سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استرشد الملك خالد بسيرة والده المؤسس فأسهم منذ يفاعته في بعث نهضة المملكة سيرة ملك
اتسم الملك خالد في كل سلوكياته بخشية الله..فكان ذلك مفتاحاً لشخصيته الكريمة
جاءت الموافقة السامية الكريمة على انشاء مؤسسة الملك خالد الخيرية والتي تفضل بها مولاي خادم الحرمين الشريفين وتضمن الامر السامي عبارات مؤثرة لها دلالاتها تعكس العلاقة المتميزة التي تجمع بين ابناء الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن يرحمه الله. وتفاعلاً مع هذا الحدث الذي لم يبهج ابناء الملك خالد وحدهم..بل سر به كل من عرف خالد بن عبدالعزيز..وادرك دوره الريادي في توحيد قلوب المسلمين ولم شملهم، وجبر عثرات الكرام وقد كان يرحمه الله ملء السمع والبصر وشهد بمكانته المسلمون والعالم اجمع. وقد كان لي شرف ان احظى بتأريخ حياة الملك خالد في سفر سيرى النور قريباً جداً وهذه النبذة اليسيرة عن جلالته تسبق صدور الكتاب المشار اليه. نشأته وُلد الملك خالد خامس اولاد الملك عبدالعزيز في ربيع الاول عام 1331ه/1913م، خلال الايام التي كان والده مشغولاً باسترداد الاحساء من الاتراك، وقد استبشر بمولد ابنه خيراً واسماه خالداً. نشأ الملك خالد على اسلوب الملك عبدالعزيز في تربية ابنائه، والذي يقوم على مقولته المشهورة في التربية: الانسان يقوم على ثلاث فضائل: الدين والمروءة والشرف، واذا ذهبت واحدة من هذه سلبته معنى الانسانية. وقد حدد الملك عبدالعزيز، رحمه الله، لابنائه دائرة الادب التي يجب ان يحرصوا على التعامل في حدودها، وذلك في رسالة رائعة وجهها لابنائه الاربعة الكبار من ضمنهم الملك خالد، جاء فيها: من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل الى الابناء..سعود وفيصل ومحمد وخالد سلمهم الله تعالى: بعد ذلك: اربعة امور سأذكرها لكم ادناه وهي: اولاً: تكونون يداً واحدة فيما بينكم صغيركم يوقر ويمتثل امر كبيركم وكبيركم يعطف على صغيركم كما ان الصغير اذا رأى امراً ما يجوز من الكبير ان يبين له ذلك، ويقول الامر هذا لا يجوز منك..وعلى الكبير الاصغاء لاخيه الصغير، كماهو لازم عليه منا صحة اخيه الصغير. ثانياً: ان كل شيء آمر به او تدبيرا ادبره تنفذوه ولا تعترضوه، او تعارضوا من وكلت اليه امره. ثالثاً: كل ما سألتكم عنه او لزم لكم تصدقوني فيه بأي حال يكون. رابعاً: ان لا تعترضوا امور ماليتي لا الى قريبها ولا بعيدها، في قليل ولا كثير. هذا اربعة امور افهموها واحرصوا على تنفيذ موجبها، وكل شيء يصير منكم مخالفاً لشيء منها اجزموا انه سيكون سبباً لسخطي عليكم، وليكن ذلك معلوماً. 20 ربيع الآخر 1349ه وجاء الرد من انجاله رحمهم الله جميعاً: ادام الله وجودكم بعدلتم اياديكم الشريفة، كل ما ذكره جلالتكم اعلاه من الامور الاربعة تم فهمها، وان شاء الله نعمل حسب ما جاء به، وترون ما يسركم ويرضيكم بحول الله وقوته مملوككم الابن فيصل ، محمد، خالد، سعود 20 ربيع الآخر 1349ه وتحقيقاً لهذه الفلسفة العليا في التربية، حرص الملك عبدالعزيز على ان ينشئ ابناءه تنشئةً صالحة، التزاماً كاملاً بالدين مع مراعاة العادات. فاذا تدبرنا هذين الرافدين: الاسلام والصحراء، لادركنا عظمة هذا البحر الذي اشتمل في خافقيه على سمو الاسلام وعراقة الصحراء. «فالاسلام جاء من عند الله للناس جميعاً الى يوم الدين، وفيه ما يصلح لكل انسان، وما يصلح لكل مجتمع من اسس، وقيم، ووجهات، واتجاهات لا يرقى اليها شك ولا يصيبها ضعف، لانها من عند رب العالمين الذي خلقهم، وهو وحده اعلم بما يصلح وما لا يصلح». شاء الله برحمته وعنايته ان ينزل الدين الاسلامي في اهل الصحراء، فتعانقت قيم السماء وقيم الارض