقتصادية واجتماعية خاصة بمجتمعنا، فان الجامعات الى جانب انفتاحها على ثقافات العالم، مطالبة ايضا بالانفتاح على احتياجات وظروف بلادنا الاقتصادية حتى تتمكن من توفير طاقات علمية ومهنية قادرة على تحقيق اقصى قدر من الاكتفاء والنمو في المجالات الصناعية والزراعية والعلمية، وذلك بالتصدي بالبحث العميق لكيفية تأهيل شبابنا واكسابه المهارات العلمية والعملية التي تجعله قادرا على تحقيق التقدم وبأقصى قدر من الكفاءة. ان بلادنا العزيزة مؤهلة وجديرة بالمجد والتقدم لما لها من قيادة حكيمة مخلصة، ولما لها من تراث حضاري وديني أصيل، ولما لها من رصيد هائل من الشباب المتوثب للعلم، والقادر باذن الله على تحقيق المجد والرفعة لهذا الوطن العزيز باذن الله وتوفيقه. فهد صالح المرشود طالب بجامعة الإمام ببريدة