مهرجانات التسوق التي تقيمها المدن المختلفة أصبحت ظاهرة منتشرة داخلياً وخارجياً. فداخلياً نرى العديد من المدن والمجمعات التجارية تقيم مهرجانات للتسوق وترصد جوائز كثيرة لذلك، وخارجياً لدينا أمثلة على مهرجانات كبيرة كما يحصل في دبي والكويت وغيرهما. فما فائدة هذه المهرجانات سواء للمدينة أو للمجمع ولماذا ترصد جوائز قيمة كهدايا للناس والمشترين والمشاركين والمشاهدين. يبدو أن هناك فوائد متعددة وراء مثل هذه المهرجانات منها أن المدينة تكسب سمعة إعلامية كبيرة خاصة إذا كان حجم المهرجان كبيراً وذا تنظيم جيد ويحظى بإقبال كبير كما يحصل في مهرجانات دبي. ومنها العوائد المتمثلة في السمعة الإعلامية والدعائية للمنتجات سواء كانت مما يؤكل أو يشرب أو يركب أو يلبس، فالشركات المنتجة لهذه المواد تبذل أموالاً طائلة وتشارك في رصد جوائز مختلفة من أجل المنافسة وإبراز منتجاتها وسلعها كمواد منافسة متميزة تحظى بإقبال واستهلاك جماهيري كبير. وهي بذلك تحقق عوائد وأرباحاً مجزية نتيجة لهذه الحملات الإعلامية الدعائية والاشتراك في تخصيص الجوائز المختلفة وقد تكون عوائدها أكبر بكثير مما تم انفاقه. كما أنها تصرف الكثير من السلع عن طريق تخفيض بعض الأسعار بشكل كبير جداً يفوق عرضها وبيعها بالأسعارالعادية. وبالطبع فإن اقتصاد المدينة سيرتفع بارتفاع الحركة التجارية والبيع والشراء وتصريف البضائع. أما عوائد المهرجانات الأسرية والاجتماعية فتتمثل في النواحي الترويحية والترفيهية التي تجدها الأسرة في مثل هذه المهرجانات . فتخرج الأسرة للتسوق والتبضع وقضاء بعض الوقت خارج إطار المنزل وخارج إطار التنظيمات السائدة في البيت وقد يكون هذا مثلاً بعد فترة دراسية طويلة أو بعد فترة اختبارات أو في وقت اجازات طويلة يتوفر فيها وقت طويل وهذه المهرجانات العائلية تأتي كمتنفس للأسرة فالوالدان يستمتعان بالتسوق والتجوال والأطفال يستمتعون باللعب خاصة في الأماكن المخصصة لهم وقد يفوزون بإحدى الجوائز المخصصة للمهرجان. وربما نخلص من هذا الكلام أن مهرجانات التسوق ليست ضرورة حتمية إنما هي ظاهرة ترفيهية اقتصادية: ترفيهية للأسر والناس والأطفال واقتصادية للمحلات والشركات المساهمة حيث تبيع وتصرف منتجاتها بشكل سريع وكبير وتحقق أرباحاً كبيرة وسريعة ويعتقد من يشتري من هذه المهرجانات أنه حصل على صفقة جيدة. ومادام الجميع سعداء فالحمدلله رب العالمين.