لتنشئ نظاماً انسانياً يصلح لكل زمان ومكان. فالتربية في تحديدها الشمولي المطلق: «نشاط انساني صنعته ظروف الحياة وصنعه معها اولئك الذين يعيشون ظروف هذه الحياة، والتفاعل بين الظروف والناس هو سبب اي نظام يقوم في مكان من الاماكن، وفي زمن من الازمان، وعماد هذا النشاط الفكر والتجربة، وميدانه مجالات الحياة كلها، وغايته بناء الانسان جسماً، وعقلاً، وخلقاً، ووجداناً، وروحاً وعملاً، ليكون نافعاً لمجتمعه في كل مجال من مجالاته، مخلصاً لمبادئه ومُثُله واتجاهاته في كل حالة من حالاته، وتتسع آفاق التربية الا سلامية، فتتعدى حدود المجتمع الى رحبات الانسانية كلها. فلا عجب ان وجدنا ان كل ابناء الملك المؤسس يجمعون بين طبيعة الصحراء وعاداتها وبين تربية الدين وشموله. وبجانب هذه النشأة المزدوجة التي تجمع بين تقاليد البيئة الصحراوية، وبين التربية الاسلامية، كانت هناك مشاركة تربوية عملية، هي ان الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه كان اذا سافر وابناؤه في معيته، فانهم لابد ان يصلُّوا الصبح معه، ثم يذهب كل منهم الى حيث يريد. وكان يخصص لكل واحد من اولاده مجموعة من المعلمين ورائداً يشرف على تربيته وتعليمه: ويختار لكل واحد منهم مجموعة من الاتباع في مثل سنه: لينشأ ويعيش معهم، اكلاً وشرباً وتعليماً، وحكمته في ذلك ان تتوثق عرى الالفة والمحبة بين ابنائه واتباعه، فاذا شب الامير، وجد في هؤلاء الاتباع حاشيةً من اخلص الناس. وانطلاقاً من هذه التربية المتميزة، عُرف الملك خالد بين اقرانه بالسمو والرزانة وحضور البديهة، واتسم بالمروءة والاقدام، والشجاعة، وحسن الرعاية والمعاملة. ومن ذلك انه كان مع شقيقه الامير محمد في رعاية كاملة لجدته لأمه، بعد وفاة والدته عام 1337ه، في حين لم يكن يتجاوز السادسة من العمر. وكان قصرُ الحكم الذي ولد فيه مقصدَ العلماء والقراء، وكبار الضيوف الذين يحظون بلقاء والده الملك عبدالعزيز، فاحتكَّ بعلية القوم ونخبة المجتمع وصفوة مستشاري والده، واكتسب المهارات وهو في سن مبكرة. وقد عَهِدَ اليه والده بمهمات عديدة وهو في مقتبل العمر، منها توقيعه اتفاقية الطائف وهو مازال يافعاً. ونظرة عميقة الى الملك خالد، نجده يمثل البيئة العربية الصحراوية الاسلامية، بكل ما تحمله من المعاني والصفات، سواء في الجانب النفسي او الاخلاقي او السلوك الديني، او في علاقته مع الأسرة، او مع الناس، فقد جمع في شخصه كل المحامد التي يزكيها الاسلام، وتُكبرها البيئة العربية، وتحبذها الانسانية الراقية، وتصلح بها الرعية المحبة الموالية. ومن المفيد ان ننقل ما لخصه محمد صبح في كتابه (التربية الاسلامية) لنقف على هذا المعين الثر الذي نهل منه الملك عبدالعزيز واولاده: «لقد كان الرسول القدوة، يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، وتشفق عليه بنت الصديق رضي الله عنها فتناجيه، حنية به، مشفقة عليه: لم تفعل هذا، يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك، وما تأخر؟ فيرد على هذه المناجاة الرقيقة، بما تمليه الروح الصافية المحلقة في اجواء الخشوع:( افلا احب ان اكون عبداً شكوراً؟). هذه الحياة للرسول الكريم، كانت المورد الذي عل منه الصحابة ونهلوا، وعل منه التابعون ونهلوا، وليس من شك في ان الصبر، والشكر، والذكر، والرضا والعفة، والقناعة والرحمة، والتعاطف.. من هذه النشأة الصالحة المتعددة الروافد، الكثيرة المحامد، نجدُ الملك خالد، يرحمه الله، يتسم في كل سلوكياته بالخوف من الله، حتى يمكن اعتبار ذلك مفتاحاً لشخصيته، فإلى (صفة الخوف من الله) التي تسيطر على كل اقواله واعماله وتصرفات حياته، يعود كل ما عُرِفَ به الملك خالد، على جميع المستويات الاسرية