قابلني بلذة زرقاء، وخبث البالغين في عينيه قائلاً: فصبراً في مجال الشعر صبراً فما نيل القصيد بمستطاع رددت عليه في حينها: سبيل الشعر غاية كل حي فلا تجزع لهذا الانصياع وما للمرء خير في حياة إذا ما كان من أهل اليراع سار في غياب الدهشة، وأطرق مظهراً من عينيه دمعة صفراء فاقعة اللون، وقال في ذات اللحظة: لكن قومي وان كانوا ذوي عدد ليسوا من الشر في شيء وان هانا يا الله رغم بركة الشر إلا أن قومه ليس لهم به علاقة، سألته أين انتم من قوم يقال عنهم: قوم اذا الشر أبدى ناجذيه لهم طاروا إليه زرافات ووحدانا أجابني: دع عنك هذه الثرثرة الفارغة كلهم يقولون ذلك ولكن حين تتشابك الألوان ينشدون الشرير فيهم والخيِّر قائلين: وفي الهيجاء ما جربت نفسي ولكن في الهزيمة كالغزال حسناً ماذا تريدني أن أفعل؟ يا صديقي جرد ذاكرتك من هذه الموروثات المهترئة، احفظ ما ينفعك في الآخرة، ولا تنس نصيبك من هذه المعمورة أو المهدومة سمعتك البارحة تنشد قول جدك العربي العتيق: تعيرنا أنا قليل عديدنا فقلت لها!! ان الكرام قليل وما ضرنا انا قليل، وجارنا عزيز,, وجار الأكثرين ذليل تسيل على حد الظبات نفوسنا وليس على غير الظبات تسيل وما أخمدت نار لنا دون طارق ولاذ منافي النازلين نزيل حسناً يا أخ العرب ماذا تفعل بكل هذه التركة المعطلة و الجهالة المقنعة أين الكرام,,؟ أين الجيران,,؟ أين القليل,,؟ أين حد الظبات,,؟ وأين النفوس التي تسيل عليها؟ وقاصمة الأسئلة,. أين النيران والطارق والنزيل؟ انها خمدت وتلاشت كما تلاشى جدك وجد جدك!! يا صديقي ماذا تفعل بلغة لا تستعمل ولا يفهمها أحد؟ ماذا تفعل بخريطة المدينة وقد تغيرت بنسبة مائة وثمانين درجة؟! ماذا تفعل بلغة جدك التي تتعبك بحملها، وتشقيك بالمحافظة عليها، وترهقك في ترميمها؟ اذهب إلى منامك هذا المساء وأجب عن هذه الأسئلة بخط واضح، فالزمان ساعتان، والمراقب لا يرحم والمكان ضيق، وتذكر في النهاية قول جدك أحمد الصافي النجفي: يجري الزمان,, فمن لم يجر مستبقا أمامه,, ركلته أرجل الزمن ومن قومك الأوائل خذ نصيحة جدك الشاعر الحصين بن الحُمام المُري وبالذات قوله: تأخرت استبقي الحياة,, فلم أجد لنفسي حياة,, مثل أن أتقدما وقبل ذلك وبعد تذكر مقولة الرائد الناقد مارون عبود حين قال: إن الإنسان الواعي من تسبق ساعته الزمان بخمس دقائق ولا تلتفت لقول ربيبه الشاعر القروي حين قال: من لي بأن أرجو السعادة في غد والأمس علمني بأن اخشى الغدا في النهاية يا صديقي تخرج من هذه الدائرة بالرؤية الإسلامية العاقلة المحكمة: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ولله الأمر من قبل ومن بعد