** لقد أصبح حبر دمغة مراقبي الأمانة هو فتيل الفرح الذي يعلن بدء العيد الحقيقي فهو التأكيد على سلامة خروف العيد من الأمراض.. وتزاحم الناس بطوابير امتدت الى العصر بانتظار دورهم في المذابح الصحية التي أقامتها أمانات المدن.. وظلت رائحة الخوف تتصعد هنا وهناك والأيدي تمتد ناحية اللحم المشوي أو حميس )الكبدة والكلاوي(. ولقد دعا الناس كثيراً لوزير الصحة د.أسامة شبكشي في صبيحة العيد لأنه قبيل العيد أطلق عدة تأكيدات في الصحف على اختفاء وباء المتصدع تماماً.. ولقد أحس الناس بأهمية الجهد المبذول والتوتر الذي كان عليه المسئولون إبان مرحلة الوباء لا أعادها الله. فهم مقبلون على حج وعيد أضحى والوباء في الأغنام وينتشر بسرعة هائلة في البشر.. ويأتي الحجاج من كل فج عميق ومعهم ثقافات مختلفة وخلفنا يتربص ألف حاقد وحاقد يود لو ظهرت مشكلات طفيفة ليضخمها في إعلامه فما بالنا لو كان هذا الأمر مرضاً وانتشر. لقد أحسسنا بكل هذا ونحن محملون بخوف طفيف من المتصدع وبمخاوف عدة من الحمى القلاعية المنتشرة حالياً في أوروبا. وكادت هذه المخاوف تقتل فرحتنا بالعيد.. لولا أننا حاولنا ان نستبدل كثيراً من عاداتنا التي كانت طقوساً جميلة في العيد.. فاتخذنا من المزارع أو المذابح مكانا جديداً لذبح الأضاحي واختفت طقوس الذبح في المنازل.. وكثير من النساء والأطفال فقدوا لذة مشاهدة لحظات الذبح والتكبير على الأضاحي.. ومحاولات الآباء والاخوان الإمساك بالخروف الذي قد يفر وقد يُلحق في الشوارع. وقد يدخل على الجيران وجيران الجيران محدثاً مواقف ضاحكة لا تنسى.. واستبدلنا موائدنا المكتظة باللحم والشواء.. بالكيك والشوكولا والورود والألعاب والبالونات وهو أمر مطلوب لربط الأعياد الإسلامية بالمظاهر الاحتفالية العالمية وليشعر أطفالنا أنهم يمارسون طقوساً احتفائية في أعيادنا الخاصة وان الإسلام دين الفرح وبدلاً من العيد السنوي المسيحي الواحد لدينا نحن عيدان اثنان ولهما معانٍ واجواء احتفائية ومبررات مقنعة مرتبطة بالعبادات ومرتبطة باقتراب الإنسان من ربه ومن كونه إنساناً متساوياً مع الآخرين بعيداً عن الفرقة والعنصرية.. بل هو دين رحب جعل الاحتفاء والأعياد مرتبطة.. بقدر عبادة الإنسان واقترابه من العدل والتعامل الودود مع سائر الناس.. وهي تعابير لابد ان يفهمها أطفالنا وأبناؤنا لابد ان يعرفوا القيمة الكبيرة للتضحية والفداء الذي يرمز له عيد الأضحى وارتباطه بموسم الحج العظيم. وكنا نتمنى مثلما أن الإعلام العربي )الفارغ( يحتفي بأعياد الآخرين يحتفي.. بنفس الدرجة بأعيادنا ويعطيها قيمتها المتوخاة.. لقد اثارت دهشتنا جرأة قناة )المستقبل( الفضائية.. على تجاهل المشاعر الإسلامية فهم يكتبون )أضحى مبارك( وكأنما هم )مستخسرون( كلمة العيد عليه.. بينما في أعياد الحب )تكتب اللافتات الكبيرة ويتحول كل شيء وأي شيء في التلفزيون الى مظاهر عامرة بالعيد والفرح.. إن أعيادنا فرصة للتغيير.. وفرصة لتعليم أطفالنا كيف يفرحون باشيائهم الخاصة وكيف يحترمون ثقافتهم! البريد الإلكتروني: [email protected] ص.ب )26659( الرياض )11496(