والوطنية والعالمية والانسانية، من سيرة عطرة. اما عن صفاته الجسمية فقد كان كوالده فارع الطول، متناسق الجسم، متفقاً مع وزنه، حيث كان طوله 182 سم. وظل بعافيته طول حياته حتى مايو سنة 1970م/ 1390ه حيث جاءته نوبة قلبية، وفي عام 1392ه/ 1972م اجريت له جراحة في القلب في مستشفى كليفلاند بالولايات المتحدةالامريكية، وفي عام 1399ه/1979م اجريت له جراحة ثانية في القلب. لقد كانت كل جوانب حياته تقوم على القناعة والتوكل على الله، فبقدر ما كان الظلم يؤلمه ويؤرقه ويقض مضجعه، كان يجد في قولة الحق، واشاعة العدل، مصدراً لسروره وراحته. وهو في الحالتين، مطمئن بنفسه، لانه مطمئن الى ربه بتنفيذه اوامره ونواهيه، واثق بالله رب العالمين انه لا يضيع اجر من احسن عملاً غير عابئ بمادة الارض ومال الفانية، معتبراً ان ما انعم الله به عليه من وفير الدنيا ليس الا لخدمة العباد وتيسير امورهم وابعاد غائلة الفقر عنهم، وان الكنز الوحيد الذي يجب ان يكنزه هو كنز الاعمال الصالحة والاخلاق الرفيعة. هذا طبيبه الخاص، الدكتور فضل الرحمن شيخ، يشير الى انه يرحمه الله ما كان يقوم بعمل الا في ظل خشية الله، مستهدياً بنور من ايمانه الاصيل، ليفصل بين الحق و الباطل ولا يأتي الا بما امر به ربه جل وعلا: (انما يخشى الله من عباده العلماء) (فاطر: 28) (ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير) (الملك: 12) (فهو على نور من ربه) (الزمر:22). كان يرحمه الله دائم الابتسامة عند استقباله اي انسان، يشعرك كأنه يعرفك منذ زمن طويل، فتزول عن الجالسين معه الوحشة والرهبة اللتان تحدثان عند لقاء الملوك. وهو الى ذلك، يشعرك وانت جالس امامه براحة داخلية مصدرها لطفه الجم، وابوته الصادقة، لانه لا يريد في اي حال من الاحوال ان يكون كونه ملكاً سبباً في ان يشعر جليسه بالازعاج او الاحراج . وهي لعمر الله سمات العظماء الذين يرون العظمة في بساطة حياتهم، والرفعة كل الرفعة في النزول الى ساحة الناس والتفاعل معهم. لذلك ما كان يخاف الا الله (ولا يخشون احداً الا الله) الاحزاب:39، من هنا كانت شجاعته وجرأته في مجابهة المواقف وقولة الحق لا يسكت عنه، كائناً من كان مخاطبه. يذكر طبيبه الخاص، الدكتور فضل الرحمن شيخ، انه كان يضع بين يدي الله حياته وموته، فكلمة الخوف لا وجود لها في قاموس حياته. ومن سماته التي تميز بها، معرفته بعلم الانساب والقبائل وبطونها، وفي كل مجالسه كان يخاطب افراد القبيلة وكأنه احد فرسانها، وكانت رعايته لهم وكأنهم جميعاً ابناؤه. ومن اخص ما تميز به الملك خالد في سلوكه مع موظفيه، ما لمسه فيه كل من كان في خدمته من نبل وشهامة في التعامل، والاعتناء بهم، والسماع لشكواهم، والسؤال عن احوالهم الصحية والمعيشية، وكان يأمر بإطعام سائقي الضيوف ومرافقيهم في ولائم القصر، او الولائم الحكومية، للتدليل على ان الانسان جدير بالاحترام كائناً من كان في رتبته الاجتماعية. ان الملك خالداً يرحمه الله مدرسة في الفضائل والاخلاق. يعرف كيف يكسب احترام الرعية ومحبتها، وانها لعمر الله فضيلة من اسمى الفضائل ان تكون قادراً على اكتساب المحبة والاحترام على حد سواء. ذلك نابع من اصالة مفهومه للانسان النابع من ايمان صادق عميق بالله، اوامره ونواهيه، ومن طيبة ما كانت لتتخلى عنه او ليتخلى عنها حتى وهو في اعلى المراكز الانسانية شرفاً وعزاً. ومن الامثلة على ذلك انه كان، عندما ينتهي من سحوره في شهر رمضان المبارك، وهو في طريقه الى جناحه الخاص، يمر حكماً بالحديقة التي يقف فيها احد جنود الحراسة، فيأمره بالذهاب لتناول سحوره، ويأذن له فيما تبقى له من وقت الحراسة. هكذا عرف السعوديون مليكهم، اما العرب المسلمون، فقد عرفوا خالداً واحداً من