تنفيذاً للتوجيه السامي الكريم وبتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير شكلت في المنطقة لجان لجمع التبرعات لدعم أبطال وأسر شهداء انتفاضة القدس الشريف. الجزيرة زارت بعض مواقع التبرعات والتقت بالعاملين بها والمتبرعين الذين توافدوا من شتى انحاء المنطقة لدفع ما لديهم من تبرعات مالية وعينية وشملت هذه التبرعات المبالغ النقدية والذهب والمجوهرات والسيارات وقد تجاوزت المبالغ خلال الأيام الماضية في مدينة ابها 500,000 ريال ومثلها قيمة الذهب والمجوهرات بالإضافة إلى الكثير من المواد العينية مثل الملابس والمفارش وعربيات الأطفال وكراسي المعاقين وعكازات وعقارات من منازل وأراض ومزارع, والملفت للنظر ان هناك الكثير من الاسلحة التي تعكس صورة الجهاد في أعين المتبرعين حيث شملت السلاح الأبيض من سيوف وخناجر وأسلحة نارية من مسدسات وبنادق ورشاشات وخلافه, ومن المشاهد الجميلة التي حدثنا عنها بعض العاملين في هذه اللجان ان المتبرعين من الصغار والأطفال فمنهم من يقدم حصالة نقوده ومنهم من قدم عربياته الصغيرة كما ان هناك اعدادا كبيرة حضرت للتبرع بالساعات والسيارات والمجوهرات وهناك ازواج تبرعوا بثياب الزفاف وأطقم الذهب والكل يقول إننا فداء القدس واخواننا المسلمين وتعودت هذه البلاد على نصرة المسلمين في كل مكان واخواننا الفلسطينيين بشكل خاص,, والكل يقدم تبرعه بنفس سخية وقد أبدى أحد المسؤولين في جمع التبرعات في أبها سعيد عبدالله علي سعادته بهذا الاقبال الذي يعكس صورة حب أبناء هذه البلاد للخير ويستجيبون لنداء ولي الأمر ويسعون إلى التخفيف عن اخوانهم في فلسطين وقال ليس بغريب على هذه البلاد عمل هذا الخير فقد استمر ولازال منذ عهد مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز وحتى يومنا هذا والكل يشهد بذلك وأولياء الأمور وفقهم الله لايرقبون من هذا الا وجه الله ونصرة الإسلام والمسلمين وتوقع ان يكون الاقبال على هذه المراكز كبيراً جداً وان ترتفع المبالغ المالية والتبرعات بأكثر من ثلاثة ملايين في موقع واحد,. وهناك الكثير من المواقع لهذا العمل الخيري الذي يتابعه شخصياً سمو أمير المنطقة وفقه الله وقد أبدى عدد كبير من المتبرعين ممن فضلوا عدم ذكر اسمائهم فرحتهم الغامرة وهم يتبرعون لاخوانهم المجاهدين في فلسطين وتمنوا أن يكون لديهم الكثير من المال لاعطاء اخوانهم بنفس راضية, ويعلق السيد علي ظافر الشهري على ماتبرع به فيقول لا أحب أن أذكر ماتبرعت به ولكن اسأل الله ان ينفع به اخواننا الأبطال وان يعين القائمين على هذا العمل. أما المتبرع علي مطلق الزبيدي فقال نفخر في هذه البلاد بان حكومتنا الرشيدة هي الدولة الأولى التي تنهض وتقوم بواجبها الإسلامي تجاه المسلمين في كل مكان وتؤازرهم مشيراً إلى انه للاسف واقع الدول الإسلامية هذه الأيام مؤلم بسبب التشتت والفرقة وهذه الانتفاضة المباركة لم تقم إلا بعد استبداد العدو وظلمه الجائز على اخواننا الفلسطينيين. من جانبهم ابدى كل من المتطوعين حسين الاسمري وسعيد عبدالله وعبدالمحسن عبدالله هادي وعدد آخر من شباب الوطن المسلم سعادتهم بالمشاركة في هذه الحملة ودعوا اخوانهم الشباب التطوع لما فيه خير هذا الوطن والمسلمين في جميع انحاء العالم . كما اشادوا بمواقف هذه البلاد التي دعمت ولازالت تدعم الفلسطينيين بالعمل والدعم المالي والمعنوي منذ أن اغتصبت الأرض وشرد الشعب ومن المواقف الجميلة ان حضر أحد المواطنين وتبرع بخمسمائة ريال وبعض الذهب وبعد نصف ساعة عاد وقال لا أملك إلا سيارتي الخاصة وقد تبرعت بها لوجه الله ثم لاخواني في فلسطين.