وسط تظاهرة تسابقت خلالها محطات التلفزة في "بعض" دول الخليج العربي لجمع التبرعات للشعب الفلسطيني الذي تمارس اسرائيل عليه وعلى سلطته الوطنية حصارا وحشيا، تمكن التلفزيون السعودي من جمع 410 ملايين ريال 109 ملايين دولار اضافة الى تبرعات عينية من بينها: اراض وسيارات وذهب وتحف تقدر قيمتها بنحو 100 مليون ريال 26.6 مليون دولار وربما أكثر، فيما ما زالت ابواب التبرع والمساهمة مفتوحة في مقار اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس. وقال احد المنظمين للحملة ان التبرعات بلغت اكثر من 150 مليون دولار. وكان التلفزيون السعودي بدأ حملة التبرعات الخميس الماضي بناء على نداء من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وتمكن في اليوم الاول من جمع مبلغ يقدر بنحو 311 مليون ريال ثم مددت الحملة ليومين آخرين بسبب الاقبال الشديد من المواطنين والمقيمين وذلك بأمر من الملك فهد بن عبدالعزيز الذي تبرع بمبلغ 5.3 مليون دولار. كما تبرع ولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز بمبلغ خمسة ملايين ريال فيما تبرع النائب الثاني لرئيس مجلس الوزارء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز بمبلغ ثلاثه ملايين ريال في بداية الحملة. وواجه المتبرعون صعوبة في الاتصال والاعلان عن تبرعاتهم رغم ان المنظمين وضعوا اكثر من 30 خطا هاتفياً لاستقبال التبرعات اضافة الى خطوط اخرى خاصة برجال الاعمال، الامر الذي جعل من استعصى عليهم الاتصال يتوجهون الى مقر التلفزيون وسط الرياض حيث ازدحمت الشوارع المؤدية الى مبنى الاذاعة والتلفزيون طيلة ايام الحملة وهو ما حدا بالمنظمين الى توزيع عاملين في اللجنة التنظيمية لتسلم التبرعات من المتبرعين وهم داخل سياراتهم لفض الاختناقات المرورية حول المبنى. لكن معظمهم يصرون على اصطحاب اطفالهم الى مقر جمع التبرعات. وانهالت تبرعات البنوك والمؤسسات التجارية الكبيرة اثر اتصال اجراه نائب وزير الداخلية السعودي الامير احمد بن عبدالعزيز مع التلفزيون حض خلاله الجميع على دعم الاشقاء في فلسطين، واصر مواطنون سعوديون ومقيمون عرب على الوقوف الى جانب اشقائهم في فلسطين من خلال التبرع لهم ووصلت الى مقر التلفزيون كميات كبيرة من حليب الاطفال والملابس والتحف ولعب الاطفال والاسعافات الاولية. وطالبت مجموعة من السيدات السعوديات باحضار الايتام الفلسطينيين الى بيوتهن، وقلن انهن على استعداد لتبنيهم طيلة العمر. وبغض النظر عن المبالغ المقدمة، بينت الحملة مدى الالم السعودي لما يجري في فلسطين جراء الاحتلال الاسرائيلي لمدن الضفة الغربية، وبلغ هذا الاحساس بالالم ذروته عندما تبرع معوق سعودي ب "عكازته" لاخوانه في فلسطين، وقال: "لن تكون حاجتي لها اكثر من حاجة شقيق يريد النهوض ليدافع عن وطنه".