الرجال الذين يعيدون ذكرى السلف الصالح، الذين وهبوا انفسهم وحياتهم لامتهم العربية والاسلامية، ومواقفه الاسلامية والعربية لا تخفى سواء عندما كان اميراً، او عندما اصبح ملكاً فيما بعد. لانه كان تقياً يخاف الله، ويخاف مساءلته يوم القيامة، لذا لم يتساهل في اي حد من حدود الشريعة الاسلامية، يطبقها كما انزلها الله في كتابه العزيز الذي كان الملك يحتفظ به على الدوام في متناول يده، ويقرأ منه آيات الذكر الحكيم كل يوم. وصفه اخوه الاكبر محمد قائلاً: (انني اعرف جلالة الملك خالد اكثر من اي انسان آخر، فهو ذو نية وطوية صادقتين، واضح كالكتاب المفتوح، يستطيع ان يقرأ سطوره كل مخلص لله ولوطنه ولشعبه). تلقى خبرته وحنكته وبعد نظره من مدرسة والده الملك عبدالعزيز، ومن عمله مع اخيه جلالة الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز، يرحمهما الله. وكان الملك خالد يرحمه الله تقياً ورعاً يحب الخير، هادئ الطبع، كريم الشمائل، وكانت ابرز صفاته التواضع، عاش حياته كما يريد، بعيداً عن حب المظاهر والترف. وقد تمتع بوجه ابيض نضير، وشهدت البلاد في عهده خيرات كثيرة، تدفقت عائدات النفط تثري المملكة، وتضاعفت امكانياتها وقدراتها على البناء والتنمية، وبُدئ بتنفيذ الكثير من المشاريع الكبيرة في عهده، مما جعل المملكة تضاهي الكثير من الدول المتقدمة. يتضح لنا من خلال ما اوردنا، عظمة هذا الانسان، اميراً وملكاً، انساناً واباً، اخاً، ومؤمناً. كأني به جمع في داخل ذاته مزايا الانسان، كما صوره الله واراده، وجعل من نفسه القدوة والمثال، فكان النور والمنارة الهداية. لم ينس، وهو ملك، انه انسان، ولم ينس والسلطان في يده، انه انسان، ولم ينس، وهو في اوج مجده وعلو شأنه أنه انسان. لقد مارس انسانيته رحمة وعطفاً، حباً وحناناً، حقاً وعدلاً، حزماً وتصميماً، جرأة وشجاعةً، اقداماً وبطولة، هدياً واهتداءً، قدوةً واقتداءً.. مارسها وهو ملك واب واخ وقاض وحاكم وصديق، حتى بدا لكأنه وهو كذلك جامع للعُمرين في احقاق الحق واشاعة العدل، والحفاظ على الحرمات، فاقام الصلاة وآتى الزكاة، وامر بالمعروف ونهى عن المنكر ودافع دفاع المستميت عن حق الله، ووقف سداً منيعاً امام محاولة ظلم الانسان.. وما كان في كل ذلك الا خائفاً من اللحظة التي يقف فيها امام ربه يسائله. ذلكم هو الملك خالد.. ذلَّ لربه، فجعله في الارض ملكاً. خالد في أسرته يمكن للمترجم ان يغوص في شخصية من يترجم له اذا عرف مفتاح شخصيته حيث تفسر اكثر اعماله وعلاقاته بهذا المفتاح.. ومفتاح شخصية الملك خالد يكمن في الخوف من الله (كما اسلفت)، ومن لوازم الخوف من الله (صلة الرحم)، فقد عرف بهذا الخلق على مستوى اسرته القريبة: اهل بيته، او اسرته الكبيرة: آل سعود، او اسرته الكبرى: شعبه ومحبيه. والمتتبع لسيرته يدرك هذا السلوك، ويدرك اثره في جميع علاقاته الاسرية، فقد كان يحرص على زيارة كبار السن من اسرته، رجالاً ونساءً، ولاسيما قبل مرضه، ويقدم لهم ما يذكّرونه به. فها هو يبرُّ عماته ويزورهن ويبرُّ اخواته، ويخصص مجلساً احياناً لنساء الاسرة بحنو الاب وسمو التكريم، ومن قبل يكفل لهن حاجاتهن فلا يلجأن الى سؤاله في شيء من ذلك. ويتفقد رجال الاسرة بالسؤال عنهم وتفقُّد احوالهم، فاذا احس في احد منهم امراً او حاجة فزع اليه بما يزيل او يخفف ما المَّ به، وليس حاجات الناس دائماً مادية، فهناك حوائج اخرى تخففها العلاقات الانسانية الحميمة والكريمة، وخالد في الذروة من هذا، فتراه في حديثه الى هؤلاء وهؤلاء الرجل الواثق بربه، المؤمن بقضاء الله وقدره، الواهب من ماله ووقته وجاهه ما يجمع ولا يفرق، وما يطمئن النفوس القلقة ويردها الى ايمانها وثقتها بالله. وسيرته في اسرته