عُقد مؤخرا بأكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية مؤتمر عن العمل التطوعي والأمن تناول عددا من المحاور المهمة في حياتنا الاجتماعية ولعل من أهمها محور المشاركات الشعبية في العمل التطوعي وايجابياتها الاجتماعية والأمنية، ولا شك أنه في ظل الظروف والمتغيرات الحياتية التي نعيشها تبرز الحاجة الماسة الى دور العمل التطوعي حيث أثبتت الدراسات والتجارب العالمية أن عمل الأجهزة الأمنية الرسمية لا يمكن أن يحقق كافة الغايات دون المشاركة التطوعية للمواطنين، وأن المسؤولية الاجتماعية تحتم التعاون بينهم فالأعمال التطوعية تعد من روافد التنمية الاجتماعية وهي مكملة لجهود المؤسسات الحكومية لتحقيق الأمن والاستقرار خاصة ان الجمعيات الوطنية غير الرسمية تعد أكثر فاعلية ونشاطا من الأجهزة الرسمية وذلك لأن منتسبيها ينطلقون من دوافع ذاتية فهم يحققون ذاتهم ويشبعون رغباتهم من خلال خدمة الآخرين، ولعل الجمعيات الخيرية المنتشرة في المملكة هي أصدق دليل على ما ذكرنا ويدلل على ذلك نجاحاتها داخليا وخارجيا, وبما ان الأسلوب الحديث للعمل الأمني يتطلب المشاركة المجتمعية فان هذه الجمعيات التطوعية هي الوسيلة المناسبة لتفعيل هذه المشاركة وتعاون المواطن مع الأجهزة الأمنية لتحقيق الأمةن وهو الركيزة الأساسية التي تكفل استقرار ورخاء المجتمع. فمجتمعنا بحاجة الى استثمار طاقات وقدرات الأفراد وتوظيفها لخدمته، فهنالك العديد من أفراد المجتمع لديهم الطموح والرغبة في تقديم خدماتهم للآخرين خاصة في المجالات الاجتماعية والأمنية ولا سيما نحن بحاجة الى أعمال تطوعية في مجالات متعددة مثل أصدقاء المرور ومكافحة التدخين، ومكافحة المخدرات، والدفاع المدني، ومكافحة التصدع الأسري، وجمعية مكافحة أصدقاء السوء وجمعيات أخرى انسانية كرعاية المسنين وأصدقاء المرضى وهذه الجمعيات يمكن أن تقدم برامج توعوية واسهامات علمية وجهوداً مختلفة تحقق النفع لجميع شرائح المجتمع. ومن خلال ذلك فاننا نأمل أن يكون هنالك آلية لتفعيل الأنشطة والجهود التطوعية وتسخيرها لتحقيق الأمن.