ساهم الشباب السعودي بشكل فعال خلال اليومين الماضيين في عملية تنظيم جمع التبرعات النقدية والعينية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لمساعدة الشعب الباكستاني في كارثة الفيضانات التي حلت في أنحاء البلاد، وبلغت حتى ال 12:30 من مساء أمس أكثر من 90 مليونا، وقام الشباب خلال الساعات الماضية وقبل انتهاء الحملة بجهد جبار في سبيل تسهيل مهمة المتبرعين. وأشار اختصاصي المستودعات صالح المالكي إلى أن الشباب العاملين في التنظيم يقومون بجهود جبارة «يتولون عملية التنظيم والتنسيق مع الشؤون الأمنية ويسهمون في تسهيل الحركة ويتولون تأمين حركة السيارات والناقلات، وكذلك السائقين، إضافة إلى إشرافهم على لجنة الخدمات التي تتولى عملية تأمين العمالة، وكل لجنة يوجد لها رئيس مسؤول عنها يتبع له هؤلاء الشباب». وأكد أن الشباب المشاركين في الحملة يعملون على تسهيل مهمة المتبرعين «منذ وصول المتبرع إلى الموقع يستقبلونه، ويوجهونه إلى المكان المخصص سواء كان تبرعه ماديا أو عينيا، وقد لمسنا سعادة كبيرة من المتبرعين وثناء على دور هؤلاء الشباب، وهذا ليس غريبا عليهم». أما عن ساعات عمل الشباب فأكد أنها تبدأ من ال 7:30 مساء حتى الرابعة فجرا، والشباب على استعداد للعمل لساعات إضافية، وعن كيفية التعامل مع التبرعات العينية أجاب «تصل الأدوات الكهربائية أو المواد الغذائية فيجري على الفور التأكد من صلاحيتها، من ثم تغلف وترسل، أما الملابس فتغسل وتعقم وتجهز للإرسال». وعن التبرعات الممنوعة وإن كان وصلهم شيء من ذلك «الشباب لديهم تعليمات من جهات عليا بعدم قبول بعض التبرعات، مثل المواشي وأنواع الأسلحة والذخيرة، أو الأشياء التي لا يمكن الاستفادة منها، ولم نرفض إلا القليل من ذلك». من جانب آخر، أشار المشرف على تنظيم الشباب إلى أنهم جميعا يتشرفون بالعمل في جمع التبرعات للمتضررين في باكستان «هذا فخر لنا، ولدينا خبرات سابقة، فقد سبق لنا المشاركة في سبع حملات لجمع التبرعات، وهذا ديدن هذه البلاد الطاهرة، فهي تهب دوما لخدمة المنكوبين وتجمع التبرعات لهم، ونشعر بالسعادة للإسهام في ذلك، فنحن شباب وكلنا طاقة وحماس وعلى استعداد للعمل المتواصل». وعن تقسيمة الشباب وأعدادهم أجاب «في الرياض عدد المشرفين 20 شابا، في البداية كنا نفكر في أن ننقسم إلى مجموعتين، لكن الغالبية العظمى من الشباب رفضوا ذلك، هم يريدون الأجر ومواصلة العمل، ولا نستطيع ثنيهم عن ذلك». وأضاف أن هناك مجموعة من الشباب كانوا يتمتعون بإجازاتهم السنوية لكنهم قطعوها للمشاركة في الحملة. ويضيف يزيد المساعد، أحد الشباب المساهمين في عملية التنظيم «مستمتعون كثيرا لجمع هذه التبرعات، ووصولها إلى أرقام عالية يشحذ هممنا، ومستعدون للمشاركة في الحملة مهما امتدت أيامها، ولا نجد حرجا حتى لو بقينا إلى أوقات متأخرة من الليل، فما نقوم به عمل إنساني، وما يهمنا هو الحصول على الأجر من الله تعالى، ومساعدة إخواننا المنكوبين». وأبدى الشاب خالد بن عبدالعزيز المسعود رضاه التام عن العمل الذي يقوم به: «أنظم المواد الغذائية والملابس، مهمتي الرئيسية هي الفرز ومتابعة العمال الذين يحملون التبرعات العينية، شاركت قبل ذلك في حملتين لفلسطين ولبنان، وهذه الثالثة، وقد اكتسبت خبرة كبيرة جدا، ويتطور أداؤنا ونتلافى كثيرا من السلبيات، فقد أصبحنا منظمين بشكل كبير». وفي مكةالمكرمة، تواصلت أمس تبرعات المواطنين، وأشار عبدالله عايض «قدمت لحفا وملابس جاهزة لمختلف الفئات العمرية، والدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين هي أكبر دليل على أن هذا البلد هو منبع الخير والعطاء»، فيما أكد نافع البقمي الذي قدم مع أبنائه إلى المركز لتقديم عدد من التبرعات العينية أن هذه الحملة هي أكبر دليل على أن ممكلتنا الغالية لا تزال هي منبع الجود والبذل في هذا العالم، فهي تهب دوما من أجل نجدة الملهوفين وإغاثتهم في كل الأصقاع. وقد الطفلة الصغيرة راما محمد، التي أبت إلا أن تشارك في إيصال التبرعات بنفسها، وحين سألناها عن النقود التي تحملها قالت: هذان ريالان، أحدهما لي والآخر لإخواني في باكستان، في مشهد عجز أمامه الحضور عن كتم العبرة. كما التقينا المواطن سراج مطر، الذي قدم إلى المركز مع أولاده الصغار، حيث قال: إن هذه فرصة عظيمة أتاحها لنا ولاة هذا البلد المبارك حتى نتمكن من مد يد العون لإخواننا في باكستان، ونقدم لهم ما نستطيعه من مبالغ مالية أو تبرعات عينية، حيث قدمت مجموعة من مجوهرات زوجتي التي أبت إلا أن تتبرع بها مساعدة للمسلمين. والتقينا أيضا الطفل الصغير بتال عواض الذي قدم بيده الصغيرة تبرعا بمبلغ خمسة ريالات، قال عنها: إنه يدفعها لوجه الله تعالى إغاثة ومساعدة لإخوانه المسلمين في باكستان، وحين سألناه عن الحملة ومن الذي أمر بها، قال: هذه حملة السعودية ممكلة الإنسانية أمر بها خادم الحرمين، بابا عبدالله. ومن الأشخاص الذين أبوا إلا الحضور وتقديم التبرعات بأنفسهم غازي القرشي «80 عاما»، حيث قدم مجوهرات زوجته المتوفاة لمساعدة منكوبي باكستان من الفيضانات