مليئة بالكرائم من الاعمال والبرور، وكان يعتمد مبدأ صلة الرحم في حل مشكلات الاسرة، وقد وكل لها اخاه صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض تحت نظره وبرعايته ويؤيده فيما يتخذ من رأي او مشورة تجلب المصلحة وتحقق الوئام وصلة الرحم. ويستشير أناساً من رجال الاسرة عُرفوا بالحكمة والحنكة، ولو كانوا اصغر منه سناً، ولا يستنكف الاخذ بآرائهم اذا ترجح فيها الحق ولا يرى غضاضة في ذلك، بل يجهر في مجلسه الخاص بهذا لعل رأياً جديداً يتولد من المناقشة يكون فيه سداد مرغوب فيه، ومصلحة اكبر. ومن المعروف عن الملك خالد يرحمه الله الحرص الشديد على الطهارة والنظافة، كما انه لا يحبُّ المبالغة في اي امر من الامور، سواء ما كان خاصاً به او بغيره، فملبسه انيق بسيط، كما ان طعامه كذلك، وكلُّ جوانب حياته تقوم على القناعة والتوكُّل على الله. وقد كان الملك خالد عادلاً بين ابنائه، وبلغ منه انه اذا اهدى لاطفاله اي شيء فانه يساوي بينهم في الهديَّة. وحدث مرة ان غابت إحدى بناته فاحتفظ بنصيبها في جيبه، وكان ينقل الهدية من ثوب لآخر حتى عادت وباشرها بها.. وكان يهتم بامور الاغاثة وبابسط هموم الناس. وكان برنامجه اليومي يبدأ باداء صلاة الفجر في وقتها، ثم يتناول الفطور، وفي الساعة التاسعة صباحاً يغادر المنزل، ويلتقي ببعض اخوانه، وغالباً بالامير سلطان بن عبدالعزيز، والدكتور رشاد فرعون ثم يذهب للديوان، ويعود بين الواحدة و النصف والثانية، ويتناول الغداء مع زوجه وانجاله، ثم يرتاح قليلاً، وقد يعود احياناً للديوان مرة اخرى، وفي المساء يستقبل النساء من اهله كما يستقبل إخوانه على الدوام. وتؤكد إحدى حفيداته بان انجاله واحفاده لم يعرفوا الشطط في الدلال، لان الملك خالداً عوّدهم على ان لقب (امير) ليس حقاً مكتسباً بل سلوك متميز، وعلى كل فرد من عائلته ان يمارسه، وتروي انها كانت في الطائرة في احدى سفراتها، وعمرها ست سنوات، ورأت جندياً يمشي خلف رجلٍ فقالت لوالدتها، اكيد هذا امير، ولم اكن اعرف انني اميرة. الإمارة المبكرة كبر الامير خالد على اسلوب تربية والده الملك عبدالعزيز، واثناء نموه وترعرعه، جعل له والده مساهمات متنوعة تحت اشرافه، في سرايا اطفاء الفتن، وتثبيت كيا ن المملكة، والعمل على استقرارها. فقد شارك الامير خالد في حصار جدة عام 1344ه معركة (الرغامة)، وكذلك في معركة (السبلة) عام 1347ه، ومعركة (الدبدبة) عام 1348ه. وقد ابلى فيها جميعاً بلاءً حسناً، وتميز بحسن رمايته حيث اشتهر بها. وفي الطائف كان يدرب بناته بنفسه على الرماية منذ صغرهن. واثناء معركة (السبلة) جعل الملك عبدالعزيز يراقب المعركة بمنظاره، ووصل الامير خالد ومعه بعض الامراء، فسلَّم على والده، ثم استأذنه في الذهاب والمشاركة في المعركة، لكن الملك أبى، وشرع في اقناعه بالبقاء الى جانبه وذلك لصغر سنِّه، لكن الامير الشاب خالداً اصرَّ على خوض غمار المعركة، فامتطى صهوة جواده متجهاً الى الخيل التي على يسار المسيرة. فنهض الملك من على كرسيه، واخذ يصيح بأعلى صوته: يا خالد، يا خالد، ست او سبع مرات، ويعني ذلك ان يا اهل الخير انتبهوا له..لصغر سنِّه. كما اختار الملك عبدالعزيز الامير خالداً رئيساً للوفد السعودي عام 1353ه 1934م لتمثيل بلاده في مفاوضات الصلح مع اليمن، في مدينة الطائف، وتمّت صياغة معاهدة الطائف في ذلك الوقت، والتي ادَّت الى اقرار السلام ورسم الحدود بين البلدين، وذلك في السادس من صفر عام 1353ه، الموافق 19/5/1934م. وقد تولى الامير خالد آنذاك تبادل الرسائل مع المفاوض اليمني، وحرص على ان ينفذ رؤية والده، وقد اشترط على المفاوض اليمني ان يتمَّ تسليم الأدارسة، وإخلاء جبال تهامة من افراد الجيش اليمني، واطلاق