الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : يقول الله تعالى : )قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ( فمن أراد محبة الله جل وعلا فالواجب عليه اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته، وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر قال تعالى :)وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ( فعلينا معشر المؤمنين أن نمتثل أوامره ونجتنب نواهيه، لننال بذلك الثواب العظيم ونسلم من العقاب الأليم، وإنه لمما يؤسف له ما لوحظ على بعض المسلمين هداهم الله من التهاون في أمور خطيرة وعظيمة فيما يتعلق بالمظهر والملبس والشخصية، فيها مخالفة لأمر الله وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام، معرضين أنفسهم للوعيد الشديد المترتب عليها ومن تلك الأمور : 01 إسبال الثياب: والإسبال يا عباد الله من كبائرالذنوب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :) ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ( قال أبو هريرة خابوا وخسروا من هم يارسول الله ، قال :)المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب( يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله "الإسبال حرام ومنكر، سواء كان ذلك في القميص ،أو الإزار، أو السراويل، أو البشت، وهو تجاوز الكعبين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم )وما أسفل الكعبين من الازار فهو في النار( رواه البخاري. ناهيكم عما في الإسبال من المفاسد الدينية والدنيوية كالكبر والخيلاء والدخول في الوعيد الشديد لمن فعله وما فيه من حمل النجاسات واتساخ الثياب وتشققها وإعاقة الحركة، وليس فيه أي فائدة يمكن أن يتعذر بها، ولما دخل الفاروق رضي الله عنه في مرض موته بعد أن طعن وكان مسبلاً، فقال : يابني: ارفع إزارك فإنه أرضى لربك وأطهر لثوبك . 02 حلق اللحى: وهذا فيه تشبه باليهود والنصارى والمجوس، وتشبه بالنساء، وهو من جملة الذنوب والمعاصي التي تنقص الإيمان،يقول سماحة الشيخ عبدالعزير بن باز رحمة الله : قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: )قصوا الشوارب، وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين ( وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :) جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس( وهذا اللفظ في الأحاديث المذكورة يقتضى وجوب إعفاء اللحى وإرخائها وتحريم حلقها وقصها ..ا.ه، وقال أيضاً :)..والإصرار على حلقها من الكبائر ..أه .( وقال شيخ الإسلام : يحرم حلق اللحية أه . وقال القرطبي : لا يجوز حلقها ولا نتفها ولا قصها أه .فالواجب على كل مسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى فإن حلق اللحية والعبث بها أمر خطير لأنه مخالفة للسنة، وعلى المسلم أن يتذكر نعم الله عليه ويقابلها بالشكر للمنعم، فيمتثل بذلك أمر الله ويجتنب نهيه، وعليه أن يترك مجاملة الناس على حساب دينه، وأن لا يعصي الله لإرضاء غيره، ثم هذا أيضاً ليس فيه أي فائدة بل خسارة في المال والجهد وضياع الوقت . 03 استماع الأغاني والمعازف : قال الله تعالى )ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين( وقال النبي صلى الله عليه وسلم )ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف( فلنطهر أسماعنا من استماع الأغاني، ولنبعدها عن بيوتنا وسياراتنا فهو لغو وباطل ومن صفات المؤمنين أنهم بعيدون عن ذلك كله قال تعالى:)والذين هم عن اللغو معرضون ( ولنربي أولادنا وأسرنا وأهلنا على بعضها وعدم سماعها، ونحثهم على سماع القرآن والحديث وإذاعة القرآن . 04 شرب الدخان: وهو محرم كما أفتى به جمع من العلماءالمتقدمين والمتأخرين لأضراره الدينية والصحية والمولى جل وعلا يقول :)ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث( ولا يشك عاقل أنه من الخبائث، مع ما يسببه من إيذاء للناس بالروائح الكريهة وتدمير لصحة متعاطيه، وما فيه من إسراف وإتلاف للأموال، وأضرار صحية ونفسية واجتماعية . وما أجمل أن ترى إنساناً وقد أصبح شامة بين الناس بهندامه الجميل الذي لم يتجاوز طوله أسفل الكعبين، وقد أعفى لحيته تطبيقاً للسنة، ونزه سمعه عن الغناء وفمه من الدخان وسائر جوارحه عن الحرام. فيا أيها المؤمن يا من تريد النجاة من عذاب الله والفوز بجنته أنقذ نفسك من عذاب الله وسخطه بامتثال أمره واجتناب نهيه، ما دمت في زمن المهلة، وقبل أن ينزل بك الموت،فتقول نفس )يا حسرتا على مافرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين( نسأل الله حسن الخاتمة . وفي الختام اعلم أخي الحبيب أن ما دعاني لذلك إلا المحبة في الله، والخوف من عذابه، فهو الغفور الرحيم كما أنه شديد العقاب على من عصاه، أسأل المولى جل وعلا أن يجعلني وإياك من المطبقين لشرعه المقتدين بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والله أعلم . عبدالكريم بن عبدالمحسن التركي