رهائن اهلها حالاً. وذلك في مراسلة رسمية اظهر فيها الامير خالد حزمه وقوة شخصيته، في عبارات واضحة تبرز ما كان عليه الامير من رصانة وحكمة وحنكة. واجابه الطرفُ اليمنيُّ بالقبول، ولم يتم الاتفاق وتوقيع المعاهدة إلا بعد تأكد الامير من موافقة الطرف اليمني للشروط التي وضعها الملك عبدالعزيز. وقد فصّل الامير تركي بن محمد بن ماضي، أمير نجران آنذاك، في مذكراته احداث توقيع المعاهدة على هذا النحو: «وعلى اثر ذلك تشكل وفد سعودي، قام بعدة جلسات في بيت باناجه الذي يسكنه الوفد اليمني. وقد ساد التفاهم بين الوفدين، وانتهى الى عمل صيغة المعاهدة في شكلها النهائي، وتوجه بها كل من الشيخ يوسف ياسين والشيخ خالد القرقني، ومعهما كاتب هذه السطور الى بيت سمو الامير خالد بن عبدالعزيز الذي اوكل اليه توقيع المعاهدة. كما حضر السيد عبدالله بن الوزيرفي قصر الامير خالد، وتليت المعاهدة وتم توقيعها من المذكورين، وابلغ كل من الامير سعود ولي العهد في نجران، والامير فيصل نائب الملك الموجود آنذاك في الحديدة». خالد والقنص لا يذكر المقناص إلا ويذكر الملك خالد رحمه الله فقد اشتهر بحرصه الشديد على جمع كل انواع الحيوانات والطيور، ومعرفة صفاتها وانواعها. لقد عرف الصقور والخيول والابل معرفة كاملة بدا جلالته معها موسوعة عزَّ مثيلها. كان مولعاً باقتناء الصقور النادرة والحيوانات الاصيلة ولعاً كبيراً، حتى انه انشأ حديقة حيوانات مصغرة في منزله بالطائف فيها النعام والزراف وحيوانات اخرى، مما وفّر له خبرة عملية في معرفة الحيوانات وملامح اصالتها. وبالاضافة الى المقناص داخل المملكة، كان رحمه الله منذ الستينات الميلادية (الثمانينات الهجرية) يساهم في رحلات صيد الى السودان وايران وباكستان. ومن دلائل ذلك الفهم الكبير لكلِّ دقائق الخصال في الحيوانات ما حكاه طبيبه الخاص حين كان مرافقاً له في زيارة لباكستان، حيث امضى معه يوماً كاملاً في الصيد. يقول الطبيب: لقد بدأت عملية الصيد منذ الصباح الباكر، ولم تنته الا عند الغروب، واثناء عودتنا بالسيارة شاهد الملك خالد جملاً اعجبه، فقال: يا دكتور، شوف محله فين؟ حددت المكان ورجعت انا فيما بعد لاهل الجمل، وسألت عن صاحبه، وعرفت انه اشهر جمل في المنطقة، ورفض صاحبه بيعه، لانه مثل اولاده، لقد عرف جلالته اصالة الجمل من نظرة واحدة. كان يتصرف مهتدياً بكل مزايا الانسانية الملتزمة، وهو في ذلك شديد الحفاظ على سعادة كلِّ من يصاحبه، واشدُّ حرصاً على تحقيق الخير لكل من كانوا يأتون الى مخيّمه. وفي لقاء مسجل مع محيسن البقمي في منزله بجدة، في يوم الثلاثاء 29/4/1415ه، الموافق 4/10/1994م وهو من خاصة الملك، ومن الرجال الملازمين له طيلة اكثر من ستين عاماً، حكى عن الملك خالد في مقناصه حكايات هي الى الخيال اقرب، ولكنها حقائق واقعة. خالد وفيصل كان لتربية الراحل الملك عبدالعزيز، دور مهم وكبير في تنشئة اولاد العائلة المالكة والامراء، فعادات البيئة الصحراوية البدوية، كانت الاطار العام لهذه التربية التي طبعت نشأة معظم الامراء. ولا عجب فالقيم العربية الاسلامية التي اعلاها الايمان واقصاها العنفوان قد تشربتها نفوسهم، وتطبعت عليها شيمهم، فشبوا على المثل العليا كالشهامة والاريحية والضيافة، يترسمونها في خطاهم، يقتدون بها في تصرفاتهم، جاعلين منها عَلماً يستظلون فيئه، به يهتدون، واليه يفزعون. والملك خالد يرحمه الله اسهم منذ يفاعته في بعث نهضة المملكة، مسترشداً بداءةً بسيرة والده العملاق، المفعمة بالمآتي العظام، والحكمة الرشيدة، والقوة التي لا تلين، ومستنيراً تالياً بخبرة اخويه سعود وفيصل ورعايتهما. خاصة انه كان هو وفيصل يمثلان تلك اللبنة التي اكملت البناء الحضاري للمملكة العربية السعودية، لذا كان الملك خالد يعتبر نفسه ومنذ البداية المنفذ العملي لتوجيهات الملك فيصل وسياسته وخططه. اعتبار مارسه الملك خالد عندما كان ولياً للعهد، واستمر في ممارسته عند استلامه زمام الحكم بعد وفاة الملك فيصل. قال الملك خالد في اخيه الملك فيصل يرحمهما الله: «لقد عمل صاحب الجلالة المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز بكل جهده وطاقاته في سبيل الدعوة الى الله والدفاع عن دينه». برنامج جلالة الملك خالد اليومي يبدأ برنامج الملك خالد اليومي بقراءة القرآن، ويتلو بعض الادعية لحين صلاة الفجر، وايضاً بعد اداء صلاة الفجر الى الساعة الثامنة صباحاً. ثم يتناول الفطور عادة ما يكون شاياً بالحليب ويستقبل بعض الخاصة من رجال الديوان، نذكر منهم صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ، د. رشاد فرعون (طبيبه الخاص) السيد احمد بن عبدالوهاب (رئيس المراسم الملكية)، ثم يغادر للديوان ويكون هناك حوالي الساعة التاسعة صباحاً يباشر امور الدولة، ثم يؤدي صلاة الظهر مع الحاضرين، ثم يغادر حوالي الساعة الواحدة والنصف ليتناول الغداء مع عائلته. بعد صلاة العصر ينزل الى صالون الاستقبال في قصره، حيث يقابل السيدات صاحبات الحاجات بمواعيد خاصة تنظمها عادة الملكة صيتة لمن تراها بحاجة الى عرض مشكلتها بشكل سري وخاص على جلالته. ثم يعود للديوان، وبعد صلاة المغرب في مسجد القصر يتناول العشاء مع المواطنين في ديوانه الخاص لحين صلاة العشاء يومياً وعادة كان يتناول شوربة فقط ويستمع لهم ويجلس معهم خلال العشاء، ثم يعود للقصر ويصلي صلاة العشاء ويستقبل السيدات من المواطنات ويستمع الى طلباتهن، وكان يحرص على تناول العشاء في الساعة التاسعة مساء مع عائلته للقاء ابنائه واحفاده. اما برنامج عيد الفطر المبارك، فقد بدأ الملك خالد منذ العام الذي تولى فيه الحكم بصيام شهر رمضان المبارك في الطائف كل عام ابتداء من عام 1395ه/1975م، ويبقى في الطائف فترة الصيف، ثم يعود للرياض، وفي آخر حياته كان يصوم العشر الأواخر من رمضان في مكة، وفي آخر عام كان قد قرر ان يقضي كل شهر رمضان في مكة، لكنه توفي في 21 شعبان. اما برنامجه في مواسم الحج فكان في: اليوم السادس من ذي الحجة: يقيم الملك حفل عشاء لكبار الوفود. وفي اليوم السابع: يحضر حفل غسل الكعبة. وفي يوم العيد: يستقبل المهنئين بالعيد من العلماء، والامراء، والوزراء، والمواطنين الذين يتناولون طعام الغداء على مائدته. اما برنامج ثاني ايام عيد الاضحى، فيكون مخصصاً لرؤساء بعثات الحج الاسلامية. واذا لم يكن الملك حاجاً، فإنه يغادر منى الى جدة عصر ثاني ايام العيد، والا تكون مغادرته ان كان حاجاً ثالث ايام العيد. جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام وفي عام 1401ه، افتتحت جلسة جائزة الملك فيصل، على تحكيم الشريعة الاسلامية، ونشر الدعوة،والثقافة الاسلامية، وطباعة الكتب التي تعرض الاسلام الصحيح، وتبصّر المسلمين بعقيدتهم الصحيحة. وتقديراً لاسهام الملك خالد يرحمه الله في ابراز دور المملكة العربية السعودية القيادي الخيّر، على الاصعدة العربية والاسلامية والدولية كافة، فقد منح جائزة الملك فيصل لخدمة الاسلام. كذلك لكونه اول المتبرعين لمؤسسة فيصل الخيرية عند انشائها، وذلك بمبلغ عشرة ملايين ريال، وكانت مؤسسة الملك فيصل الخيرية التي تقدم هذه الجائزة العالمية، منذ نشأتها في عهد الملك خالد يرحمه الله محط رعايته واهتمامه، كما تعهدها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بالرعاية المادية والمعنوية منذ ان كان ولياً للعهد. وجاء في قرار لجنة الاختيار للجائزة، ان خدمات الملك خالد للاسلام والمسلمين تمثلت في امور عديدة اهمها: دعوته للتضامن الاسلامي، وقيامه بالجهود المشكورة في سبيل جمع كلمة المسلمين، وتوحيد صفوفهم، والذود عن مقدساتهم. عمله الدائب على تحكيم الشريعة الاسلامية ونشر الدعوة. تبرعاته الشخصية لتحقيق رسالة المسجد، ونشر القرآن الكريم، وتعيين الدعاة. دفاعه عن الاقليات الاسلامية في العالم وتقديم العون. من هنا، عُدّ الملك خالد طيب الله ثراه من كبار رواد جائزة الملك فيصل العالمية، واستحق بجدارة جائزتها العالمية لخدمة الاسلام يوم 19/4/1401ه، الموافق 22/2/1981م.. وقد تبرع جلالة الملك خالد بقيمة الجائزة التي منحت لجلالته، وقدرها ثلاثمائة الف ريال، لصالح مدارس تحفيظ القرآن في المملكة دعماً وتشجيعاً من جلالته لهذه المدارس. خالد بن عبدالعزيز رجل العالم لعام (1396ه/1976م) تقديراً للجهود التي بذلها الملك خالد بن عبدالعزيز، في انهاء الحرب الاهلية في لبنان، وايجاد سلام عادل في الشرق الاوسط، وقيام المملكة في عهده الميمون باتخاذ قرار معتدل وعاقل بالنسبة لاسعار النفط، فقد تم اختيار جلالته يرحمه الله من بين الشخصيات العالمية لسنة 1976م التي تستحق التقدير، لما بذلته من جهود غير مسبوقة على المستوى العالمي الذي تحقق من اجله التغيّر الكبير في المنظور السياسي للامة العربية، وما نتج عن ذلك من ردع للعدوان الاسرائيلي الذي يهدد كيان الامة العربية عامة، ولبنان وفلسطين خاصة. جاء ذلك في الاستفتاء السنوي للصحف العالمية الذي أُجري في جنيف، ونشرته مجلة روز اليوسف المصرية. هذا الامر مختص بالقادة الذين يعملون في سبيل السلام، ومن اجل اطمئنان العالم، فجلالة الملك يرحمه الله لم يتم اختياره كعظيم من اعاظم الرجال لعام 1396ه/1976م الا لكونه سجل نصراً انسانياً، وقام باعمال حميدة جعلته في مقدمه زعماء العالم وقادتهم. الميدالية الذهبية للسلام مؤتمر القمة الاسلامي الثالث الذي عقد في المملكة عام 1401ه/1981م، والذي حضره الامين العام للامم المتحدة الدكتور فالدهايم، كان فرصة طيبة ليلتقي بالملك خالد يرحمه الله ويقف على فعاليات المؤتمر، وتأثير العاهل السعودي الفعال في نجاحها، وعلى دوره الكبير في احلال السلام العادل في جميع انحاء المعمورة، وفي معالجة قضايا دولية معقدة مثل القضية الفلسطينية وقضية القدس وغيرها.. فطرح وثيقة جادة لتعزيز التعاون بين الاممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي، وقلّد الملك خالد الميدالية الذهبية للسلام. دكتوراه فخرية من جامعة أرجنتينية ولقد تفضل جلالته يرحمه الله بقبول شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة (كون سيبسيون) الارجنتينية، وقد قدمها لجلالته البروفيسور (سلفادور سيونا) مدير كلية الابحاث الطبية لامراض القلب، والمستشار العلمي للجامعة الارجنتينية، وقد صرح البروفيسور سيوتا بأن الجامعة الارجنتينية قد قررت منح جلالته هذه الشهادة، ايماناً منها بأهمية المكانة التي تمثلها شخصية جلالته وجهوده في سبيل تطوير العلم، وللخدمات التي يسديها جلالته لخدمة الانسانية، وللجهود التي تبذلها المملكة ممثلة في شخص جلالته من اجل السلام وكذلك الجهود المبذولة لاحياء الثقافة الاسلامية، واشاد البروفيسور سيوتا في تصريحه بالخدمات والجهود التي تبذلها حكومة جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز في مجالات نشر التعليم في مختلف مناطق المملكة، والاستزادة من المعارف الانسانية بالابتعاث الى الخارج بهدف تحصيل احدث علوم العصر وخبراته، علاوة على وضع البرامج العملية لمحو الامية والقضاء عليها نهائياً باعتبارها احد العوامل المعوقة في مسيرة النهضة والتنمية. (*) السكرتير الخاص لوزير المعارف عضو اتحاد المؤرخين العرب